تواصل جماعة الحوثيين، مهامها في تدمير المنظومة التعليمية في البلاد، دون رادع أو ناقد، لتنفيذ مشروعها الأمامي، واستعادت حقها الإلهي المزعوم، في سيادة البلاد، وسط موجات الغضب التي يخفيها السكان ، خلف قضبان الجوع والفقر.
منذ السادس من الشهر الجاري، وجماعة الحوثيين، تعيش حالة من الهلع والخوف، عقب مسيرة طلابية سلمية، بجامعة صنعاء، تحت شعار "ثورة الجياع"، طالبت بتحسين الاوضاع الاقتصادية ، ومعالجة تدهور العملة المحلية .
قمعت جماعة الحوثيين المسيرة، ونزلت بالضرب المبرح والشتم، والاعتقال والتعذيب، على طلاب وطالبات الجامعة، ولا زالت تلاحق العديد من الطلاب حتى الان.
لا تتوقف انتهاكات الحوثيين عند حد ، حتى كادر الجامعة فالدكتورة إلهام الإرياني استاذ علم الاجتماع المشارك، تعرضت للضرب الشديد، اثناء دخولها إلى مقر الجامعة، من زينبيات جماعة الحوثيين، المكلفات بتفتيش الطلاب.
و"الزينبيات" هي كتائب نسائية عسكرية وهي ، سلاح الحوثيين الجديد لقمع المعارضين، واصرين على تفتيشها في بوابة الجامعة، لكن إلهام رفضت لكونها استاذه مساعدة في الجامعة منذ ما يقارب 20 عاماً، إضافة إلى أن التفتيش لا يشمل جميع الأساتذة".
مصادر مقربة من الدكتورة اكدت انها تعرضت للضرب والإهانة اللفظية من قِبل الزينبيات، قبل أن تشهر بطاقتها وتهددهن برفع شكوى إلى العميد.
وتستمر عملية تفتيش الجوالات ، واللابتوبات الخاصة بالطلاب، كما تمنع جماعة الحوثيين، اجتماع اكثر من خمسة طلاب ، في مكان واحد، خوفا من ثورة قد تندلع في أي وقت.
(ب-م)، أحد طلاب جامعة صنعاء، يشرح إلى "لعرب اليوم"الوضع الذي يعيشه الطلاب، ومدى هيمنة جماعة الحوثيين على كلية الجامعة".
يقول (ب-م)، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، خوفًا من بطش الحوثيين، إن جماعة الحوثيين كلفت طلاب موالون للجماعة، بالتجسس ، وكشف اي مخططات ثورية، للطلاب".
وتابع "تفرض جماعة الحوثيين، عملية تفتيش الهواتف بين الحين والاخر، على طلاب الجامعة، وحقائب الطلاب ".
وأشار إلى أن بعض كليات الجامعة تشهد عزوفًا كبيرًا عن الدراسة بسبب الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثيين، ضد الطلاب".
وأشار الطالب الجامعي إلى أنه يفضل ترك الجامعة والمكوث في المنزل، بعد أن أصبحت الجامعة ، مركزًا حوثيًا، ولم يعد يملك الحق في التعبير عن رأيه ووجهة نظره.
وتابع "كنا في السابق ننتقد الوضع ، نشكي همومنا، أما الآن، إما أن تدرس بصمت، وتداس على كرامتك وجرحك، او توقف عن الدراسة.
وأردف قائلًا " تشاهد الطلاب يمشون بصمت، ويتكلمون بحذر، كأنهم في قاعة اختبار، وكأن الطيور تقف على رؤوسهم، بسبب سلطات الحوثيين المفرطة، والتي لا تقف عند حد. مضيفًا " في السادس من أكتوبر ضرب الحوثيون الطالبات، واعتقلوهن، ونزلوا عليهن بالسب والشتم ، والتعذيب، بعد ترديدهن هتافات تطالب بايجاد حلول للوضع الاقتصادي المتردي".
(الثقافة الاسلامية بنكهة حوثية - الصراع العربي الإسرائيلي)، أصبحا من المناهج الأساسية في الجامعة، وباتا يدرسان لطلاب مستوى اول ، في كل اقسام الجامعة، فضلا عن دخولها في الاختبارات النهائة لنصف العام الدراسي.
ويؤكد أحد الأكاديميين بجامعة صنعاء، أن الحوثيين أضافوا كتاب الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى إضافة دروس في كتاب الثقافة الإسلامية، كمواد اساسية تدرس في جميع الاقسام.
ويضيف إلى "العرب اليوم"، أن كلا الكتابين يعززان موقف الجماعة ومنهجها ، التدميري في البلاد". مؤكدًا أن جماعة الحوثيين، تسعى لمحو ثقافة الإسلام والسلام، ونشر ثقافة القتل والموت، ما يعزز وجودها ، والوجود الايراني في البلاد. مشيرًا إلى أن مناهجها تنال من السنة النبوية، ومن الدول العربية، ما يجعل البلاد تعيش في دوامة طائفية، سوف تهلك الحرث والنسل".
المشروع الإيراني، "ولاية الفقيه، والسلطة المطلقة لزعيم لمليشيات "، هو ما تسعى جماعة الحوثيين، لزرعه بين السكان، سواء قبلوا بذلك ام رفضوا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر