صَعدت جماعة الحوثي من عملياتها العسكرية الهجومية فيما تنشط في العاصمة العُمانية الدبلوماسية الدولية من أجل الوصول لوقف إطلاق النار في اليمن.
وأعلن الحوثيون، يوم السبت، عن شن هجوم بري كبير على الأراضي السعودية، ونشر تلفزيون الجماعة مقاطع فيديو لتأكيد توغلهم في الأراضي السعودية.
لكن المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي تركي المالكي نفى ما نقله الحوثيون حول تحقيق انتصارات في الحدود السعودية-اليمنية ووصفها بـ”البروباجندا الإعلامية.
وأضاف: أن الجماعة المسلحة تهدف من خلال فبركاتها نحو رفع الروح المعنوية لعناصرها، وتهدئة الغضب الشعبي للأهالي بمناطق سيطرتها جراء الخسائر الكبيرة للأرواح من عناصرها وانسحاب الكثير ممن غرر بهم- حسب ما نقل تلفزيون “العربية” في وقت متأخر مساء السبت.
وقال الحوثيون يوم السبت إنهم قصفوا بطائرات مسيّرة مفخخة مطار الملك خالد الجوية في “خميس مشيط”. وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية أعلن مساء الجمعة تصدي الدفاعات الجوية التابعة للمملكة لطائرة حوثية مسيرة جنوبي البلاد حاولت استهداف مناطق مدنية.
كما أعلن التحالف، يوم السبت، إحباط هجوم “وشيك” بتدمير زورقين مفخخين (دون ربّان) في البحر الأحمر قبالة “ميناء الصليف” غربي اليمن. واستهدف الحوثيون أكثر من مرة موانئ نفط سعودية على البحر الأحمر، إضافة إلى سفن تجارية ونفطية تمرّ في البحر الأحمر.
ويدخل هجوم الحوثيين على محافظة مأرب شهره الخامس في ظل تعاظم الخسائر البشرية والمادية دون تحقيق تقدم كبير نحو مدينة مأرب الغنية بالنفط، والتي يعيش فيها حوالي مليوني نازح مهددون بالنزوح مجدداً إلى المجهول.
ويريد الحوثيون وقف الطيران الحربي التابع للتحالف في معركة مأرب مقابل وقف هجماتهم على الحدود السعودية التي تزايدت بشكل كبير منذ بدء الهجوم في فبراير/شباط الماضي.
في الوقت ذاته استمرت اللقاءات في “مسقط” بشأن التوصل لوقف إطلاق النار حيث تستمر الدبلوماسية الأمريكية بقيادة مبعوثها تيموثي ليندركينغ في محاولة التوصل إلى ما وصفها بالصفقة العادلة والتي يرفضها الحوثيون.
وكشف وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك عن تفاصيل “الصفقة العادلة” التي تحدث عنها المبعوث الأميركي إلى اليمن والتي تشمل أربع بنود اشتقت من الإعلان المشترك الذي طرحته الأمم المتحدة في أبريل/نيسان2020، تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، وفتح ميناء الحديدة وفقا لاتفاق ستوكهولم، وكذلك العودة للمشاورات السياسية.
والتقى مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن، يوم الخميس، محمد عبدالسلام كبير المفاوضين الحوثيين في العاصمة العُمانية “مسقط” منهياً جولة شملت السلطنة والمملكة العربية السعودية، بعد أشهر من رفض لقاءه.
وقال مصدر مطلع لـ”يمن مونيتور” يوم الجمعة، إن اللقاء مع الحوثيين لم يغيّر موقفهم تجاه المبادرة المطروحة لوقف إطلاق النار بل أعاد الحوثيون ذات النقاط المطروحة الممثلة بفتح “مطار صنعاء وتدفق الإيرادات في ميناء الحديدة والموانئ الأخرى” واتفاق لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل.
من جهته اعتبر وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي الذي يُدير الجهد الدولي الداعم للأمم المتحدة، يوم الجمعة، أن “الطريق إلى الحل السياسي للأزمة اليمنية يمر عبر بوابة وقف إطلاق النار، والتدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية”.
وقال “ليندركينغ” للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي: “لن يكون هناك اتفاق سلام بدون دعم قوي من الحوثيين”، وحث الجماعة المسلحة على “التعامل مع مبعوث الأمم المتحدة وإظهار الالتزام بالسلام”.
وفشلت المفاوضات الأخيرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن رفض الحوثيون المبادرة المطروحة والمدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي ووافقت عليها الحكومة اليمنية والسعودية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر