عدن ـ حسام الخرباش
فجر تنظيم "القاعدة"، عبوة ناسفة بالقرب من منزل قائد اللواء 115 مشاة في الجيش اليمني، العميد ناصر عبد ربه الضمجي، في محافظة أبين جنوب البلاد. وأشارت مصادر محلية إلى أن مجهولين فجروا عبوة ناسفة بالقرب من منزل الضمجي الواقع وسط مدينة لودر في محافظة أبين.
وأضاف شهود العيان أن الانفجار كان عنيفا، ووصل دويّه إلى القرى المجاورة، لكنه لم يلحق أذى بالعميد الضمجي، وأفراد عائلته، ولا بمنزله. ووفقًا للمصدر، فإن قوات عسكرية وأمنية وصلت مؤخرًا إلى أبين بهدف شن حملات لمداهمة جيوب القاعدة والقضاء على وجودها هناك، في حين يعقد المحافظ اللواء أبوبكر حسين اجتماعات مع أعيان ومشائخ أبين، لطلب دعم قبلي ومجتمعي للقضاء على القاعدة وهناك تجاوب محلي معه.
وأوضح المصدر، أن تنظيم "القاعدة" انسحب من أبين إلى جبال ومناطق بعيده بعد الحملة العسكرية للحكومة العام الماضي، لكنه عاد مع عملياته بسبب الفراغات الأمنية التي تحدث بدون سبب ولا مبرر، ويجب على الحكومة نشر قوات تحافظ على انتشارها وتشمل المدن والأرياف والجبال، وحينها سيتقيد التنظيم ومن الصعب تنفيذه لعمليات وسينحسر وجوده بعد دحر جيوبه واستمرار الحملات.
وكانت طائرة أميركية دون طيار، قد قصفت سيارة في إحدى مناطق خبر المراقشة في محافظة أبين "جنوب اليمن"، الأحد الماضي، وقُتل عنصران يرجح بانتمائهما لتنظيم القاعدة كانا داخلها، ووصلت قوات عسكرية وأمنية إلى أبين قبل أسابيع بهدف تأمين المحافظة والقضاء على جيوب التنظيم، الذي ينشط وينفذ عمليات مستمرة في أنحاء متفرقة من المحافظة، واحتجزت عناصر يشتبه أنهم يعملون مع تنظيم القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية.
واستغل تنظيم "القاعدة" الصراع العسكري بين الحكومة والحوثيين منذ مارس/أذار 2015، ليتوسع وكان يسيطر على محافظتي أبين وحضرموت، واقتحمت قوات الجيش اليمني بدعم من التحالف حضرموت وأبين في حملة عسكرية واسعة العام الماضي.
وينشط "القاعدة" في أبين في الجبال المطلة على الخط الساحلي في مدينة شقرة واحور، وتحديدًا في جبال موجان والمراقشة، وقد تعرض التنظيم لضربات متعددة من البارجات البحرية والطائرات دون طيار خسر على إثرها عددًا من أبرز قياداته.
وأقرّت واشنطن، في مايو/ آيار 2016، بوجود "عدد قليل جدًا" من القوات الأميركية في اليمن لمساعدة القوات اليمنية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على طرد "القاعدة" من ميناء مدينة المكلا، فيما استغل التنظيم الحرب بين الحوثيين وقوات الرئيس هادي وتوسّع بشكل كبير في اليمن.
وتخترق الأجواء اليمنية طائرات أميركية دون طيار لملاحقة ما تعتبره تنظيم "القاعدة"، وكانت المرة الأولى التي يسمح لها بممارسة القتل خارج القانون اليمني في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، حيث استهدفت قاسم سالم الحارثي، وكمال دروش، وهما من أهم قيادات تنظيم "القاعدة" في اليمن.
وفي أغسطس/آب 2016، أعلنت الحكومة السيطرة على أبين، وطرد عناصر "القاعدة" منها، إلا أن التنظيم ما يزال ينشط في بعض المديريات الريفية في المحافظة خاصة: مودية، والوضيع، وأحور، وينفذ على فترات متفاوتة هجمات على نقاط أمنية ومقار عسكرية، ذهب ضحيتها العشرات من الجنود.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر