تجمّع العشرات من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، أمام مطار عدن الدولي في مديرية خور مكسر ، لمطالبة الأمم المتحدة بالاعتراف بالمجلس الانتقالي والقبول بتكوين دول الجنوب العربي، وذلك قبيل وصول المبعوث الأممي إلى اليمن، للمدينة لمقابلة المسؤولين الحكوميين وممثلي المجلس الانتقالي.
ويقرر أن يزور مارتن غيريفث مدينة عدن خلال هذه الفترة ، ضمن جولته لإحلال السلام في البلاد، لكن الأمم المتحدة ألغت الزيارة لدواع أمنية، وقالت الأمم المتحدة في بيان لها، إن زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفث إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، ومدينة المكلا شرقي البلاد، تأجلت، لدواع أمنية ولوجستية .
وأكد البيان أن المبعوث الأممي يعيد جدولة زيارته إلى المدن المذكورة لاستئناف المفاوضات . وتابع "ما زال المبعوث يخطّط لعقد مناقشات في عدن والمكلا ويتمّ حالياً العمل على إعادة جدولة الزيارة للأسابيع المقبلة سعيًا إلى استئناف العملية السياسية في اليمن.وغادر غريفث الأسبوع الماضي العاصمة صنعاء شمال اليمن بعد لقاءات مكثفة مع مسؤولي جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، وغيرهما من المكونات السياسة في العاصمة صنعاء.
وتفاءل غريفيث الذي كرس كل وقته للاستماع إلى كل الأطراف ، وقال أثناء مغادرته مطار صنعاء إنه سيكمل ما وصل إليه سلفه السابق إسماعيل ولد الشيخ، مضيفًا أنه كرس كل وقته للاستماع إلى الآراء والحلول المتاحة كافة من أطراف الصراع.
وعاد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى مدينة عدن الأربعاء، استعدادًا لاستقبال المبعوث الأممي إلى اليمن. ويعتبر إلغاء المبعوث الأممي زيارته إلى عدن وفق مراقبين انتصار للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نظم تظاهرة لأنصاره قرب مطار عدن الدولي للضغط على الأمم المتحدة القبول به كلاعب سياسي جديد على الساحة اليمنية.
ومع سيطرة الحكومة الشرعية، على مدينة عدن منذ ثلاثة أعوام إلا أنها لم تستطع تأمينها بسبب نشوء مليشيات مسلحة تعمل خارج إطار الحكومة اليمنية.
وتشهد مدينة عدن سلسلة اغتيالات طالت العديد من رجال الدين والعسكريين والسياسين والمدنيين، بالإضافة إلى أنها تتعرص لعمليات انتحارية يقودها تنظيما داعش والقاعدة، وتنتشر ألوية الحماية الرئاسية التابعة للحكومة من جهة كما تنشر قوات أخرى تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن العاصمة المؤقتة، وتتبادل هذه القوات المتضادة التهم حول زعزعة الأمن في المدينة، ووجهت الحكومة اليمنية رسالة إلى مجلس الأمن تؤكد أن قوات الحزام الأمني، والنخب الشبوانية والحضرمية، لاتتبع الحكومة الشرعية، وتم إنشائها من أجل إضعاف الحكومة وزعزعة الأمن.
وتأتي هذه الرسالة عقب معارك عنيفة اندلعت مطلع فبراير/ شباط الماضي بين ألوية الحماية الرئاسية التابعة للحكومة اليمنية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
وتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة على معظم المراكز الحيوية في مدينة عدن بالإضافة إلى حصار الحكومة في قصر المعاشيق. ويأتي هذا الانفلات الأمني وسط الصراع الدائر بين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسس حديثًا ، لبناء دولة جنوبية، والحكومة الشرعية التي تسعى إلى الحفاظ على الوحدة اليمنية. وأسفر هذا الانفلات عن مغادرة مسؤولي الحكومة اليمنية الى الدول المجاورة بما فيهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض منذ ثلاثة أعوام، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر ، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر الذي غادر بعد المعارك التي دارت مع المجلس الانتقالي.
وقال رئيس الحكومة ، إنه لن يعود إلى مدينة عدن حتى إيجاد حلول جذرية للمجلس الانتقالي ، وأضاف " هل نعود لنتقاتل من جديد".واستنكر محللون سياسيون الوضع الأمني المضطرب الذي تشهده المناطق المحررة، وتسيطر الحكومة الشرعية، على 85% من الأراضي اليمنية.وطالب مسؤولون من الرئيس هادي والحكومة العودة إلى أي منطقة من إجمالي المناطق المحررة ومزاولة أعمالهم من داخل اليمن.
وقال الكاتب الصحافي ماجد العليمي: إذا الحكومة الشرعية، لم تستطع تأمين زيارة للمبعوث الأممي أو العودة إلى اليمن، لمزاولة أعمالها فما الواجبات التي تقوم بها وأضاف لـ" اليمن اليوم " مبعوث أن الأمين العام للأمم المتحدة يزور العاصمة صنعاء الخاضعة لسلطات الحوثيين ، ويتشاور معهم لسبعة أيام، ويعود سالمًا، فيما لم يستطع الدخول إلى مدينة عدن،وتابع" يعتبر الوضع الأمني المضطرب وصمة عار في جبين الحكومة الشرعية والتحالف العربي"، وتساءل إذا كانت الحكومة الشرعية، لاتستطيع أن تؤمن المناطق الخاضعة لسلطتها فلماذا تسعى لتحرير بقية المناطق.
وقال إن الحزام الأمني وقوات النخب أنشئت برعاية من الحكومة الشرعية، والتحالف العربي، لتأمين المناطق المحررة ، وتابع" يجب على الحكومة الشرعية إعادة هيكلة القوات الأمنية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها ، من أجل تطبيع الأوضاع في المدينة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر