تواصل ميليشيا الحوثي , خرقها لوقف التصعيد العسكري، في مدينة الحديدة، غرب اليمن، بنصب الحواجز الترابية، والحاويات في شوارع مدينة الحديدة، واختطاف المدنيين،ونهب البضائع والحاويات من ميناء الحديدة، غرب اليمن ، بعد يومين من إعلان الأمم المتحدة، وقف اطلاق النار في المدينة، وميناءها الاستراتيجي.
وشنت ميليشيا الحوثي، قصفًا مدفعيًا، استمر لقرابة نصف ساعة، من وسط مدينة الحديدة غربي البلاد , واتهم المتحدث باسم القوات الحكومية، عبده مجلي ميليشيا الحوثي بانتهاك الهدنة في الحديدة، محذرًا من أن تحركات الحوثيين تؤكّد أنه لا نية لديهم للسلام ولا رغبة في تنفيذ اتفاق السويد.
وأكّد مجلي أن ميليشيا الحوثي لجأت إلي ارتداء الزي العسكري في محاولة لخداع لجان الأمم المتحدة , لافتًا أن الحوثيين يدفعون بعشرات المسلحين إلى ارتداء الزي العسكري، وأشار أن المئات من جنود الدولة المنتظمين قبل انقلاب الحوثيين سرحتهم الميليشيات من وظائفهم واستبدلتهم بعناصر من أتباعها، وهو ما سيشكل تحديًا كبيرًا أمام لجنة التهدئة، محذرًا من خطورة تحركات الميليشيا التي تدفع يوميًا بعشرات التعزيزات إلى وسط مدينة الحديدة.
وهدد المتحدث باسم الجيش الوطني بإجراءات رادعة إذا استمر صمت الأمم المتحدة وتأخرها عن القيام بواجبها في حماية المدنيين، وقال " نحن جاهزون لتحمل مسؤولياتنا على أكمل وجه في الدفاع عن شعبنا والتضحية من أجله " , ومن المقرر أن يصل الجنرال باتريك كاميرت، رئيس اللجنة الخاصة بتنسيق وإعادة نشر القوات في الحديدة، خلال الساعات الفادمة، الى العاصمة صنعاء، وفق ما أفاد الأربعاء، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك.
وقال دوغريك إن الجنرال كاميرت سيتوجه الخميس إلي الأردن، مع فريق مصغر، وسيغادر من هناك متوجهًا بعد ذلك إلى صنعاء والحديدة , وأضاف " سيعتمد أعضاء اللجنة مدونة قواعد السلوك، بناءً على اتفاقية الحديدة، لتكون أساسًا لعمل اللجنة ".
وأوضح ستيفان أنه سيتم الانتهاء من إعادة الانتشار الكامل لجميع القوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال مدة أقصاها 21 يومًا بعد سريان وقف إطلاق النار، وتقع على عاتق الأطراف مسؤولية الوفاء بالاتفاق.
وعقد كاميرت المكلف ،مساء الأربعاء، اجتماعًا عبر دائرة تلفونية، مع ممثلي الحكومة الشرعية في لجنة التنسيق العسكرية المشتركة , وقال مصدر حكومي إن الإجتماع كان تعارفيًا وهدف إلى التمهيد لعمل اللجنة واستمر لما يزيد عن أربعين دقيقة.
ويبقى الوضع في مدينة الحديدة غامضًا حتى الآن ، وسط استعدادات عسكرية من كلا الطرفين، لمعارك قادمة، قد تكون هي الاعنف في البلاد، إذا فشلت الامم المتحدة، في تطبيق مشاورات السويد".
وقال المحلل العسكري اليمني، ياسين محمود لـ"العرب اليوم"، إن جماعة الحوثيين، لن تنسحب من مدينة الحديدة، وميناءها، بكامل قوتها ، وعتادها" , وأشار أن جماعة الحوثيين، قد تسحب القوات العسكرية من المتارس، مع بقاء ميليشيا الحوثي ، في النقاط العسكرية، وقوات الأمن والمؤسسات الحكومية، بالاضافة إلى توزيع قوات امنية تابعة للحكومة الشرعية، في مناطق حيوية في المدينة".
ولفت أن القوات التابعة للامم المتحدة، ستعمل على الاشراف على توزيع هذه القوات، والخروقات العسكرية من كلا الطرفين" , وبين أن الحكومة اليمنية ترفض بقاء المسلحين الحوثيين، الذين دمجتهم الجماعة، في القوات الأمنية، منذ انقلابها على السلطة الشرعية، وتطالب بانسحاب القوات الامنية، والعسكرية كافة، من المدينة" , مشيرًا أن الشرعية تطالب بإعادة هيكلة القوات الأمنية في الحديدة، والسلطة الإدارية في المحافظة".
وأكّد أن الأمم المتحدة، ستنشر قواتها في الموانئ الاستراتيجية، ونقاط التماس المباشرة بين الطرفين، لمنع حدوث أي اشتباكات قادمة , مشيرًا أن هناك استعدادات عسكرية، من الطرفين، بالإضافة إلى التصعيد الإعلامي، ما يؤكد عدم ، وجود اتفاق حقيقي، لوقف الحرب في المدينة ,مؤكدًا أن المواجهات العسكرية، ستعود في المدينة، في حال فشلت الأمم المتحدة، في الضغط على الطرفين، لتنفيذ اتفاق السويد , وينتظر الشارع اليمني، الذي عانى من ويلات الحرب والجوع، وبخاصة سكان مدينة الحديدة النازحون في مختلف مناطق البلاد، توقف الحرب في مدينة الحديدة، من أجل العودة إلى منازلهم.
ويقول المواطن ، رضون الفقيه، أنه ينتظر بفارغ الصبر، توقف الحرب في مدينة الحديدة، لكي يتمكن من العودة إلى منزله , ويقيم رضوان، الذي يعمل سائقًا لدرجة نارية، في العاصمة صنعاء، مع أسرته مند خمسة أشهر، في متجر صغير ، في أحد ازقة المدينة القديمة".
وأكّد رضوان لـ "العرب اليوم"، أنه يتمنى العودة إلى منزله في مدينة الحديدة، بخاصة في هذه الايام، التي تشهد العاصمة صنعاء، موجات برد الشتاء القارس" , مضيفا، " أنام مع زوجتي، وأطفالي الثلاثة، في غرفة واحدة، وليس لدينا، الفراش الكافي لكي نتدفئ، فكل ما نملك ثلاث بطانيات خفيفة، بالكاد تغطي أجسامنا".
ونزح عشرات الآلاف من سكان مدينة الحديدة، خلال الأشهر الماضية، بسبب الصراع المستمر، بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثيين، ويعانون ظروفًا إنسانية صعبة، في مخيمات النزوح، في العاصمة صنعاء ، ومدينة عدن، ومحافظة لحج ، وحجة، وبقية المحافظات اليمنية الأخرى.
ويؤكد مراقبون أن أي نجاح تحققه الامم المتحدة، في محافظة الحديدة، سيسهم في، نجاح المفاوضات القادمة , ويؤكد الكاتب الصحفي، اليمني، علاء الدين ابراهيم، أن نجاح الامم المتحدة، في وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، والتي تعد أكثر الملفات تعقيدًا ، سيسهم في صنع السلام، في البلاد".
ولفت إلى أن توقف الحرب في مدينة الحديدة، وإعادة تشغيل الموانئ سيسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني، في اليمن , وبيّن لـ "العرب اليوم"، أن ميناء الحديدة، يعتبر شريان حياة لملايين السكان، في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين" , مؤكدًا أن عودة المعارك هناك، سيتسبب في أزمة انسانية، ومجاعة اخرى، وموجات نزوح، هي الأسوأ في البلاد.
أقرأ أيضا: ميليشا الحوثي تخطف نجلي وحفيد الراعي لإجباره على البقاء في صنعاء
حقوق الانسان" توقع مع الامم المتحدة اتفاقية لمنع تجنيد الاطفال"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر