قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن مدينة الموصل بساحليها الأيسر والأيمن تشهد إنتشارًا كبيرًا للأمراض خاصة بين الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغدية وعدم الإستحمام نتيجة عدم توفر المياه، وكذلك إنتشار الجثث المتعفنة في الشوارع بالإضافة إلى تلوث المياه التي تُستخرج من الآبار التي يحفرها السكان في الساحل الأيمن.
وأكد المرصد في تقرير صدر الخميس ورد " اليمن اليوم " نسخة منه أنه حذر في وقت سابق من تأخر تقديم المساعدات للسكان المحليين في الساحل الأيمن من مدينة الموصل بسبب نقص الغذاء هناك خاصة لدى الأطفال كما حذر أيضًا في تقرير آخر من تسبب نقص تقديم الخدمات للعوائل العائدة إلى الساحل الأيسر من إنتشار الأمراض أو التسبب بمشاكل أخرى.
وقال المرصد إنه وثق إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بالجانب الأيسر المحرر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والإستحمام وعدم تعقيمها من بين المصابين نساء وأطفال، فيما نقل المرصد عن مدير عام صحة نينوى الدكتور صلاح الدين ذنون النعيمي تأكيده بشأن معلومات الإصابات التي تعرض لها السكان بمرض التيفوئيد ووجود حالات تزايد بهذه الإصابات.
من جانبها أكدت النائبة عن محافظة نينوى نورا البجاري الأربعاء في تصريح صحفي أن المراكز الصحية في مدينة الموصل تشهد نقصًا كبيرًا بالأدوية وأن امراض الثلاسيميا والكلى انتشرت بشكل واضح في المدينة، مضيفةً أن هناك حالات وفاة حصلت بين المواطنين لعدم توفر الأدوية في مدينة الموصل، وأن مستشفى الولادة لا توجد فيها مواد مخدرة لغرض إجراء عمليات الولادة لنساء بالإضافة إلى تدمير مستشفى معالجة أمراض الثلاسيميا من قبل الإرهابيين.
وقال سكان من الساحل الأيسر وعددهم 4 إن الإصابات التي تعرض لها أبناؤهم كانت نتيجة الغذاء غير الصالح للإستهلاك الذي تناولوه قبل أيام بالإضافة إلى المياه الملوثة التي وصلتهم عبر الأنابيب وتلك التي إستخدموها من الآبار.
وذكر المرصد انه تلقى معلومات لم يتأكد منها بشكل دقيق حتى اللحظة تُفيد بإنتشار الأمراض الجلدية في مناطق الساحل الأيمن غير المحررة بسبب عدم توفر المياه للإستحمام، بالإضافة إلى إنتشار أمراض الكبد الفايروسي وإلتهاب المجاري البولية، فضلًا عن القمل وما تُعرف بـ"حبة بغداد".
ناشطون في مجال الإغاثة الإنسانية قالوا للمرصد العراقي لحقوق الإنسان إن ما يعيشه سكان الساحل الأيمن مأساوي جدًا، الأطفال يتقيئون والكبار كذلك ومرض الإسهال يضرب الآلاف منهم كل هذا بسبب عدم توفر المياه أو توفر تلك الملوثة فقط".
وتحدثوا عن حالات وفيات لدى كبار السن الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة لعدم تلقيهم العلاج الخاص بهم منذ أكثر من شهرين، كما أن الساحل الأيمن بحسب قولهم، خال من أية مواد طبية التي يمنع تنظيم داعش إعطاؤها إلا للموالين له.
وأفاد المرصد بأن مئات الجثث التابعة لعناصر داعش والمنتشرة في شوارع الموصل المحررة وغير المحررة، تسببت بإنتشار أمراض معدية، وقد تكون هذه الأمراض خطيرة ولن يتوفر لها العلاج في المدينة على مدى الفترات المقبلة، مطالبًا وزارة الصحة العراقية بضرورة القيام بواجبها وإرسال الأدوية للمراكز الصحية في المدينة وتقديم المساعدات الطبية للنازحين بأسرع وقت منعًا لانتشار الأمراض والتسبب بحالات وفيات جديدة.
كما طالب الجهات الحكومية المعنية بالملف بتحلية المياه وتعقيمها قبل أن تبدأ عملية تصديرها إلى المناطق السكنية، خاصة وأن أغلب الأمراض التي تعرض لها سكان هناك كانت نتيجة تلوث مياه الشرب.
وكانت حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قالت إنها ومجموعة دعم الإستقرار الدولية، أقرت في اجتماع طارئ عقد في 19 يناير تنفيذ 27 مشروعًا خدميًا في المناطق المذكورة توزعت بين إعادة تأهيل المراكز الصحية ومشاريع الماء والمدارس، فضلًا عن تنظيف المناطق السكنية، كما شملت المشاريع التي تم التوقيع على إقرارها تأهيل عدد من الأبنية الحكومية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر