عدن - حسام الخرباش
يشهد اليمن وضعًا إنسانيًا كارثيًا في ظل تدهور إنساني واقتصادي حاد مع تواصل الحرب منذ عامين، وتتفشى ظواهر التسول في الشوارع في مختلف المحافظات اليمنية، والتي توسعت رقعتها مع زيادة عدد الجياع في بلد على وشك مجاعة.
ويتفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن الذي اصبح مهددًا بمجاعة العام الحالي، وبلغ عدد من يحتاجون إلى مساعدات غذائية فيه 14 مليون شخص أي مايقارب 80%من اجمالي الشعب اليمني، نتيجة الحرب المستمرة لعامين، بحسب الأمم المتحدة، فيما تنفذ السلطة المحلية في وادي حضرموت، شرقي البلاد، حملة أمنية لتوقيف المتسولات المنتشرات في شوارع ساحة سوق الصرافين، وساحة مستشفى سيئون في المدينة، وهي الحملة التي بررتها السلطات المحليةبانها تهدف لإنهاء مظهر من المظاهر الاجتماعية السيئة التي ظهرت أخيرًا، والتي تتنافى مع أخلاق الدين الاسلامي الحنيف، إضافة إلى كونها عادة دخيلة على المجتمع في المحافظة.
وفي هذا الصدد، أكد الناشط الحقوقي، محمد صالح الكثيري، أن هذه الحملة تاتي لمعاقبة الجياع في البلد الذي فيه 3مليون نازح و70% منه بحاجة لمساعدات غذائية، ويتجرع شعبه تبعات حرب وتدهور اقتصادي وإنساني، وأصبح عقاب المرأة التي خرجت للتسول بحثًا عن قيمة طعام لها ولاسرتها، جريمة بحسب تصنيف سلطات وادي حضرموت.
واعتبر الكثيري أن الجريمة الحقيقية إهمال السلطات للفقراء وعدم توفير متطلبات حياتهم، وبحال ارادت السلطات التخلص من مظاهر التسول في الشوارع، يجب أن توفر أعمال أو مساعدات للنساء التي لاتتسول إلا من جوع وفقر حاد، منوهًا أن المتسول ليس سعيد بتسوله بل الواقع المرير فرض عليه التسول ليعيش بدلًا من الموت جوعًا.
وأشار إلى بن الاجدر بالأمن أن يلاحق المطلوبين امنيًا ويثبت الاستقرار، بدلًا من ملاحقه الفقراء الذين لا يقتلون ولا يفتعلون فوضى بل يتسولون لسد جوعهم، موضحًا أن هذا القرار سيدفع الفقراء لافتعال فوضى، وربما جرائم لانقاذ أطفالهم الجياع من الموت بعد منعهم من طلب مساعدة الناس في الشوارع، كما وصف قرار سلطات وادي حضرموت بـ"الاعدام بحق الفقراء"، حيث طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتدخل لمنع سلطات وادي حضرموت من سجن المتسولين، كونهم جياع ويعيشون فقر حاد نتيجة اوضاع البلاد، ويتسولون لسد جوعهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر