أطلقت قوات التحالف العربي المشتركة، عملية (النصر الذهبي)، لتحرير مدينة الحديدة ، ومينائها الاستراتيجي، من مسلحي جماعة الحوثيين وذلك في الثالث عشر من يونيو/ حزيران الماضي.
تمكنت القوات الحكومية التابعة للجيش اليمني، والقوات الإماراتية، والسودانية، من إحراز تقدم ميداني كبير وحصار الحوثيين، خلال الأشهر الخمسة الماضية، عقب معارك عنيفة، وسط كر وفر، وسقوط مئات القتلى والجرحى من الطرفين، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غيريفت، أعلن بدء وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، تنفيذا لمخرجات مشاورات السلام اليمنية، التي عقدت في العاصمة السويدية ستوكهولم، الأسبوع الماضي.
ووجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بوقف إطلاق النار في الحديدة، تنفيذا لمخرجات السويد، وأصدر وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي توجيهاته إلى كل من قائد المنطقة العسكرية الرابعة وقائد محور الحديدة، بإيقاف إطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة الصليف ورأس عيسى اعتبارا من الساعة (00 ر00 ) الموافق 18 / 12 / 2018 م ".
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في بيان نشره عبر موقع مكتبه الرسمي، إن "وقف إطلاق النار يسري في الحديدة"، مؤكدا أن لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وهي اللجنة المشتركة المسؤولة عن تنفيذ اتفاق الحديدة، سوف تباشر عملها في تحويل الزخم الناتج عن مشاورات السويد، إلى واقع ملموس على الأرض.
وأعلن الحوثيون بدء وقف إطلاق النار، وقال رئيس الوفد الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام: "نؤكد الالتزام (باتفاق ستوكهولم) الذي أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة ووقف للعمليات العسكرية في الحديدة والتهدئة في تعز"، وأعلن عبدالسلام أسماء ممثليهم في لجنة التنسيق المشتركة التي سلمت للأمم المتحدة والتي ستشرف على
وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة وهم، اللواء علي الموشكي، والعميد علي سعيد الرزامي، والعميد منصور أحمد السعادي.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة فإن الخروقات ما زالت مستمرة، من قبل مسلحي جماعة الحوثيين، الذين ما زالوا يسيطرون على المدينة، ومينائها الاستراتيجي، حسب سكان محليين، وقال السكان إن إطلاق النار يتجدد بين الحين والآخر جنوبي المدينة، بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والحوثيين حيز التنفيذ.
وذكر السكان، لـ"اليمن اليوم" أن أصوات إطلاق رشاشات سُمع بالقرب من مصانع إخوان ثابت جنوبي المدينة، وأكد مصدر عسكري حكومي أن الحوثيين خرقوا الاتفاق أكثر من مرة وقصفوا مواقع في الدريهمي جنوب شرقي المدينة، ومدينة حيس جنوبي محافظة الحديدة بالرشاشات والمدفعية الثقيلة.
وتشرف لجنة التنسيق التابعة للأمم المتحدة، والمتوقع وصولها خلال الساعات المقبلة على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، بالإضافة إلى عملية إزالة الألغام من الحديدة ومينائها.
وتؤكد الشرعية أن الاتفاق أيضا، ينص على أن تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة، للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية بمحافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن، إلا أن الحوثيين يؤكدون أن الاتفاق ينص على انسحاب القوات الموالية لها، التي دخلت في 2017، بعد التصعيد الأخير للقوات الحكومية، مؤكدين أن المدينة ستظل تحت سلطتهم، بالإضافة إلى أن الأموال لن تورد إلى البنك اليمني الخاضع لسلطة الشرعية.
وقال الصحافي اليمني عبدالمولى قاسم إن صعوبة ملف الحديدة جاءت من غموض وعمومية النصوص الواردة في الاتفاق، مؤكدا أن عمومية النصوص، تسمح لكل طرف أن يفسرها لصالحه.
وبين أن الأمم المتحدة حريصة على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، بالإضافة إلى أنها، لا تريد إنهاء دور جماعة الحوثيين، في المدينة.
وأكد عبدالمولى أن معارك عنيفة، ستشهدها المدينة خلال الأيام المقبلة، بسبب غموض بنود الاتفاق بشأن الحديدة، مشيرا إلى أن تفسير الطرفين لبنود الاتفاق لصالحه سيفشل الاتفاق
أقرأ أيضا: المبعوث الأممي يصدر بيانا بشأن اتفاق الحديدة
اتفاقية الحديدة تدخل غداً الثلاثاء حيّز التنفيذ ولا مؤشرات إيجابية الى التزام الحوثيين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر