دعا وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، نظيره البرازيلي ألويسيو نونيس فيرييرا فيلو، لتكون بلاده دولة أساسية في الرعاية المتعددة الأطراف للمفاوضات وعملية السلام في الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال لقاء الوزيرين، في مقر وزارة الخارجية والمغتربين برام الله، حيث رحب المالكي بنظيره البرازيلي، مبيناً أن دولة فلسطين قيادة وشعباً وحكومة، تعتز بعلاقاتها المتينة والمميزة بجمهورية البرازيل الاتحادية، شاكراً لها مواقفها الداعمة لحقوق شعبنا العادلة في المحافل الدولية كافة.
وناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبل عملية السلام المتعثرة، وأفضل السبل التي يمكن سلوكها لاستئناف المفاوضات، بغية الوصول لحل الدولتين، فلسطين وإسرائيل تعيشان جنباً إلى جنب بأمن واستقرار دائم وسلام.
وتبادل الطرفان وجهات النظر حول عملية السلام وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية والدولية ذات العلاقة، خاصة ما جاء بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإسقاطات ذلك على القضية الفلسطينية، مروراً بالمنطقة العربية والدول الإسلامية، وصولاً للتداعيات الدولية، مشيريْن إلى الصورة التي رسمت بتصويت مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أفضت إلى عزلة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، لا لشيء إلا لأنهما جانبتا الحقيقة التاريخية والقانونية، وتنكرتا للشرعيات الدولية التي تؤكد بمجملها أن القدس الشرقية أرض محتلة، وفي أي حل لا بد وأن تكون عاصمة لدولة فلسطين المستقلة.
وأبدى الوزير فيلو اهتمام البرازيل بتعزيز العلاقات الثنائية مع فلسطين، لا سيما في المجال السياسي والاقتصادي والرياضي، وتطوير التعاون لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، وكذلك جاهزية بلاده للمشاركة في أي جهد دولي يقود إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده، مشدداً على ضرورة التقيد بقواعد القانون الدولي والالتزام به.
وبين فيلو أن بلاده تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية.
وذكّر الوزير البرازيلي بتعزيز دور بلاده في "الأونروا" كي تساعد في سد الفراغ الذي تركه القرار الأميركي حول تخفيض مساهماتها في الدعم، منادياً الدول بدعم اللاجئين الفلسطينيين لما لذلك من أثر في حياتهم التعليمية والصحية والتخفيف من معاناتهم على مر السنين.
وقال إن البرازيل ستفتتح وحدة جراحة القلب المفتوح في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني، وعطا خير في غزة.
من جانبه، ووضع المالكي نظيره البرازيلي بصورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وعلى رأسها خطاب الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن الدولي في العشرين من شباط الماضي، ومبادرته المفصلة لتحقيق السلام، وتركيزه على أن تتولى رعاية المفاوضات جهات دولية متعددة الأطراف، وأن لا تبقى رعايتها حكراً على الولايات المتحدة، مع أهميتها وإمكانية أن تكون جزء من الرعاية المتعددة الأطراف.
وتناول المالكي الإعلان الأميركي ونية نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس، بما يتوافق وتاريخ قيام دولة إسرائيل، متناسين أن هذا التاريخ هو تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه. وشدد على رفض القيادة الفلسطينية لهذا القرار بوصفه قراراً مجحفاً بحقوق الشعب الفلسطيني، ومؤلماً بكل تفاصيله وعلى رأسها توقيته.
وفي السياق، أوضح المالكي أننا في فلسطين نتابع باهتمام الأوضاع في البرازيل، مبيناً أننا نتعلم من خبرات البرازيل في جميع المجالات، لما لها من قدرات عالية في جميع الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأثنى المالكي على العراقة الديمقراطية وصلابة مؤسسات الدولة الدستورية في البرازيل. وعبر عن تضامن فلسطين مع البرازيل ودعم توجهاتها لرئاسة منظمات دولية، منوهاً إلى أن البرازيل قدوة تحتذى لكثير من الدول حول العالم.
وطلب المالكي من نظيره البرازيلي دعم وتسهيل استيراد المنتجات الفلسطينية المختلفة، بغية تشجيع الاقتصاد الفلسطيني على النهوض، وتسهيل تحرره من خلال دعم البرازيل لفلسطين في الانضمام للميركيسور، ومقاطعة منتوجات المستوطنات بوصفها تنتج في الأرض الفلسطينية المحتلة.
واتفق الطرفان على البدء بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين على مدار السنوات العشر الماضية، وعددها سبع اتفاقيات، ودعم البرازيل لفلسطين للانضمام الى الميركيسور واتفاقية التجارة الحرة.
وحضر اللقاء من الجانب البرازيلي: السفير فرانسيسكو دي هولندا، والسفير فيرناندو أبريو، وأنا لوباتو، وكلوديو جارون، وفيرناندو دي كارفالو، وليوندرو دا سيلفا، وأدريانا تيسكاري، ومونيكا تامبيلي، ولوكاس مارتينز، ولويسيفان سترولو، وأندري كورتيز، وآرثور دي أوليفيرا، وفضة ثوم.
ومن الجانب الفلسطيني: وكيل الوزارة تيسير جرادات، ومدير الإدارة العامة للأميركيتين المستشارة حنان جرار، ومدير وحدة الإعلام المستشار أحمد سلامي كبها، والملحق الدبلوماسي ومسؤول ملف البرازيل الملحق الدبلوماسي محمد اعمر، ومن مكتب الوزير الملحق الدبلوماسي دانية دسوقي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر