دمشق - اليمن اليوم
أكد مدير مكتب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن كافة الفرقاء السوريين أبدوا استعدادهم للجلوس وجها لوجه وإطلاق حوار مباشر.
وكان رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، أعلن أنه استلم "ورقة" من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في نهاية محادثات بينهما الجمعة 24 فبراير/شباط، موضحًا في تصريحات صحافية أدلى بها عقب المحادثات، أنها تطرقت إلى شكل الاجتماعات المقبلة والمفاوضات بشكل عام في إطار مؤتمر جنيف-4، كما أشار إلى أن الوفد السوري سيدرس هذه الورقة وسيعرب عن موقفه من محتوياتها في الجلسة القادمة مع دي ميستورا.
من جانبه، أوضح مصدر مقرب من وفد الحكومة السورية في جنيف أن الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تركز على القرار 2254 ولا تشمل نقاطا جديدة، بينما انطلقت في جنيف محادثات ثنائية المبعوث الأممي ووفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن منصة الرياض، وذلك وسط استمرار خلافات بين الأطياف المختلفة من المعارضة السورية التي لم تتمكن حتى الآن من تشكيل وفد موحد للتفاوض.وقد عقدت المعارضة، في وقت سابق من الجمعة، اجتماعًا مغلقًا في مقر إقامتها في جنيف، لكن هذه المباحثات لم تسفر، على ما يبدو، عن تقدم ملموس لقضية تشكيل الوفد الموحد، حيث أعلن عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات، خالد المحاميد، أنها تسعى إلى أن "يكون هناك وفد واحد وليس موحد"، موضحًا أن لجانًا تشاورية سيتم تشكيلها للتواصل مع منصتي القاهرة وموسكو من أجل إيجاد صيغة والتفاهم على آلية".
وأضاف المحاميد: " يجب أن ننظر إلى مصالح الشعب السوري، ما هي المصلحة الضرورية والوطنية التي تقضي علينا أن نتعامل بإيجابية مع جميع الأطراف"، مشيرًا إلى أنه من الممكن رؤية أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو ضمن وفد الهيئة العليا في حال وقعوا على مخرجات مؤتمر الرياض التي وصفها بـ "ثوابت الثورة".
واعتبر المعارض السوري أن "مؤتمر الرياض لا يتناقض أبدا مع مؤتمر القاهرة، وهناك توافق كبير"، وتابع متسائلا: "على ماذا مختلفون؟ لقاء اليوم هو نتيجة ذهاب وجلوس الجميع جنبا إلى جنب"، أما في معرض تعليقه على السياق العام لمؤتمر جنيف-4، لفت إلى أنه "حتى الآن الأجواء إيجابية، وهناك تقدم في العملية التفاوضية".
من جانبه، أكد عضو وفد منصة القاهرة للمعارضة السورية، جمال سليمان، الجمعة، أن هذه المجموعة تسعى لتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية، مضيفًا :"نحن كمنصة القاهرة نسعى لتشكيل وفد موحد بكل ما أوتينا من قوة، ونحن إيجابيون في هذه المسألة، لكن طبعًا على قاعدة أنه لا أحد يتبعنا ولا نتبع أحدا، ولا ندعو أحدا للذوبان فينا ولا نذوب في أحد".
وتابع: "لدينا رؤى ونود مناقشتها، في حال كانت رؤيتنا جيدة بالنسبة للهيئة العليا للتفاوض، فهذا أمر جيد، وفي حال كانت لديهم رؤى أفضل منا، هذا جيد أيضا، المسألة هي مسألة مبادئ لا مسألة زعامات أو توزيع مقاعد"، كما أوضح ما تطرق إليه لقاء الوفد مع المبعوث الأممي إلى سورية فقال: "السيد دي ميستورا فقط كان يركز على نقطة أساسية وهي أن لديه رغبة شديدة بإنجاز أكبر قدر من التقارب بين منصات المعارضة المختلفة، إنها مسألة كان يشجعنا عليها، وأجبنا بأننا نعمل من أجل ذلك وقطعنا شوطًا من الحوارات غير الرسمية مع بعض الأعضاء في الهيئة العليا للتفاوض ومع زملائنا في منصة موسكو، ونود مواصلة ذلك لأننا ندرك أهمية هذا الموضوع".
وكان دي ميستورا قد أعلن مساء الخميس الماضي انطلاق المفاوضات السورية رسميًا في جنيف، قائلا: "أتطلع إلى المناقشات الليلة وغدا وفي الأيام المقبلة"، كما صرح أنه سيجري لقاءات ثنائية مع وفدي الحكومة والمعارضة لتحديد جدول عمل هذه الجولة الجديدة من المفاوضات السورية، وذلك في وقت استبعد فيه مراقبون لقاء مباشر بين وفدي المعارضة والحكومة.
وركزت مباحثات على الآلية التي سيتم إتباعها خلال المفاوضات، خصوصًا بعدما طلب وفد المعارضة الأساسي، الذي يضم ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المعارضة، خوض مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر