وأضاف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن اضطرابات الأوتيزم تشمل مجموعة من المشاكل العصبية التنموية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المُبكرة, تتميز بانخفاض التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، مع أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، واليوم يصيب الأوتيزم من 1 %- 2 % من الأطفال في العالم واحد من أصل 68 طفلًا الآن في الولايات المتحدة الأميركية، ويصيب الأطفال الذكور أربع مرات ونصف أضعاف البنات. وكانت معدلات الإصابة من 4 – 5 لكل عشرة آلاف طفل سنة 1966، طفل واحد من كل 150 طفلًا سنة 2000 ، وطفل واحد من كل 125 طفلًا سنة 2004. وطفل واحد من كل 110 أطفال سنة 2006 , وطفل واحد من كل 88 طفلًا سنة 2008، وطفل واحد من كل 68 طفلًا سنة 2010.
وشرح استشاري الأطفال، أسباب الإصابة بهذا المرض قائلًا "فمازالت أغلب المسببات غامضة, وهي في الغالب متعددة ومحصلة لتفاعل مسببات جينية مع عوامل بيئية، وبالنسبة للأسباب الوراثية فهي 25% من الحالات عدة جينات، والأسباب البيئية هي التعرض البيئي من عوامل الخطورة المُحتملة للإصابة بالأوتيزم. والتعرض يحدث قبل الولادة في الرحم وخلال الولادة وبعدها مباشرة. وبرمجة الجنين خلال الحمل نحو الأوتيزم مثار اهتمام أبحاث العلماء حاليًا، ويأتي بسبب تناول أدوية خلال الحمل، ومعادن ثقيلة سامة، وجسيمات عالقة في الهواء الجوي، وإصابة الأم بالعدوى أو السكر أو الحساسية كالربو الشعبي، وإصابة الجنين أو الوليد بالعدوى، وسموم الفطريات، وتلوث البيئة، والأغذية المعدلة وراثيًا، والتدخين.
وتحدث آليات حدوث الأوتيزم القابلية الجينية نتيجة الاستعداد الوراثي، والتغيرات الجينية نتيجة حدوث طفرات، والاضطرابات المناعية التي تشمل مستويات غير طبيعية من الوسائط الكيمائية وعوامل النمو والأجسام المضادة، وخلل في الميتوكوندريا في المخ ، والميتوكوندريا مراكز توليد الطاقة داخل الخلية، و5% من حالات الأوتيزم تحدث نتيجة عيوب في الموصلات العصبية، وخلل في التواصل الشبكية في المادة البيضاء في المخ، وانخفاض عدد خلايا بوركينج في المخيخ وهي المسؤولة عن نقل المعلومات من المخيخ إلى القشرة المخية, مما يسبب اختلالًا وظيفيًا في المخيخ يمكن أن يعيق كل من المهارات الحركية والإدراك. والمخيخ والمخ مهمان للتعلم والذاكرة وإنتاج لغة التواصل.
وأكد أن هناك عوامل الخطر وهي أن ترتفع نسبة الإصابة بين التوائم المتطابقة ( من بويضة واحدة و حيوان منوى واحد)، فلو أصيب طفل واحد ترتفع نسبة إصابة الآخر حوالي 36-95% من الحالات، وفي التوائم غير المتطابقة, ربما يصاب الآخر بنسبة 30 % من الحالات، وإصابة طفل واحد في الأسرة يزيد من احتمالات حدوث الأوتيزم مع طفل آخر من نفس الوالدين بنسبة من 2 – 18 %. وتزداد نسب الإصابة في الأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية أو نفسية أو أمراض التطور 10% من أطفال متلازمة داون، 10% في حالة وجود مرض نفسي، وتقدم عمر الوالدين، وولادة طفل مبتسر أقل من 26 أسبوع حمل, أو ذو وزن قليل عند الولادة، وحساسية الأغذية فلم تعد حساسية الطعام مشكلة منفصلة عن الأوتيزم.
وتابع الدكتور مجدي بدران أنه من الواضح أن معدلات الإصابة بحساسية الطعام والأوتيزم زادا في العقدين السابقين وكأنهما وباءان, في الولايات المتحدة الأميركية، إذ واحد من بين كل 13 طفلًا بما يعادل 8% من الأطفال لديهم حساسية الطعام, وواحد من كل 40 طفلًا أي 2.5 % , حوالي 1.8 مليون تتهدد حياتهم بسبب حساسية الطعام, و زادت معدلات الاحتجاز في المستشفيات من حساسية الطعام هناك بنسبة 265%, وفي ذات التوقيت زادت معدلات الإصابة بمرض الأوتيزم بنسبة 1500 %. وأظهرت الدراسات الوبائية أن نسب الأوتيزم ترتفع في وجود الربو في الأمهات والحساسية أثناء الحمل، وكيمياء الحساسية أعلى لأي أطفال الأوتيزم، وتعرض الحوامل لمسببات الحساسية يزيد من فرص حدوث نقص الانتباه وفرط النشاط والتوحد لدى الأطفال. مضيفًا أن الأمعاء جزء لا يتجزأ من الجهاز المناعي ولها اتصال وتنسيق مع المخ، وتسمى أيضًا "الدماغ الثاني" لأنها تتصل بالملايين من الخلايا العصبية والجهاز العصبي المركزي، وهناك تنسيق دقيق بين المخ والأمعاء في التعامل مع الحساسية وتعتبر الأمعاء ساحة عمليات تستجيب بالإنذارات المبكرة لمجابهة أي تعرض للمواد المُسببة للحساسية، والتحسس من بعض الأغذية يسبب إلتهابات في الغشاء المخاطى للأمعاء ويتحسس الجهاز المناعي من الجلوتين وهو بروتين من بروتينات القمح، والجلوتين هو أكثر المواد قدرة على إحداث حساسية للقمح مسببًا 200 ضرر، وتصبح الخملات مسطحة وقصيرة وخالية من الخلايا الخاصة بالامتصاص.
وواصل حديثه قائلًا "تتفاعل المضادات المناعية المفترض أنها ضد القمح مع بعض بروتينات الجسم خاصة الجهاز العصبي للتشابه في التركيب الجزيئي مسببة الأوتيزم، وجلوتين القمح يؤدي إلى زيادة إنتاج مادة بروتينية تؤدي إلى انفراج المسافات البينية بين الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة، وبالتالي زيادة تسلل المواد الغريبة عن الجسم من تجويف الأمعاء إلى الدم والترسيب في أنسجة الجسم، مما يؤدي إلى تفاعل الجهاز المناعي مع هذه المواد الغريبة ولكن بعضها تتشابه إما مع أنسجه الخلايا البائية للبنكرياس المصنعة للأنسولين أو مع الأنسولين نفسه أو مع بعض الإنزيمات المهمة للبنكرياس وبالتالي يبدأ الجهاز المناعي في التعامل مع الأنسجة كمادة غريبة عن الجسم مما يؤدي إلى الدمار الشامل للبنكرياس على مدار عدة سنوات وانخفاض الأنسولين وبداية ظهور أعراض مرض السكر في مرحله الطفولة.
ويُصاب المريض بالعشي الليلي وجفاف القرنية بسبب نقص فيتامين أ، والتهابات الأعصاب نتيجة نقص فيتامين ب اللازم للتمثيل الغذائي ويحرم الجسم من فيتامين ب الضروري لتجلط الدم لذلك يصاب مريض حساسية القمح بالنزيف بشكل مستمر، ويحرم المريض من البروتينات فيُصاب بالأنيميا والإسهال المتكرر، وانتفاخ البطن بسبب الغازات الناتجة من البكتريا، مع فقدان للشهية، ومع طفح جلدي وحبوب وبثور على المناطق المعرضة للاحتكاك مثل الكوع والركبة وشكاوى متعددة في الجهاز الهضمي في أطفال الأوتيزم ، و 76% لديهم شكوى واحدة على الأقل في الجهاز الهضمي، و 64% لديهم أكثر من شكوتين في الجهاز الهضمي تتكون مضادات أجسام ضد بروتين القمح ويتم تدمير الطبقة السطحية للخملات وبالتالي الإصابة بسوء الهضم والامتصاص ونقص أغلب المواد الغذائية وانتفاخ البطن ولين العظام والإسهالات المتكررة، وأكثر عرضة من 6 إلى 8 مرات لانتفاخ البطن المتكررة، والإمساك، والإسهال، وهناك إرتباط بين الشكاوى الهضمية ومشاكل السلوك وسوء التكيف في الأطفال الذين يعانون من الأوتيزم مثل التهيج والانسحاب الاجتماعي، وتكرار القوالب النمطية، و فرط النشاط والبيئة المعوية فهناك أدلة جديدة على تغير البصمة الميكروبية المعوية في مرضى الأوتيزم، وقتل البكتيريا النافعة بالمضادات الحيوية المتكررة خرب البيئة المعوية التي تعد تربة خصبة للمناعة يتم تجريفها بالأدوية العشوائية. والمضادات الحيوية ساهمت في انتشار الأوتيزم، وأطفال اليوم يتعرضون لسموم كثيرة جدًا في الأغذية المصنوعة أو المحضرة خارج المنزل مما يمهد لأمراض جديدة باستمرار .
والبيانات الوبائية المتاحة لا تثبت وجود صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والإصابة باضطرابات طيف التوحد، كما تبيّن أن عيوبًا جسيمة تشوب الدراسات السابقة التي أشارت إلى وجود علاقة سببية بين اللقاح والاضطرابات. وأثبتت أبحاث الأوتيزم وجود طفل مصاب بالأوتيزم يزيد من فرص إصابة الأبوين بالإكتئاب وهذا يضر الطفل نفسه ، و البيئة المعوية الغنية بالبكتيريا الصديقة تقلل من فرص الأوتيزم ، و التلوث البيئي و الأوتيزم، مضيفًا أن الحمية الدقيقة مفيدة لمرضى الأوتيزم وربما تكون كتلة العظام منخفضة في مرضى الأوتيزم، وربما تنخفض قوة العظام في مرضى االتوحد, والتفسير ربما لقلة تناول الكالسيوم, وقلة الحركة فيهم, أو لعدم الاستجابة لهرمون النمو شبيه الأنسولين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر