القاهرة- شيماء مكاوي
أكد الدكتور محمد فخري، استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة، على ضرورة التعرّف على الالتهاب السحائي أو "الحمى الشوكية" الذي سبّب ذعرا مؤخرا في مصر عند الاشتباه بإصابة أحد الأطفال به.
وقال الدكتور محمد فخري، خلال حوار له مع "اليمن اليوم": "من اسم "الالتهاب السحائي" يعني أنه هو التهاب السحايا، والسحايا هي الأغشية المغلفة للمخ وهي ثلاثة أغشية الأم الجافية والأم الحنون والعنكبوتية، والالتهاب السحائي يكون إما "بكتيري" وهذا النوع منتشر أو فيروسي أو فطري".
وأضاف محمد فخري قائلا: "لكن الأهم هو الالتهاب السحائي البكتيري، لأنه منتشر ومن مسبباته بكتيريا تسمى meningococcus، وهذه البكتيريا تكون موجودة في 10% في منطقة الحلق لكن ليست لها أي أعراض، والعدوى منها تكون عن طريق الرذاذ الملوث من الشخص المصاب أو الشخص الحامل للبكتيريا، وبعد ذلك تدخل دم الشخص السليم وتبدأ في الانتشار للحبل الشوكي والمخ، وتبدأ إصابة السحايا أو الأغشية المحيطة بها".
أما عن أعراض الإصابة بمرض التهاب السحايا البكتيري فيتابع الدكتور فخري قائلا: "تبدأ أعراض الإصابة الأولية لالتهاب السحائي بأعراض تشبه أعراض نزلات البرد والإنفلونزا لكنها سرعان ما تتطور الأعراض لأعراض الالتهاب السحائي وهي سخونية شديدة مفاجئة، وصداع شديد غير طبيعي، وتصلب وتخشب في الرقبة وقيء مع صداع وهذيان وبداية فقدان في الوعي وتشنجات وأرق وفقدان كامل للشهية وطفح جلدي في بعض الحالات، أما أعراضه للأطفال الصغار والرضع يكون عبارة عن حرارة مرتفعة مفاجئة وبكاء مستمر ومتصل بلا انقطاع على غير العادة أو الطبيعة وعدم قابلية للرضاعة نهائيا وانتفاخ اليافوخ الأمامي وتشنج وتخشب في عضلات الرقبة".
وأضاف استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة: "بالطبع تلك الأعراض قد تتشابه مع العديد من أعراض أمراض أخرى مثل نزلات البرد وما شابه ذلك، لكنّ هناك أعراضا إن شاهدناها لا بد فورا أن نتوجه للطبيب مثل الصداع الشديد والزغللة والقيء المفاجئ والمستمر مع تصلب وتخشب في الرقبة، وهذه الأعراض يكون سببها ضغط المخ المفاجئ بسبب الالتهاب السحائي".
ويتحدّث د.فخري عن طرق علاج هذا المرض ويقول: "مبدئيا عند الشك في الحالة لا بد أن نذهب إلى الطبيب حتى يحدد لنا المشكلة وإذا كان هناك شك من قِبل الطبيب لإصابة الطفل بالالتهاب السحائي يتم حجز الطفل في المستشفى ويتم عزله ويبدأ العلاج مباشرة بالمضادات الحيوية، أما طرق الوقاية فتتمثل في النظافة الشخصية وغسل اليدين المستمر، وتعليم الأطفال طريقة غسل الأيدي خاصة بعد تناول الطعام ودخول الحمام أو بعد الوجود في أماكن مزدحمة، مع الحفاظ على الصحة العامة والإكثار من تناول الفواكه والخضار لاحتوائها على كمية فيتامينات كثيرة تحسن المناعة والمقاومة العامة للجسم، والابتعاد عن مصدر الإصابة قدر الإمكان، وحاليا تم ابتكار أهم طرق الوقاية وهي التطعيم ضد أسباب الالتهاب السحائي البكتيري بواسطة مصل الالتهاب السحائي".
أما عن أشهر مسبّبات الالتهاب السحائي البكتيري، قال استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة إن هناك ثلاثة مِن البكتيريا ويتم تطعيم أطفالنا ضد هذه الأنواع من البكتيريا وسنتناولها بترتيب جدول التطعيم أولها الـPneumococci أو المكورات الرئوية وهذا نأخذ له تطعيما اسمه الـPrevenar، وهذا التطعيم حسب جدول التطعيم يعطي للطفل عند سن 2 و4 و6 أشهر من عمر الطفل وجرعة منشطة عند سن سنة ونصف السنة، وهو يحمي ضد المكورات الرئوية أو الـPneumococci والتي تكون من الأسباب الرئيسية للالتهاب السحائي وتسبب أمراضا أخرى شديدة وأشهرها الالتهابات الرئوية والتهابات الأذن الوسطى الشديدة، أما ثاني أنواع التطعيم هو التطعيم ضد HiB أو الإنفلونزا البكتيرية وهذا لم يكن ضمن التطعيمات الإجبارية ولكن أصبح ضمن التطعيمات الإجبارية للأطفال في الوحدات الصحية وهو تطعيم يسمى "الخماسي" وهو أيضا يعطى للطفل في عمر 2 و4 و6 أشهر وجرعة أيضا منشطة عند سن سنة ونصف السنة أيضا، أما آخر أنواع التطعيم وأهمها هو تطعيم ضد بكتيريا الـMeningococci، وهو عباره عن لقاح رباعي فيه أربع سلالات من البكتيريا A C Y W 135 وهو يعطى من أول سن وسنتين جرعة واحدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر