صنعاء _ اليمن اليوم
على وقْع اللقاءات المستمرة التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في صنعاء مع قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية، جددت الحكومة اليمنية تأكيدها أن التصعيد الصاروخي الأخير للميليشيات الموالية لإيران يبدد أي فرصة للسلام.
وفي هذا السياق، تجاهل قادة الانقلاب الحوثي خلال الأيام الأربعة الماضية من اللقاءات المستمرة مع المبعوث الأممي تقديم أي بوادر إيجابية تشير إلى إنهاء الانقلاب والتوقف عن التصعيد الصاروخي. واكتفى قادة الميليشيات بالتركيز على مطالبهم الضاغطة، وإملاء الشروط على غريفيث، لفتح مطار صنعاء أمام رحلات الطيران وفك الحصار عن الجماعة، والاستمرار في التنصل من دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم، وكذا مهاجمة مساعي الحكومة الشرعية لتحرير الاتصالات.
وشملت لقاءات غريفيث، أمس، الاستماع إلى رئيس حكومة الميليشيات الحوثية غير المعترف بها عبد العزيز بن حبتور، وعدد من وزرائه، إضافة إلى لقاء آخر مع رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه الجماعة في صنعاء، يحيى الراعي.
وجاء اللقاءان غداة لقاءات كان قد أجراها المبعوث الأممي مع «النسخة الحوثية» غير الشرعية من أحزاب «اللقاء المشترك»، ومع «النسخة الحوثية» من «الحراك الجنوبي».
وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء على سير النقاشات الأممية مع قيادات الجماعة الانقلابية، بأن غريفيث جدد التأكيد أن «مهمته حيادية ومحددة ومهمة جداً لإيجاد سبيل لتحقيق السلام لليمنيين من أجل وقف تصاعد تدهور الوضع الإنساني». وشدد المبعوث الأممي على أهمية «أن يتشارك الجميع من أجل السلام واستقرار الحياة العامة للمواطنين، كما حض على «ضرورة الإسراع بترتيبات الوضع السياسي المستقبلي الشامل بمشاركة جميع الأطراف». وكشف غريفيث في أثناء لقائه حكومة الميليشيا، أمس، أن نائبه معين شريم، يناقش مع قادة الجماعة الحوثية «صيغة اتفاق يعطي تسهيلاً لإمكانية إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لتسهيل حركة المسافرين لأغراض إنسانية».
وذكرت المصادر الرسمية الحوثية أن غريفيث وعد في لقائه مع حكومة الانقلاب بأنه «سيبذل جهده في اتجاه تحييد إدارة الوضع الاقتصادي وبالتالي نشاط البنك المركزي اليمني».
وفي السياق نفسه، عدّت الجماعة، خلال اللقاءات مع المبعوث الأممي، صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2216، تكبيلاً للحل السياسي وإعاقة لأي جهود باتجاه السلام المنشود، في مؤشر على استمرارها في عدم الانصياع لتنفيذ بنود القرار. وكشفت اللقاءات مع غريفيث أن الجماعة لم تُعِرْ أي اهتمام للتنديد الدولي الواسع بتصعيدها الصاروخي الأخير على الأراضي السعودية، بل زعمت، على لسان قادتها، أن هذا التصعيد أمر مشروع لها ولن تتوقف عن القيام به إلا بوقف عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر