آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم "داعش" على الساحة

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم "داعش" على الساحة

عناصر من تنظيم داعش
بيروت - اليمن اليوم

أزال عناصر "تنظيم داعش" منذ ما يقارب الخمس سنوات، السواتر الترابية التي شكّلت الحدود الرسمية بين العراق وسورية، معلنين محوَ الحدود المصطنعة التي رسمتها "القوى الاستعمارية الأوروبية" قبل زهاء قرن من الزمن، من خلال اتفاق "سايكس- بيكوط، بحسب تعبيرهم وعلى رقعة شاسعة نسبيًا وممتدّة من ريف حلب غربًا إلى الموصل شرقًا أعلن تنظيم "داعش" قيام دولة الخلافة. أما اليوم، فتكاد قوات "قسد" مدعومة من تحالف غربي عريض تُنهي آخر مناطق هذه الدولة والمتمثلة بقرية الباغوز، فيما كان معبّرًا ما قاله قائد المدفعية الفرنسية المتمركزة في العراق حول المعركة الأخيرة: خلال الأشهر الستة الأخيرة سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربّعة، وكانت نتيجتها تدمير البنى التحتية ومستشفيات وطرق وجسور ومساكن، وأضاف بقوله: كان يمكن تحقيق النصر بسرعة اكبر بكثير وبدمار أقل لو جرى إرسال قوات برية عددها ليس كبيرًا ولكنها قادرة على حسم المعركة.

اقرأ أيضًا:ترامب يؤكد أن شبكة تنظيم داعش المتطرف تم تفكيكها بالكامل

المفارقة أنّ الجنرال الفرنسي أُحيل على التحقيق بتهمة الإدلاء بمواقف لا تُعتبر من اختصاصه.

ما من شك أنّ مشاريع كثيرة جرى ترتيبُها بين القوى الكبرى منذ اعتلاء ابو بكر البغدادي المنصة في جامع الموصل معلنًا "دولة الخلافة"، وكان ترتيب المصالح في حاجة إلى كثير من الوقت كما أنّ إعادة رسم مشهد الشرق الأوسط كانت في حاجة إلى دمار كبير ومخططات مخفيّة، تمامًا كقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بانسحاب قواته من سورية، والذي أتبعه بمفاجأة أخرى بإبقاء زهاء 400 جندي هم في معظمهم من الخبراء التقنيين (تنصت- درونز واستخبارات) موزّعين بين التنف والمنطقة الآمنة الجاري التفاوض حولها شمال شرق سورية، إضافة إلى قاعدة أميركية تعتزم واشنطن إقامتها في العراق قرب الحدود مع سورية والأردن ومجهّزة بأنظمة متطورة.

وطوال الوجود الأميركي العسكري في سورية سقط للجيش الأميركي ستة قتلى فقط، صحيح أنّ ترامب يستعدّ لإعلان الانتصار على "داعش"، وكان قد سبقه إلى ذلك أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله متعمِّدًا التوقيت ومسمِّيًا مَن يقف وراء ظهور "داعش" ومَن حاربه فعلًا، لكنّ الحقيقة أنّ تنظيم "داعش" لن يختفي من الوجود كما يعتقد البعض. فما زالت هناك حاجة دولية لتوظيف الإرهاب في لعبة إنضاج المشاريع. وبالتالي "داعش" لم ينتهِ، بل عاد إلى طبيعته الأصلية كتنظيم إرهابي لا يسيطر على ارض وسكان لكنه بالتأكيد قادر على تنفيذ هجمات إرهابية موجعة، رغم أنّ هذا التنظيم يخرج من آخر معاقله مرهَقًا ومفكَّكًا ومفلسًا بعد مصادرة أمواله، لكنّ كل ذلك يشجّع أجهزة استخبارات دول كبرى لاستثماره في مشاريعها بعدما أصبح ممسوكًا أكثر.

وخلال الأسابيع الماضية كان لافتًا الإعلان عن نقل أعداد من عناصر "داعش" إلى منطقة الحدود الطاجكية في أفغانستان. وفي مكان ليس ببعيد كانت واشنطن تجري صفقة مع حركة "طالبان" التي رعت تنظيم "القاعدة" وساعدته على تنفيذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، هذا يعني في اختصار، تحضير أفغانستان لنزاعات عنيفة على حساب الفريق الأفغاني الحاكم و"المتحالف" مع الأميركيين.

لكن من التبسيط حصر الأمور في هذه البقعة فقط. فمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس قال أنّ لـ"داعش" آلاف العناصر في العراق وسورية، وللتنظيم ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة وآلاف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة.

وليس من باب المصادفة إعادة تسليط الضوء على تنظيم "القاعدة" عبر تخصيص واشنطن مكافأة بقيمة مليون دولار لمَن يساهم في القبض على حمزة بن لادن الوريث الشرعي لزعامة التنظيم الإرهابي.

وفي قمة هانوي بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي فشل ترامب في انتزاع ورقة تفاهم هو بأمسّ الحاجة اليها. وقد يكون رفض كوريا الشمالية إعطاء ترامب اتفاقًا، هو لخشيتها من تدهور موقع ترامب بسبب الأزمة الداخلية الخانقة التي تكاد تطيح به، وفي إسرائيل خسائر انتخابية متلاحقة لشريك ترامب في "صفقة القرن" بنيامين نتنياهو. وهو ما يدفع للخشية من أن تؤدّي أزمتا ترامب ونتنياهو إلى الدفع بهما لعملٍ جنوني تبقى ساحة الشرق الأوسط هي المثلى له، كذلك قد يكون لإرهاب "داعش" بريقٌ قادر على جذب اهتمام وسائل الإعلام.

وخلال الأسابيع الماضية نجح الجيش اللبناني في اعتقال ثلاث مجموعات لـ"داعش" كانت قد نجحت بالفرار من جحيم المعارك في سورية منهكة ومهزومة، وهي قصدت لبنان لالتقاط الأنفاس. لكنّ هذه العناصر كانت لو نجحت بالفرار بقيت فترة وجيزة في وضع الاستراحة قبل أن تعمل لاستعادة نشاطها، فباختصار زوال دولة "داعش" لا يعني أبدًا زوال الإرهاب، فالحاجة إليه ما تزال موجودة.

قد يهمك المزيد:حرق وتدمير مقرين لتنظيم داعش وتفجير عبوات ناسفة في سامراء العراقية

أتباع تنظيم "داعش" يُواجهون مرارة الهزيمة الأخيرة في سورية
 

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم داعش على الساحة سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم داعش على الساحة



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen