دشّن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، اليوم السبت، خط ناقل المياه في عقابا بمحافظة طوباس، لتلبية احتياجات اهالي البلدة، وأعلن عن دعم المركز الثقافي في المحافظة بـ900 الف دولار، اضافة الى 150 الف دولار لصالح الملعب البلدي لبلدة عقابا.
وأكد رئيس الوزراء خلال حفل التدشين اليوم السبت، سعي الحكومة الاعتماد على الذات في ظل تخفيض الدعم الخارجي، مشددا على رفض مقايضة الثوابت الوطنية بالمال السياسي.
وقال: نعي بأن أي جهد تنموي وتطويري لتكريس مؤسسات حكومية فاعلة مستجيبة لاحتياجات المواطنين وتطلعاتهم، لن يكون كاملا أو حتى مجديا، إلا بترسيخ المصالحة وتحقيق وحدة الأرض والعمل المؤسسي والوطني.
وجدد تأكيده على أن التمكين المالي للحكومة، والسيطرة الكاملة على المعابر، وفرض النظام العام وسيادة القانون وتمكين السلطة القضائية من تسلم مهامها في قطاع غزة، والسماح بعودة جميع الموظفين القدامى إلى عملهم، هو المطلوب للتحول بالمصالحة إلى فعل وحدوي مسؤول وجاد ينهي عذابات شعبنا في غزة، ويستنهض وحدتنا ومنعتنا وقدرتنا على مواجهة مخططات تشتيت قضيتنا الوطنية والمساس بحقوقنا العادلة، والتصدي للقرارات الأمريكية الظالمة وللانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وأعرب الحمد الله عن فخره بتدشين خط ناقل عقابا، الذي يشكل إحدى بنى الوطن التي بها نلبي احتياج وحق أهالي عقابا من المياه، وننمي قدرتهم على الصمود والثبات، وشكر القائمين على هذا المشروع الحيوي، وأكد مضي الحكومة بتوجيهات مباشرة من الرئيس محمود عباس، في تنفيذ المشاريع التنموية والتطويرية، التي تساهم في تثبيت المواطنين وتعزيز الأمن الإنساني الفلسطيني.
وشدد على أنه رغم الصعاب التي تعترضنا والقيود والممارسات الاحتلالية، كانت مسيرة شعبنا ترتكز دائما على تعظيم القدرات الذاتية وعلى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية المتاحة، وفي قطاع المياه، كانت الإجراءات والمشاريع التي ننفذها بالشراكة مع الدول والجهات المانحة، للوصول بخدمات المياه والصرف الصحي إلى المناطق الريفية والمهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، وتطوير كمية ونوعية المياه، متبوعة بخطوات هامة نبذلها على أكثر من صعيد، لاسترداد وإعمال حقوقنا المائية، وحشد الدعم الدولي اللازم لتوفير المياه لشعبنا، والتصدي لسيطرة إسرائيل على أحواضنا الجوفية ومصادرنا المائية وتلويث المياه العادمة لمستوطناتها لأرضنا ومياهنا وبيئتنا.
وكشف رئيس الوزراء عن مؤتمر دولي للمانحين، يعقد في بروكسيل في العشرين من الشهر المقبل، لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ مشروع المحطة المركزية لتحلية مياه البحر في غزة بتكلفة 650 مليون دولار، والذي يعد الأكبر في المنطقة، والحل الوحيد لإنقاذ قطاع غزة من الكارثة الإنسانية التي تحدق به.
وقال: "لقد راعينا في السابق أن يتم تنويع مصادر التزود بالمياه هنا في عقابا، واليوم نزودها بكمية أكبر من المياه، وعلى نحو يلبي الاحتياجات المائية المستقبلية فيها للسنوات الخمس والعشرين القادمة، وبتكلفة إجمالية تقدر بحوالي مليون ومئة ألف شيقل، وبطول 3,266 مترا، يبدأ من مفرق الكفير إلى محطة ضخ عقابا، ومن ثم إلى خزان عقابا القائم".
وأضاف: عملنا في محافظة طوباس مع عدد من المانحين، وبشكل رئيسي مع الوكالة الفرنسية للتنمية، على توسيع حصة الفرد من المياه وزيادة المخدومين بشبكاتها وتحسين نوعيتها وجودتها وتقليل نسبة الفاقد منها، فنفذنا مشاريع حفر آبار وإنشاء محطات الضخ والخطوط الناقلة، وإنشاء نظام مائي لبلدة طمون وقرية تياسير، وتم تأهيل النظام المائي في طوباس وعقابا، كما أطلقنا بتمويل مشترك بين الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي، مشروع رابط المياه والطاقة، للاستفادة من الطاقة النظيفة في تشغيل مكونات النظام المائي والصرف الصحي في طوباس والأغوار الشمالية".
وتابع: "بتوجيهات الرئيس، أفردنا تدخلاتنا الحكومية لنصل بخدماتنا الأساسية إلى كل مكان وعلى أوسع نطاق، فقبل أيام احتفلنا بالوصول بالكهرباء إلى ضاحية الرشيد في طولكرم، واليوم نزود عقابا بالمزيد من المياه، وأنشأنا من قبل شبكة مياه لقرية العقبة وعاطوف، وخطوط مياه ناقلة لخربة يرزا والفارسية والحمة وغيرها، وسننتهي هذا العام من إنشاء نظام تجميع ومعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي في طوباس وعقابا وتياسير، إننا بكل هذه المشاريع، لا ندعم فقط صمود شعبنا، بل نؤكد هوية أرضنا وعلى جاهزية مؤسساتنا لرعاية شؤون المواطنين حتى في غمار أصعب التحديات".
وحيا رئيس الوزراء، أبناء شعبنا في عقابا، وفي كل شبر من محافظة طوباس والأغوار الشمالية، وفي كل محافظات الوطن الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي، المدافعين عن حقهم وحقنا في البقاء والحياة والكرامة، وقال: "واجبنا ومسؤوليتنا تحتم علينا بذل أقصى الطاقات للاستمرار في توفير مقومات الحياة الكريمة التي يستحقها شعبنا، والتعجيل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الظالم".
وحضر الحفل القائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، ووزير الحكم المحلي حسين الاعرج، ورئيس سلطة المياه مازن غنيم، ورئيس مجلس خدمات المياه والصرف الصحي في طوباس حسان مجلي، ورئيس بلدية عقابا جمال ابو عرة، وعدد من مدراء المؤسسة الأمنية، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
من جهته اكد رئيس سلطة المياه مازن غنيم، حرص الحكومة على التخفيف من معاناة شعبنا وتحسين الحياة اليومية لهم، والحفاظ على القطاع الزراعي ودعمه في طوباس والأغوار الشمالية، مشيرا الى ان الحكومة أولت المنطقة اهتماماً خاصاً وعمدت على تنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية ورصدت الموارد الفنية والمالية اللازمة لتطوير هذه المشاريع.
واوضح ان مشروع خط مياه رئيسي لبلدة عقابا- طوباس الممول من ميزانية الحكومة الفلسطينية، هو نموذج حيّ على انجازات الحكومة وتنفيذها للعديد من المشاريع الاستراتيجية وتذليلها للعديد من المعيقات الصعبة سواء تلك الناجمة عن الوضع السياسي أو المتعلقة بتوفير التمويل اللازم رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه الحكومة.
وتطرق غنيم في كلمته الى الانجازات التي يتم العمل على تنفيذها في طوباس والأغوار الشمالية مثل تأهيل البنية التحتية وتحسين كمية ونوعية خدمة مياه الشرب في منطقة خدمة مجلس الخدمات المشترك لمياه الشرب والصرف الصحي في كل من: طوباس وعقابا وتياسير وطمون، وانشاء بئر ومحطة ضخ طوباس، إنشاء بئر ومحطة ضخ طمون بطاقة إنتاجية 250م3/ساعة، انشاء خطوط مياه ناقلة، وإنشاء نظام مائي لقرية تياسير (4000 مواطن كانوا غير مخدومين بشبكات المياه) من خلال إنشاء شبكة مياه داخلية وخطوط مياه ناقلة وتوريد وتركيب عدادات مياه مسبقة الدفع عدد 500 عداد، تأهيل النظام المائي في طوباس وذلك لتقليل نسبة الفاقد وتحسين جودة ونوعية الخدمة من خلال تأهيل شبكة المياه الداخلية توريد وتركيب عدادات مياه مسبقة الدفع (3500 عداد)، تأهيل النظام المائي في عقابا وذلك لتقليل نسبة الفاقد وتحسين جودة ونوعية الخدمة من خلال انشاء خطوط مياه ناقلة ومحطة ضخ وخزان مياه وتأهيل شبكة المياه الداخلية توريد وتركيب عدادات مياه مسبقة الدفع (1000 عداد)، وكذلك إنشاء محطة تياسير لتنقية مياه الصرف الصحي مع شبكات للصرف الصحي ونظام لاستخدام المياه المعالجة بتمويل من الاتحاد الأوروبيEU بقيمة 20 مليون ويهدف المشروع إلى تحسين بنية وخدمات الصرف الصحي من جمع ومعالجة وإعادة استخدام وإلغاء الحفر الامتصاصية الموجودة في كل البيوت مما سيسهم في حل المشاكل البيئية الصحية والاجتماعية، وكذلك إعادة استخدام المياه المعالجة للزراعة.
والقيت خلال الحفل عدة كلمات، اكدت المتحدثون فيها أهمية المشروع في هذا المكان تحديدا، كون طوباس هي الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية ويستهدفها الاحتلال بشكل متبكل قوته، لذا يتوجب على الجميع الاهتمام بها وتعزيز صمود سكانها.
وأشاروا إلى أن المشروع يعد نقلة نوعية في مجال خدمة المياه في البلدة، وستكون له انعكاسات مباشرة على المواطنين، إذ إنه سيساهم في توفير المياه لـ9000 نسمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر