قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثالث من شهر كانون ثاني الجاري الطفل مصعب التميمي (16 عاما) من قرية دير نظام بمحافظة رام الله والبيرة، بعد أن أطلق جندي إسرائيلي الرصاص الحي صوبه من مسافة 70 مترا تقريبا، وفق ما أفاد به والده، فأصابه بجروح قاتلة في رقبته.
الطفل التميمي الذي أعلن عن استشهاده في المستشفى الاستشاري بمحافظة رام الله والبيرة، هو أول شهيد يرتقي برصاص الاحتلال مع بداية عام 2018.
وأفاد والد الطفل التميمي، للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، بأنه خلال مراقبته المواجهات المندلعة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان القرية لاحظ اعتقال شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، فتوجه على الفور هو وعدد من الأهالي للجنود في محاولة لتخليص المعتقل، لكنهم لم ينجحوا في ذلك وعادوا للقرية.
وأضاف أنه وقف على مسافة 100 متر من مكان المواجهات يرقب ما يجري وخلال ذلك لاحظ سقوط شخص على الأرض فأدرك أنه مصاب، فتوجه فورا بمركبته نحوه، وعندها تفاجأ أن المصاب نجله مصعب.
وقال الوالد: إن مصعب كان في حالة صعبة جدا وكان ينزف بقوة من رقبته، فنقله على الفور إلى المستشفى الاستشاري، وهناك أعلن عن استشهاده متأثرا بجروحه.
ويتابع الوالد أنه خلال حديثهم مع جنود الاحتلال من أجل الإفراج عن الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، رد عليهم ضابط القوة بعصبية "أنهم سيقتلون شخصا اليوم في القرية"، وذلك قبيل إصابة نجله مصعب.
وأكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، أن عدم المساءلة يضمن للجنود الإسرائيليين أنهم لن يعاقبوا حتى على القتل، لذلك هم يوغلون في دماء الأطفال الفلسطينيين من خلال استخدام القوة المفرطة بحقهم، وما جريمة قتل الطفل مصعب التميمي من خلال استهداف القسم العلوي من جسده وبالرصاص الحي إلا أكبر دليل على ذلك.
وتابعت: أنه لم يتم ملاحقة أو معاقبة أي جندي إسرائيلي مسؤول عن أية حالة قتل أطفال وثقتها الحركة في الضفة الغربية خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا في حالة الطفل نديم نوارة الذي استشهد خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب سجن "عوفر" العسكري غرب رام الله، في الخامس عشر من أيار عام 2014، حيث تم توجيه تهمة القتل غير العمد لأحد أفراد "حرس الحدود" بسبب قتله الطفل نوارة.
الطفل محمد أبو مصطفى لن يلعب الكرة مجددا
الطفل محمد أبو مصطفى (17 عاما) من منطقة الأوروبي بمحافظة خان يونس، جندي إسرائيلي حرمه من الجري ولعب كرة القدم مجددا، اللعبة التي طالما أحبها ولعبها مع أقرانه، بعد أن أطلق عليه رصاصة تسببت ببتر رجله اليمنى من الساق.
أصيب الطفل أبو مصطفى في الثاني والعشرين من شهر كانون أول عام 2017، خلال مشاركته في المواجهات الأسبوعية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند بوابة الروايدة شرق خزاعة، احتجاجا على إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.
"فجأة سمعت صوت عيار ناري أعتقد أنه أطلق من فوق التلة الرملية الموجود في الجهة الجنوبية الشرقية مني حيث كان يتواجد جنود الاحتلال، في هذه اللحظة ما شفت حالي غير وأنا بسقط على الأرض، حسيت رجلي اليمين من منطقة الساق كأنه فيها كهربا مش طبيعية"، قال الطفل أبو مصطفى في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
وأضاف: "صرت أصرخ على الشباب الحقوني أنا تصاوبت، كنت حاسس جسمي كله بده يتكهرب مش بس رجلي، حضر الشباب بسرعة وقام أحدهم بربط حزام حول فخذي الأيمن عشان يوقف النزيف (..) أنا شفت عظم ساقي على الأرض مفتت".
نُقل الطفل أبو مصطفى إلى مستشفى غزة الأوروبي، وأدخل قسم العناية المكثفة، ومن ثم إلى غرفة العمليات، ويقول الطفل إن الأطباء طلبوا من والده الموافقة على عملية بتر رجله اليمنى من منتصف الساق بسبب أن الإصابة تسببت بأضرار كبيرة لا يمكن إصلاحها.
وتابع: "بعد أن استيقظت من العملية رفعت الغطاء عن قدمي عشان أتأكد، ولما شفتها مقطوعة زعلت كثير وصرت أصيح وظليت متنكد وأصيح لحد ثاني يوم، وكل ما أنام أشوف كوابيس".
"بتذكر حالي وأنا بجري وأنا الأول على محافظة خان يونس في مسابقات الجري التي كانت تنظمها المدرسة أيام ما كنت في المدرسة، وكمان أنا شاطر كثير بلعب كرة القدم وبحبها كثير، من بعد الإصابة كيف راح أرجع أجري وكيف راح ألعب كرة مرة ثانية (..) أحيانا بنسى أنه رجلي المقطوعة وبوقف عليها بس بوقع على الأرض، لأني لسة ما تعودت إنه رجلي انقطعت" يقول الطفل أبو مصطفى.
15 طفلا قتلهم الاحتلال العام الماضي
وذكرت الحركة العالمية أنها وثقت العام الماضي (2017) 15 طفلا فلسطينيا، بينهم طفلتان، قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، 12 منهم بالرصاص الحي، أربعة منهم استشهدوا خلال مواجهات وثلاثة في كمائن نصبتها قوات الاحتلال، وخمسة زعمت قوات الاحتلال أنهم حاولوا تنفيذ عمليات طعن، بينما استشهد طفل في قصف مدفعي بقطاع غزة، وآخر جراء انفجار جسم مشبوه أثناء رعيه الأغنام في طوباس، إضافة للطفل عايش أبو هداف (9 سنوات) من غزة، الذي استشهد متأثرا بجروح أصيب بها عام 2014 خلال العدوان الإسرائيلي.
والأطفال الشهداء عام 2017 الذين وثقتهم الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، هم:
- قصي حسن محمد لعمور (17 عاما) من بيت لحم، استشهد في 16/1/2017.
- مراد يوسف محمد ابو غازي (17 عاما) من الخليل، استشهد في 17/3/2017.
- يوسف شعبان أبو عاذرة (15 عاما) من رفح، استشهد في 21/3/2017، في قصف مدفعي إسرائيلي.
- محمد محمود إبراهيم خطاب (17 عاما) من رام الله، استشهد في 23/3/2017.
- أحمد زاهر فتحي غزال (17 عاما) من نابلس، استشهد في 1/4/2017.
- جاسم محمد محمود نخلة (16 عاما) من رام الله، استشهد في 10/4/2017.
- فاطمة عفيف عبد الرحمن حجيجي (16 عاما) من رام الله، استشهدت في 7/5/2017.
- رائد أحمد عيسى الردايدة (15 عاما) من بيت لحم، استشهد في 22/5/2017.
- نوف عقاب عبد الجبار انفيعات (14 عاما) من جنين، استشهدت في 1/6/2017.
- أوس محمد يوسف سلامة (16 عاما) من جنين، استشهد في 12/7/2017.
- محمد خلف محمود خلف لافي (17 عاما) من القدس، استشهد في 21/7/2017.
- عدي عزيز خليل نواجعة (16 عاما) من طوباس، استشهد في 22/7/2017، إثر انفجار جسم مشبوه أثناء رعيه الأغنام.
- عبد الرحمن حسين جبر أبو هميسة (16 عاما) من وسط غزة، استشهد في 28/7/2017.
- قتيبة زياد يوسف زهران (16 عاما) من طولكرم، استشهد في 19/8/2017.
- محمد صالح عايش أبو هداف (9 سنوات) من غزة، استشهد في 16/12/2017 متأثرا بجروح أصيب بها في 8/8/2014 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر