إجراءات أمنية مُشدّدة تفرضها جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء

أعلن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في مثل هذا اليوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2017، انتفاضة شعبية ضد مسلحي جماعة الحوثيين، وأعلن فض الشراكة مع الجماعة في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم بعد ثلاثة أعوام من الشراكة بين الطرفين. 

وتمكنت المليشيات الحوثية  بدعم إيراني من القضاء على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقتله بعد يومين من الاشتباكات المتواصلة في أحياء العاصمة صنعاء، شمال البلاد. 

وعطلت جماعة الحوثيين، جميع وسائل الإعلام التابعة للصالح، ودفعت بكتائب خاصة تحمل اسم (كتائب الموت)، إلى العاصمة ‎صنعاء، واقتحمت منازل صالح بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ونشرت دباباتها في الأحياء الجنوبية للعاصمة، والتي تعد القاعدة الأساسية للرئيس صالح.

وتمكنت جماعة الحوثيين بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات المتواصلة من اقتحام الأحياء الجنوبية للعاصمة صنعاء، وقتل قتل صالح، وعارف الزوكا، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، بالإضافة إلى مقتل وإصابة المئات من الطرفين خلال الاشتباكات. 

وتحالف صالح مع الحوثيين، في العام 2015، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، والمحافظات اليمنية الأخرى، وسهل صالح للحوثيين اقتحام المدن اليمنية، وسلمهم المؤسسات الحكومية والمعسكرات، ومخازن الأسلحة، في أطر الشراكة، في مواجهة الحكومة الشرعية، والتحالف العربي بقيادة السعودية.

وعقب تمكن الحوثيين من السيطرة على مفاصل الدولة وكل القوى التابعة للرئيس صالح، بدأت الجماعة بتضييق الخناق على شريكها، وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، وهو ما أجبره على إعلان انتفاضة شعبية ضد الجماعة ودعوة التحالف العربي للصلح وإيقاف الحرب.

ودعا صالح، في لقاء تلفزيوني، جميع الشعب اليمني في كل المحافظات أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ 3 أعوام.

وخاطب التحالف بقيادة السعودية داعيا إلى وقف الهجمات ورفع الحصار عن اليمن لتمهيد الطريق أمام إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة ثلاثة أعوام، وقال صالح "أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات وأن يسمحوا للمواد الغذائية وإسعاف الجرحى وسنفتح معهم صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار وسنتعامل معهم بشكل إيجابي ويكفي ما حصل في اليمن".

وانطلقت شرارة الانتفاضة، في مختلف المدن اليمنية، عقب دعوة صالح، وانتشر الآلاف من أنصاره، في مختلف مدن البلاد، إلا أن جماعة الحوثيين، حجبت مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلقت كل المواقع الإخبارية، التابعة لصالح، وعززت بقوات عسكرية إلى العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى تعرض صالح للخيانة من قبل قيادات موالية له، وهو ما أدى إلى مقتله في منزله خلف مركز الكميم بشارع حدة جنوب مدينة، صنعاء في الرابع من ديسمبر، وما زالت جثته محتجزة لدى الجماعة حتى الآن.

وهاجم العميد الركن، طارق محمد صالح، جماعة الحوثي، في الذكرى الأولى لمقتل عمه الرئيس صالح، وقال طارق صالح، في تغريدة عبر حساب منسوب له على "تويتر"، إن "الحوثية غدة سرطانية زرعت في الجسد اليمني كما زرعت إسرائيل في الجسد العربي".
وأضاف: "وإذا كان الصهاينة يدعون أن لهم حقا تاريخيا في فلسطين، فالحوثية تدعي أن لها "حقا إلهيا" في اليمن وغير اليمن". وختم بالقول: "الشعب مالك السلطة

ومصدرها"، وقال القيادي في حزب المؤتمر، والذي تمكن من الفرار عقب مقتل صالح، كامل الخوداني: "رحم الله الرئيس السابق علي عبدالله صالح والشهيد الذي ضرب مثلا في الوفاء والصدق مع صديقة وزعيم حزبه، الشهيد عارف الزوكا ونسأل الله الرحمة والخلود لكل الشهداء.

وأضاف الخوداني في تغريدات عبر تويتر: "2 ديسمبر انتفاضةٌ بوجه الزيف الكهنوتي والديني المقيت أطلق شرارتها رجال عظماء ربما لم تحقق أهدافها كاملةٌ لكنها بترت أطراف الحوثي وحولته إلى جسدٌ كسيح يفاوض للبقاء حتى بمساحة قرية صغيرة بينما يواصل الرجال استكمال تحقيق أهداف انتفاضتهم ولن يوقفهم شيء".

وأحيا المئات من الناشطين اليمنيين، ذكرى الانتفاضة على مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين الأحداث الدامية التي شهدتها المدن اليمنية. 
كما أشاد الناشطون بالانتفاضة الشعبية التي دعا إليها صالح، تحت شعار "2ديسمبر_انتفاضة_شعب".

ودعا الناشطون إلى انتفاضة شعبية جديدة، لاستكمال تحرير اليمن من ميليشيا الحوثي الانقلابية. ويفرض الحوثيون إجراءات أمنية مشددة بالتزامن مع الذكرى الأولى لمقتل الرئيس اليمني السابق صالح.

وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" إن ميليشيا الحوثي نشرت العديد من العربات العسكرية في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع الذكرى الأولى لمقتل صالح. 

ونتشرت العديد من الصور في أحياء العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، ويحاولون محو كل آثار صالح. 

وحكم علي عبدالله صالح اليمن، ثلاثة وثلاثين عاما، كرئيس شرعي للبلاد، قبل الإطاحة به من قبل شباب الثورة السلمية في 2011، إلا أنه ظل يحكم اليمن، من خلف الستار، حتى انقلاب الحوثيين على الشرعية، بالإضافة إلى ترأسه حزب المؤتمر الشعبي العام، أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، حتى مقتله