نشر "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت"، تقريراً للخبير الأمريكي المختص مايكل نايتس، تحدث عن كيفية إنهاء الحرب في اليمن من دون التسبب في ظهور "حزب الله جنوبي" على البحر الأحمر.
وقال نايتس، الذي قام بزيارة اليمن ومنطقة الخليج ثلاث مرات هذا العام لدراسة التكتيكات الدفاعية الساحلية للحوثيين وأسلحتهم، إن هناك أسباباً كافية تجعل الأمريكيين يشمئزون من الحرب في اليمن. فمنذ مارس 2015، سجل "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" ما لا يقل عن 17,062 إصابة مدنية.
ولفت التقرير إلى أن هذه الحرب جلبت انتقادات على المملكة العربية السعودية. وفي المقابل، باستطاعة الحوثيين وحليفتهم إيران أن يتجاهلوا بسهولة الانتقاد الدولي الصامت حول دورهم الكامل في إطالة الحرب وتعظيم فظائعها. فالثمن الذي تدفعه إيران مقابل هذه الحرب زهيد بشكل استثنائي ولكنه باهظ جداً بالنسبة للسعودية.
وتابع: "ولا أحد سليم العقل يعتقد أن إطالة الحرب أكثر من الضروري سيفيد السعودية أو الولايات المتحدة. وقد كانت الولايات المتحدة محقة في إلقاء ثقلها وراء مفاوضات سلام بوساطة الأمم المتحدة، على الرغم من أن الحوثيين لم يكلفوا أنفسهم عناء الحضور إلى جولة المحادثات الأولى التي طال انتظارها والتي بدأت في جنيف الأسبوع قبل الماضي".
ويضيف نايتس: "ومع ذلك، فعلى الرغم من فظاعة الحرب اليمنية، من المهم للغاية ألا يغض صانعو السياسات والمشرعون الأمريكيون النظر عن الحصيلة الاستراتيجية التي كانت الحرب تهدف إلى تجنبها – وهي تحديداً نشوء "حزب الله جنوبي" تموله إيران في شبه الجزيرة العربية، ويحيط بمضيق باب المندب وقناة السويس، ويشكل تهديداً صاروخياً جديداً على السعودية وإسرائيل.
وقال نايتس، إنه خلال الزيارات البحثية الثلاث التي قام بها إلى مواقع القتال في اليمن هذا العام، أجرى مقابلات مع عشرات من ضباط القوات اليمنية وقوات التحالف الخليجية، ومسؤولي الاستخبارات، والقادة والمدنيين، حيث سألهم عما تعلموه من الحوثيين كخصوم. وشمل ذلك يمنيين يعيشون تحت حكم الحوثيين، أو أطفالاً مجندين في الميليشيا الحوثية، إلى جانب مجموعة من الخبراء اليمنيين الذين تربطهم علاقات مباشرة ومستمرة مع القادة الحوثيين.
ويرسم البحث الصادر عن "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت" صورةً بيانية لحركة أكثر طموحاً -وأكثر عداءً للمصالح الأمريكية- مما هو مفهوم على نطاق واسع.
ويوضح الخبير الأمريكي، أن الزيادة الحادة في القوة العسكرية للحوثيين وطموحاتهم، لم تأت نتيجة استيلائهم على ترسانة الدولة اليمنية في أعقاب "الربيع العربي" عام 2011 فحسب، بل أيضاً في أعقاب زيادة المساعدات العسكرية من إيران و"حزب الله" اللبناني. وقد انتقل الحوثيون في أقل من خمس سنوات، من شن حرب العصابات في محافظاتهم الجبلية إلى القيام بهجمات طويلة المدى تصل إلى 180 ميلاً واستهداف الرياض بصواريخ بالستية متوسطة المدى إيرانية الصنع. لكنهم لم يفعلوا ذلك بمفردهم وليسوا بارعين إلى هذا الحد وهم بالتأكيد ليسوا علماء صواريخ.
وحذر من أن مستوى النفوذ الإيراني الحالي على الحركة الحوثية قد يتعاظم بسهولة خلال السنوات المقبلة -خاصة إذا تمكنت طهران من إرسال الأسلحة سراً عبر ساحل البحر الأحمر الخاضع لسيطرة الحوثيين أو عبر وسائل نقل جوية غير مراقبة.
وفي هذا السياق ذكرت الأمم المتحدة أن الحوثيين يستخدمون صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار زودتها إيران؛ وتستمر التحقيقات للتثبت بأن إيران قد زودتهم أيضاً بأسلحة مضادة للسفن وصواريخ أرض-جو.
وأكد نايتس أنه في حال تم تخفيف الحظر الدولي المفروض على الأسلحة، ستتمكن إيران من توفير عدد من الصواريخ البالستية الكافية لسنوات والقادرة على ضرب الرياض بواسطة بضع شحنات بحرية تمر عبر أي من موانئ البحر الأحمر الثلاثة التي تخضع حالياً لسيطرة الحوثيين.
مستطردًا بالقول: "ويعني كل هذا أن الحرب يجب أن تنتهي، لكن لا ينبغي أن تنتهي مع ظهور "حزب الله جنوبي" على البحر الأحمر مماثل لـ"حزب الله" الشمالي على البحر المتوسط.
وشدد الخبير أن على الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لإنهاء الحرب، وفي غضون ذلك إرغام شركاء التحالف الخليجي على الالتزام بالقتال النظيف. بيد، تقتضي المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ألا ينتهي أي اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة إلى خط ساحلي على البحر الأحمر خاضع لسيطرة الحوثيين، أو رحلات جوية مباشرة غير خاضعة للتفتيش تهبط في المناطق الحوثية.
كما شدد أن على الولايات المتحدة أن تلتزم بتقديم الدعم غير المحدود للاعتراض البحري لشحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، على غرار الأسلحة التي اعترضتها المدمرة التابعة للبحرية الأمريكية في 28 أغسطس.
وختم تقريره البحثي بالقول: "إذا تمكنت الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا من العودة إلى الماضي ومنع "حزب الله" من أن يصبح مركز نفوذ، لفعلت ذلك بلمحة عين. وهذه هي الفرصة الخاطفة التي لا تزال متاحةً في اليمن".
نشر "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت"، تقريراً بحثياً للخبير الأمريكي المختص مايكل نايتس، تحدث عن كيفية إنهاء الحرب في اليمن من دون التسبب في ظهور "حزب الله جنوبي" على البحر الأحمر.
وقال نايتس، الذي قام بزيارة اليمن ومنطقة الخليج ثلاث مرات هذا العام لدراسة التكتيكات الدفاعية الساحلية للحوثيين وأسلحتهم، إن هناك أسباباً كافية تجعل الأمريكيين يشمئزون من الحرب في اليمن. فمنذ مارس 2015، سجل "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" ما لا يقل عن 17,062 إصابة مدنية.
ولفت التقرير إلى أن هذه الحرب جلبت انتقادات على المملكة العربية السعودية. وفي المقابل، باستطاعة الحوثيين وحليفتهم إيران أن يتجاهلوا بسهولة الانتقاد الدولي الصامت حول دورهم الكامل في إطالة الحرب وتعظيم فظائعها. فالثمن الذي تدفعه إيران مقابل هذه الحرب زهيد بشكل استثنائي ولكنه باهظ جداً بالنسبة للسعودية.
وتابع: "ولا أحد سليم العقل يعتقد أن إطالة الحرب أكثر من الضروري سيفيد السعودية أو الولايات المتحدة. وقد كانت الولايات المتحدة محقة في إلقاء ثقلها وراء مفاوضات سلام بوساطة الأمم المتحدة، على الرغم من أن الحوثيين لم يكلفوا أنفسهم عناء الحضور إلى جولة المحادثات الأولى التي طال انتظارها والتي بدأت في جنيف الأسبوع قبل الماضي".
ويضيف نايتس: "ومع ذلك، فعلى الرغم من فظاعة الحرب اليمنية، من المهم للغاية ألا يغض صانعو السياسات والمشرعون الأمريكيون النظر عن الحصيلة الاستراتيجية التي كانت الحرب تهدف إلى تجنبها – وهي تحديداً نشوء "حزب الله جنوبي" تموله إيران في شبه الجزيرة العربية، ويحيط بمضيق باب المندب وقناة السويس، ويشكل تهديداً صاروخياً جديداً على السعودية وإسرائيل.
وقال نايتس، إنه خلال الزيارات البحثية الثلاث التي قام بها إلى مواقع القتال في اليمن هذا العام، أجرى مقابلات مع عشرات من ضباط القوات اليمنية وقوات التحالف الخليجية، ومسؤولي الاستخبارات، والقادة والمدنيين، حيث سألهم عما تعلموه من الحوثيين كخصوم. وشمل ذلك يمنيين يعيشون تحت حكم الحوثيين، أو أطفالاً مجندين في الميليشيا الحوثية، إلى جانب مجموعة من الخبراء اليمنيين الذين تربطهم علاقات مباشرة ومستمرة مع القادة الحوثيين.
ويرسم البحث الصادر عن "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت" صورةً بيانية لحركة أكثر طموحاً -وأكثر عداءً للمصالح الأمريكية- مما هو مفهوم على نطاق واسع.
ويوضح الخبير الأمريكي، أن الزيادة الحادة في القوة العسكرية للحوثيين وطموحاتهم، لم تأت نتيجة استيلائهم على ترسانة الدولة اليمنية في أعقاب "الربيع العربي" عام 2011 فحسب، بل أيضاً في أعقاب زيادة المساعدات العسكرية من إيران و"حزب الله" اللبناني. وقد انتقل الحوثيون في أقل من خمس سنوات، من شن حرب العصابات في محافظاتهم الجبلية إلى القيام بهجمات طويلة المدى تصل إلى 180 ميلاً واستهداف الرياض بصواريخ بالستية متوسطة المدى إيرانية الصنع. لكنهم لم يفعلوا ذلك بمفردهم وليسوا بارعين إلى هذا الحد وهم بالتأكيد ليسوا علماء صواريخ.
وحذر من أن مستوى النفوذ الإيراني الحالي على الحركة الحوثية قد يتعاظم بسهولة خلال السنوات المقبلة -خاصة إذا تمكنت طهران من إرسال الأسلحة سراً عبر ساحل البحر الأحمر الخاضع لسيطرة الحوثيين أو عبر وسائل نقل جوية غير مراقبة.
وفي هذا السياق ذكرت الأمم المتحدة أن الحوثيين يستخدمون صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار زودتها إيران؛ وتستمر التحقيقات للتثبت بأن إيران قد زودتهم أيضاً بأسلحة مضادة للسفن وصواريخ أرض-جو.
وأكد نايتس أنه في حال تم تخفيف الحظر الدولي المفروض على الأسلحة، ستتمكن إيران من توفير عدد من الصواريخ البالستية الكافية لسنوات والقادرة على ضرب الرياض بواسطة بضع شحنات بحرية تمر عبر أي من موانئ البحر الأحمر الثلاثة التي تخضع حالياً لسيطرة الحوثيين.
مستطردًا بالقول: "ويعني كل هذا أن الحرب يجب أن تنتهي، لكن لا ينبغي أن تنتهي مع ظهور "حزب الله جنوبي" على البحر الأحمر مماثل لـ"حزب الله" الشمالي على البحر المتوسط.
وشدد الخبير أن على الولايات المتحدة بذل قصارى جهدها لإنهاء الحرب، وفي غضون ذلك إرغام شركاء التحالف الخليجي على الالتزام بالقتال النظيف. بيد، تقتضي المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ألا ينتهي أي اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة إلى خط ساحلي على البحر الأحمر خاضع لسيطرة الحوثيين، أو رحلات جوية مباشرة غير خاضعة للتفتيش تهبط في المناطق الحوثية.
كما شدد أن على الولايات المتحدة أن تلتزم بتقديم الدعم غير المحدود للاعتراض البحري لشحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، على غرار الأسلحة التي اعترضتها المدمرة التابعة للبحرية الأمريكية في 28 أغسطس.
وختم تقريره البحثي بالقول: "إذا تمكنت الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا من العودة إلى الماضي ومنع "حزب الله" من أن يصبح مركز نفوذ، لفعلت ذلك بلمحة عين. وهذه هي الفرصة الخاطفة التي لا تزال متاحةً في اليمن".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر