عدن _ اليمن اليوم
أضحت المحافظات الجنوبية مراكز تدريب للقوات العسكرية التابعة للعميد طارق محمد صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، إذ تمّ تكليفه رسميًا من قبل قيادة التحالف العربي في العاصمة المؤقتة، عدن، بالقيام بمهمة إعادة ترتيب صفوف قوات الحرس الجمهوري والوحدات العسكرية الموالية لصالح، تمهيدًا لدخول هذه القوات معارك حرب بالوكالة عن التحالف في عدد من المحافظات اليمنية الشمالية منها، تعز والبيضاء وتهامة.
وشكّل وجود طارق صالح في العاصمة المؤقتة، خلال الفترة الأخيرة، نقطة خلاف بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة التحالف العربي من جهة، وبين حكومة الرئيس المعترف بها دوليًا، عبدربه منصور هادي، من جهة أخرى، بعد تواتر الأنباء عن تعزيز وجود طارق صالح وتكليفه بمهام عسكرية مرتقبة وفق الرغبات الإماراتية، وبعيدًا عن الحكومة الشرعية التي تشعر بالقلق من قيام الإمارات بدعم صالح وصناعته كسلطة عسكرية موازية للشرعية في المناطق الشمالية، على غرار القوات الموازية الموجودة في المحافظات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي.
وكان طارق صالح تمكّن بعد مقتل عمه علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين من الفرار خارج صنعاء والانتقال إلى محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن، بالتنسيق مع قوات التحالف العربي، وكشف مصدر عسكري رفيع في قوات الشرعية، أن قيادة التحالف”في عدن، وبالتنسيق مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، اتفقت مع طارق صالح على القيام بمهمة إعادة ترتيب قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة إلى جانب فتح باب التجنيد لاستيعاب قوات جديدة.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم نشر هويته، أنه جرى تنسيق بين المجلس الانتقالي والإمارات والسعودية على تأسيس ثلاثة ألوية عسكرية يشرف عليها طارق صالح، وذلك في منطقة بئر أحمد بالعاصمة المؤقتة، وفي قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج وفي باب المندب بسواحل تعز الغربية، مضيفا أن طارق صالح يشرف بشكل مباشر على الألوية الثلاثة، فيما يدير شقيقه، عمار صالح، غرفة عمليات في قاعدة العند، لتسهيل التحاق ضباط وجنود الحرس والقوات الخاصة (الأمن المركزي سابقًا)، بالتنسيق مع معسكر العند وقيادة المجلس الانتقالي لتسهيل مرورهم في النقاط العسكرية.
وسيتولى القيادة الميدانية لهذه الألوية، التي يتم ترتيب صفوفها وتدريب قواتها بإشراف العميد طارق صالح وبدعم من التحالف، كل من العميد ركن محمد العرار، وقائد الأمن المركزي سابقًا في عدن العميد عبد الحافظ السقاف، وعمار محمد عبد الله صالح.
ويأتي التنسيق بين أبو ظبي والرياض وبالاتفاق مع المجلس الانتقالي، في إطار ترتيبات منح طارق صالح أدوارًا عسكرية في المناطق الحدودية بين محافظة الضالع ومحافظة إب المتمثلة بجبهة مريس ودمت، وتحركات أخرى في جبهة شبوة على الحدود مع محافظة البيضاء جنوبي شرق البلاد، وكذلك جبهات الطوق الجنوبي الشرقي وجبهات الساحل الغربي في محافظة تعز، بينما من المقرر سحب القوات السودانية والمقاومة الجنوبية من جبهة كرش، على أن تحلّ مكانها قوات طارق صالح، للتحرّك من محور العند من اتجاه جبهة كرش الفاصلة بين محافظتي تعز ولحج من الجهة الجنوبية الشرقية، والتقدّم صوب تعز، لتحرير مناطق الراهدة، وصولًا إلى مديرية الدمنة، معقل الحوثيين. وفي هذه المنطقة ستلتقي قوات طارق صالح مع قوات اللواء 35 مدرع والإعداد لتحرير محور الحوبان شرقًا، وصولًا إلى مناطق مفرق الذكرة على الحدود مع محافظة إب جنوبي غرب اليمن.
وبالتزامن مع ذلك، يجري تشكيل لواء يتبع الجنرال طارق صالح في مدينة المخا وباب المندب بالسواحل الغربية لمحافظة تعز، يتكوّن من جماعات السلفيين الجنوبين وضباط وجنود من اللواء العاشر حرس جمهوري سابقًا، والذي سيعزز العمليات في جبهات تهامة، لا سيما جبهة حيس غربي اليمن، كما ستشارك قوات طارق، بحسب المصدر، في استكمال تحرير جبهات الساحل، بالإضافة إلى تحرير مديرية الوازعية، جنوبي تعز، والقريبة من سواحلها الغربية.
وتؤكد المصادر أن الترتيبات تجري بالتنسيق الكامل بين المجلس الانتقالي وطارق صالح وأحمد علي عبد الله صالح، وعمار صالح برعاية ودعم الإمارات، كما تأكّد، الخميس الماضي، حدوث لقاء جمع طارق صالح، بقيادات وألوية عسكرية في جبهة الساحل الغربي، في قاعدة عسكرية في المخا، رتبه قائد القوات الإماراتية في جبهة الساحل، بحسب ما نقلت مواقع إخبارية يمنية، موضحةً أنّ اللقاء انتهى بالفشل، بسبب رفض معظم القادة العسكريين التعاون معه، أو حضور اللقاء.
وتحدّث طارق صالح في اللقاء للقيادات الجنوبية، موضحًا لها أنه سيتولّى قيادة القوات العسكرية كاملة في منطقة الساحل الغربي، وأنّ هذه القيادات ستكون تحت إمرته، فيما قال قيادي جنوبي شارك في اللقاء، إن بعض القيادات التي دعيت للقاء رفضت وغادرت جبهة المخا عقب ذلك، وأبلغت قيادة قوات التحالف رفضها أن يقود طارق صالح العمليات العسكرية هناك، في وقت عادت بعض القيادات إلى عدن، فجر الجمعة.
وكان أبرز المعترضين قائد اللواء الثالث دعم وإسناء، نبيل المشوشي، والذي تضاربت الأنباء حول خلفيات عدم حضوره، ففي حين ذكرت مواقع إخبارية أنه رفض اللقاء قطعيًا بطارق صالح، قائلًا “لن أجتمع بمن قتل أهلنا في عدن”، وغادر المخا إلى عدن احتجاجًا على وجوده، أكّد المشوشي أن عودته إلى عدن هي زيارة عادية ولا علاقة لها بموضوع طارق صالح، وأن قوة اللواء ثالث إسناد ودعم موجودة في مواقعها بالمخا بقيادة أركان اللواء وبمتابعة مباشرة منه، موضحًا أن عدم مقابلته لطارق صالح موقف شخصي له.
وكانت إدارة أمن محافظة الضالع، جنوبي اليمن، احتجزت الأسبوع الماضي العشرات من الجنود والضباط التابعين لطارق صالح، ورُفض السماح لهم بالعبور إلى عدن، حيث يوجد الأخير، تحت حماية ودعم الإمارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يدعو للانفصال، فيما جاءت عملية التوقيف، وفق ما ذكر مصدر أمني في إدارة الأمن بمحافظة الضالع عندما كان ضباط وعسكريون تابعون لطارق صالح في طريقهم إلى العاصمة المؤقتة عدن
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر