عدن- صالح المنصوب
رد حزب "الإصلاح"، وهو فرع "الإخوان المسلمين" في اليمن، للمرة الأولى على خطاب رئيس المجلس الانتقالي في عدن، عيدروس الزبيدي، والذي أصر فيه على المطالبة بفصل جنوب اليمن عن شماله، إضافة إلى حظر الجماعات المتطرفة وحركة "الإخوان المسلمين" في المحافظات الجنوبية. وقال الحزب، في افتتاحية على موقعه الرسمي، أن التحريض على العنف، وإصدار فتاوى القتل والتكفير، واستباحة الدماء، لن يصنع دولة بقدر ما سيغرقها في بحر من الدماء، وأن إرهاب الناس وقمعهم لن يوصل إلى حكمهم، وتكريس القوة والعنف يعد خيارًا للحكم أثبت فشله مرارًا وتكرارًا، شمالاً وجنوبًا. متسائلاً: "ماذا صنعت شعارات الموت الحوثية؟ هل بنت دولة؟".
وقال الحزب، في تعبير رسمي عن موقفه: "هنالك سلطة لعصابة لم يعترف بها أحد، سلطة عنف وإرهاب ونهب، إنجازها الوحيد أنها استطاعت في زمن قياسي إعادة اليمنيين إلى عصور الجهل والفقر والمرض، وفي جنوب اليمن، يتلمس بعض من المغامرين ومراهقي السياسة، من دعاة الانفصال، خطوات العصابة الانقلابية التي أوصلت اليمن إلى الوضع البئيس الذي يعيشه، فيشيعون الخوف، وينشرون الفوضى، ويزاولون مهنة الحوثيين سيئة السمعة في البطش بمخالفيهم وإقصائهم، وتلفيق التهم الكيدية لهم، والزج بهم في المعتقلات السرية، وتعذيبهم وتكريس المناطقية البغيضة، ومحاربة التعددية السياسية والتنوع الثقافي، وتدمير كل ما له علاقة بدولة النظام والقانون، وصولاً إلى الدولة التي ما انفكوا يتقاتلون عليها منذ رحل الاستعمار إلى يومنا هذا، في مشهد عجيب يبعث على الرثاء". وبشأن خطاب الجمعة الماضية، قال الحزب: "إنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك، فيصدرون فتاوى القتل واستباحة الدماء، وإشاعة العنف، في واحدة من أغرب مظاهر تجريف السياسة وقتل الحياة المدنية والسلم الاجتماعي، التي لطالما تباهوا بها وادَعوا احتكارهم لها، دونا عن سائر اليمنيين، في زحمة الفوضى والانفلات الأمني، وغياب الدولة، وحنينهم للماضي، وتوقهم للحكم الشمولي على أنقاض بلد محطم ينخرون فيه من الداخل، وينغمس الحوثيون والحراك الانفصالي المسلح في العنف المنظم ويلطخون أيديهم بدماء اليمنيين، اعتمادًا على فتاوى أطلقها جهلاؤهم وأشباه المتعلمين فيهم".
وأضاف الحزب، في الافتتاحية: "ها هو الإصلاح يتحداكم يا أصحاب المجالس السياسية والانتقالية، فمنذ أن وعى وتشرب من فكر الحركة الوطنية الإصلاحية اليمنية، قبل عشرات السنين، وقبل أن يولد قادتكم ومنظروكم، هل فعل عُشر ما فعلتم؟، هل هدم بيتًا أو مسجدًا أو قطع طريقًا كما تفعلون؟، هل قتل يمنيًا أو بنى سجنًا سريًا أو مارس التعذيب كما تفعلون؟". ووجه الحزب رسالة أخيرة بقوله: "لأولئك اللاهثين خلف أطماعهم السلطوية وأوهام الانفصال والحق المقدس، نقول لهم كم سيحتاج بلدكم من الوقت ليتعافى من الكوارث والمحن التي جلبتوها معكم؟ وكم ستحتاجون من الوقت لتدركوا أن اليمن هو بيتكم الذي يؤويكم؟ وأنكم لا مستقبل لكم ولا حياة كريمة لكم بدونه".
ويذكر أن محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، اتهم حزب "الإصلاح" بشكل علني، أكثر من مرة، بوقوفه خلف الأحداث الأمنية في المدينة، مؤكدًا أنه يملك دلائل، إلا أنه لم يستشهد بأدلة واضحة حتى اللحظة بشأن تلك الاتهامات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر