تتفاقم المعاناة إلى آلاف النازحين اليمنين، في محافظة حجة شمال غربي اليمن، في مخيمات النزوح المتفرقة في مديرية اسلم القريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية.
والنازحون الذين خميوا هناك، خيم معهم شبح الموت والجوع، الذي يسرق أرواحهم بشكل شبه يومي، بالاضافه الى تفشي الاوبئة والأمراض المختلفة.
ويُعد مخيم المطيهرة في مديرية اسلم، في محافظة حجة، الوجه الأبشع للحرب في اليمن، حيث يقطنه نحو 3000 ألف أسرة نازحة من مختلف المحافظات والمديريات الواقعة علي خط النار، بين القوات الحكومية، المدعومة بالتحالف العربي، الذي تقوده السعودية من جهة ومسلحي جماعة الحوثي من جهة اخرى.
وتوافد النازحون الى مخيم المطيهرة من محافظة الحديدة غربي اليمن، ومحافظة صعدة وبالتحديد من مديريات المزرق الملاحيط ورازح ومن ميدي وحرض وبني حسن وحيران والشعاب التابعات لمحافظة حجة شمال غربي البلاد.
ويقع المخيم الذي يضم الآلاف من النازحين في أرض مقفرة، لاتوجد بها حركة مواصلات يومية، بين مديرتي، كعيدنه ومديرية أسلم ، يفصلهما احد الأودية التي تصب
وتجرف معها المخلفات الحيوانية الميتة ومخلفات الأسواق ومخلفات الأشجار والتي تصب في مياه الأبار السطحية الخاصة بمياه شرب الأهالي الوحيدة والتي أصبحت حاليا مصدر من مصادر التلوث واصابت النازحين بالأمراض والأوبئه كالحكاك والأسهالات المائية التي تسببت بوفاة عشرات الاشخاص على مدى الاشهر الماضية.
وفاقم من معاناة النازحين، انعدام المراكز الصحية، وبعد المخيم عن مركز مديرية اسلم حوالي 20كم، بالاضافة إلى انعدام المشتقات النفطية وارتفاع اسعار المواصلات .
شبح الموت
ويُعد تلوث المياه أحد المعاناة التي تلاحق النازحين، حيث اصيب الطفل رياض محسن بعد شرب من مياه الابار الملوثة، باسهلات مائية حادة اودت بحياته خلال ساعات قليلة.
ولم يتمكن والد رياض من اسعاف طفله بسبب عدم امتلاكه ايجار السيارة لنقله إلى المدينة، بالاضافة إلى عدم تمكنه من نقله إلى اقرب مركز صحي في مديرية اسلم، بسبب بعد المسافة ووعورة الطريق المؤدية الى المركز، بحسب والد الطفل.
وأضاف محسن إلى موقع "اليمن اليوم"، "لقد اصيب طفلي باسهلات مائية حادة، ولم اتمكن من نقله الى المركز الصحي، بسبب عدم وجود المال لايجار المركبة التي ستنقلنا الى المركز الصحي".
وتابع "لقد انتظرت ساعات لعله يشفى، لكنه توفي بعد اربع ساعات ، بعد محاولة والدته ارضاعه محلول اروى من الماء والسكر والملح لكن ذلك لم يحسن حالته"، وقال محسن "انه طفلي الاول ، لقد حزنت كثيرا لفقده".
محسن إلى أن البئر الذي شرب منه الطفل ، هو البئر الوحيد الذي يغذي النازحين في المخيم، لافتا الى ان المياه فيه غير نظيفة الا انهم لايجدون بديلا عنه.
ويأتي هذا بعد أيام من وفاة إمرأه اثناء الولادة هي ووليدها، في ذات المخيم بمحافظة حجة، وأكدت المصادر أن المرأة لقيت حتفها بعد ساعات من الالم في الليل، ولم يستطع اهلها اسعافها بسبب بعد المخيم عن المركز، بالاضافة إلى عدم وجود قابلات لتوليدها.
نقص في الغذاء
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من المنظمات الدولية، لتوفير الطعام والشراب لسكان المخيم، الا ان تلك الجهود لم تفي بالغرض المطلوب، ولم تتمكن من احتواء كافة اسر النازحين؛ فأكثر من 651 لم يستلموا سلة غذاء من منظمة الغذاء العالمي كما ان الاسر بحاجة ماسة الي الغذاء والأيواء والدواء، بحسب الناشطة الانسانية مكية الاسلمي.
وأضافت لـ "اليمن اليوم"، "الكثير يقتصر طعامه علي قرص من قمح الغذاء العالمي مع الصلصة للافطار في الصباح، وماتبقي من خبز لوجبة العشاء".
واردفت "يقتصر الأمر علي وجبتين في اليوم من قمح الغذاء العالمي لمن يستلم من سكان المخيم"، وأكدت ان المخيم مأساة ووجه أخر لبشاعة الحرب التي تشهدها اليمن علي مدى اربع سنوات.
ولفتت الناشطة الانسانية أن النازحين في مخيم المطيهرة بحاجة الي نظر وتفعيل لدور المنظمات الدولية التي لاتجد في المخيم سوي شعارتها المرسومة علي خزانات المياه وعلي طرابيل منازل أخشاب الاشجار.
وأشارت إلى أن المخيم بحاجة الي الصحة والمياه الصالحة للشرب والانارة والصرف الصحي والتعليم والدعم النفسي والمسكن الآمن والغذاء والتوعية الصحية ومكافحة الأسهالات والملاريا وسوء التغذيه، بالاضافة الى برامج التمكين الاقتصادي لتشغيل الأيدي العاملة لتحسين مستوي معيشة الأسرة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر