تل أبيب – العربي الجديد
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وفق ما نقلت صحيفة تلغراف البريطانية، أن إسرائيل، اعتمدت في برنامجها لتصفية العلماء الألمان الذين عملوا في مشروع الصواريخ المصرية في الستنيات من القرن الماضي، على أحد أشهر ضباط فرقة اس اس النازية الألمانية، وأشرس عضو كوماندوس هتلر، بعد أن وظفته قاتلاً محترفاً في خدمتها.
وأوضحت الصحيفة أن العقيد النازي الشهير في فرقة" اس اس" التي تخصصت في مطاردة واعتقال اليهود، اوتو سكورزينيي، يُعد حسب المخابرات الأمريكية والبريطانية، أثناء الحرب العالمية الثانية، أحد أخطر الرجال في أوروبا.
وكشفت الصحيفة أن الاغتيالات التي طالت العلماء الألمان الذين كانوا يعملون في مصر على مشروع الصواريخ، خاصة هاينز كروغ في 1962، كانت من تنفيذ الضابط النازي الألماني السابق بأمر مُباشر من الموساد.
حارس شخصي
وكشفت الصحيفة أن العميل النازي نجح في الوصول إلى كروغ، بعد التهديدات التي كانت إسرائيل تطلقها ضد العاملين في المشروع المصري، فوظفه حارساً شخصياً، ما سهل عليه مهمة اغتياله، في مدينة ميونيخ الألمانية، ثم طمس معالم جريمته بتذويب جثة العالم الألماني في حامض اسيدي فتاك.
وتميز الضابط الألماني بسجل خدمة مميز في صفوف القوات الألمانية، في بلاده وفي المجر وفي روسيا أيضاً وحصل على أوسمة وميداليات من يد ادولف هتلر شخصياً، ليكون بعد الحرب أحد أكبر المطلوبين لدى الحلفاء، الذين توصلوا إلى اعتقاله ولكنه نجح في الفرار بمساعدة شركاء له من فرقة اس اس النازية الشهيرة.
أباد اليهود
ورغم ثبوت دوره في إبادة آلاف اليهود خاصة في المجر، وفق الصحيفة الإسرائيلية، إلا أن المخابرات الإسرائيلية التي كانت تطارد الرجل منذ قيام إسرائيل في 1948، لم تقتله مثل عدد من الضباط النازيين السابقين الذين نجحت في الوصول إليهم وتصفيتهم، ولكنها جندته للعمل لصالحها انطلاقاً من إسبانيا التي لجأ إليها في عهد الدكتاتور الفاشي الراحل وحليف هتلر السابق، الجنرال فرانكو.
صفقة
وعقد ضابط الموساد الشهير رافاييل ايتان، الذي اعتقل مجموعة كبيرة من النازيين السابقين وأشهرهم، ادولف ايخمان، صفقة مع الهارب تقوم على محو سجله الإجرامي، ورفع اسمه من قائمة سيمون فايزنتال، للنازيين المطلوبين بسبب جرائمهم ضد الإنسانية، مقابل تنفيذه عمليات لصالح الجهاز الإسرائيلي، منفرداً أو بالتعاون مع شركائه السابقين في الشرطة السرية الألمانية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر