صنعاء ـ خالد عبدالواحد
تأسّست الجمعية اليمنية لمتلازمة داون عام 2015، وهي جمعية إنسانية خيرية غير ربحية مكونة من فريق عمل متعدد التخصصات يعمل بكل جهد وحماس ليضعوا خبرتهم وكفاءاتهم لكي يحدثوا فرقا إيجابيا في حياة أبناء المجتمع من ذوي المتلازمة داون.
وقالت الدكتورة رشا الخطيب رئيسة الجمعية اليمنية للمتلازمة داون، إن أكثر من 10 آلاف شخص مصابون بالمتلازمة داون في العاصمة صنعاء، منهم 1000 في المراكز الخاصة و9000 في المنازل بالإضافة إلى الآلاف في بقية محافظات الجمهورية.
وأكدت الخطيب في حوار لها مع "اليمن اليوم"، أن العدد المهول هو الدافع لتأسيس الجمعية اليمنية لمتلازمة داون، لتحرير هذه الفئة من تجاهل المجتمع وإهمالهم لها.
وتعدّ متلازمة داون اضطرابا وراثيا يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا مما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21، وتسبب هذه المادة الوراثية الزائدة تغيرات النمو والملامح الجسدية التي تتسم بها متلازمة داون.
وتتفاوت متلازمة داون في حدتها بين المصابين بها، مما يتسبب في إعاقة ذهنية وتأخرًا في النمو مدى الحياة، وعن التأثيرات والمعاناة التي تواجهها هذه الفئة قال رئيسة الجمعية اليمنية إنها تتراوح بين تأثير على مستوى الفرد نفسه (اجتماعيا ونفسيا وصحيا حيث تكثر فيهم الإصابة بأمراض في القلب والدم والغدة الدرقية والجهاز العصبي). مضيفة "كذلك التأثير على مستوى العائلة والمجتمع والدولة معا بسبب النظرة المتدنية لهم"، وعن احتياجات الجمعية اليمنية قالت رشا الخطيب إن احتياجات المنظمة تتظم كل ما يلبي هدفها لرفع مستوى هذه الفئة، ابتداءً من توفير مركز خاص بذوي متلازمة داون خصيصا وانتهاءً بنشر الوعي والتثقيف بين الناس والمجتمع، وأردفت "لوحظ تراجع مستويات ذوي متلازمة داون عند وضعهم مع أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يعانون من متلازمة داون".
وزادت "نطمح في جمعية داون لمستقبل يصل فيه أفراد ذوي متلازمة داون إلى أقصى درجة من التأهيل والتمكين"، وقالت رشا "وهذا لا يتأتى إلا بتظافر الجهود المبذولة في كل القطاعات العامة والخاصة"، وأشارت إلى أن المتلازمة داون تتميز بأن الطفل بها يكون قابلا على التعلم بسرعة واكتساب مهارات وإخراج مواهب وهوايات أكثر من غيره من الأطفال.
وبينت أن المتلازمة يحتاجون إلى الدعم النفسي والتعليمي والاجتماعي والصحي، ودمجهم في المجتمع كغيرهم، وقالت رشا إن هدف المنظمة هو تمكين ذوي متلازمة داون في اليمن، وتوفير الرعاية لهم وتأهيلهم من خلال التعليم والتوعية والعلاج وتقديم الدعم النفسي لهم ولأسرهم، وعن الجهات الداعمة للجمعية اليمنية قالت رشا الخطيب إنه لا توجد أي جهة داعمة لها، مضيفة بقولها "كل أعمالنا تطوعية، من شباب مُحبون للخير"، وعن تأثير الأوضاع الراهنة قالت الخطيب إن الحرب أكلت الأخضر واليابس، مشيرة إلى أنها تلقت وعودا من جهات خيرية وحكومية لدعم الجمعية.
ودعت المجتمع اليمني لمد يد العون لهذه الفئة من الأطفال التي لا تعرف سوى الحب والابتسامة والسعادة، وناشدت رشا منظمات المجتمع المدني العالمية والمحلية لتقديم الدعم للمتلازمة داون، مؤكدة أنهم في أمسّ الحاجة إلى ذلك
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر