الشارقة _ اليمن اليوم
أفاد مختصون في تجهيز ضيافة المناسبات ومتعهدو تنظيم مناسبات في الشارقة، بازدياد الطلب على كعكات كبيرة الحجم والبسكويت والشيكولاتة، المخصصة لمجالس العزاء، تنقش عليها عبارات مواساة بشوكولاتة بيضاء، مثل "اللهم أجرنا في مصيبتنا"، و"البقاء لله"، و"إنا لله وإنا إليه راجعون"، توضع على طاولات مخصصة لهذا الغرض عند مداخل مجالس وخيم العزاء، بغرض المباهاة والمفاخرة التي يسعى إليها أقرباء وأهالي المتوفى.
وأكد مواطنون أن الأمر لم يقتصر على تقديم كعكات العزاء، بل وصل، أخيرا، إلى تخصيص صوانٍ للبخور والعطور، وكراسي لكبار الشخصيات من المعزين، تزيد قيمة استئجار الكرسي الواحد منها على 3000 درهم يوميا، فضلا عن وضع النساء من أقارب المتوفى، أثناء استقبال المعزيات، مساحيق تجميل بألوان لا تتناسب وهذه الحالات.
في حين استنكر عضوا المجلس الوطني الاتحادي، جاسم النقبي، وعائشة بن سمنوه، إطلاق مظاهر الفرح في حالات العزاء، ووصفا تقديم الكعك الذي يحمل عبارات التعزية والمواساة بـ"السلوك الدخيل" على المجتمع، عازيين ذلك إلى عوامل عدة لإيجاد هذه السلوكيات، أهمها الانفتاح العشوائي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعدد الثقافات في المجتمع، إضافة إلى ضعف الترابط الأسري بين أفراد العائلة الواحدة.
ذكرت المواطنة علياء الهاشمي، من إمارة الشارقة، أن "بعض الصالونات النسائية خصصت مكياجاً خاصاً بالعزاء، ذا ألوان مطفية، تضعه قريبات المتوفى، اللاتي يرتدين ملابس موحدة غالبا"، مضيفة "مظاهر البذخ في مجالس وخيم العزاء باتت جلية، في الفترة الأخيرة، إذ لم يقتصر الأمر على توفير خيمة أو مجلس للعزاء وقهوة وغيرها، بل وصل عند بعضهم إلى تجهيز بوفيات لوجبتي الغداء والعشاء، تستمر طوال أيام العزاء الثلاثة، كما أن الملاعق والمناديل الموزعة على طاولات الطعام تحمل الحرفين الأول والثاني من اسم المتوفى، وكذلك أدعية دينية، إلى جانب الحلويات وفي مقدمتها (الكب كيك) و(الكوكيز)، التي تكون باللون الأسود، تماشياً مع الحدث الجلل".
قالت المواطنة مريم اليماحي إن مظاهر الضيافة التي ظهرت أخيرا في العزاء، كتقديم كعك وحلويات تحمل عبارات تعزية، مجاراة لما أصبح منتشراً ودارجاً بين الأسر، وهو موقف من أقرباء المتوفى وأصدقاء أسرته، يؤدونه بدافع إظهار المشاركة الوجدانية لأهل المتوفى في مصابهم، ومساندتهم لهم بصورة إيجابية تتناسب مع الوضع الاجتماعي للمعزين، لا سيما كبار الشخصيات والأسر التي تهتم بالمظاهر الاجتماعية، وإبراز مظاهر العزاء بشكل لائق بسمعة المتوفى ومكانة أسرته في المجتمع.
أكد عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، خميس بن سالم السويدي، أن الدائرة تتكفل بإجراءات العزاء لسكان الإمارة، التي تتمثل في حجز مجالس الضواحي، وتركيب خيم عزاء تتسع لأكثر من 130 شخصاً، وتقديم خدمات ضيافة، إلى جانب تركيب لوحات إرشادية، موضحاً أنه في حال وفاة أحد المواطنين بالشارقة، فإن الدائرة تتولى الإشراف على ترتيب المكان المناسب للعزاء، مضيفاً أن الدائرة توفر للمواطنين في حالات الوفاة خدمة الضيافة، التي تتضمن الضيافة لشخصين من مقدمي الخدمة، وأربعة أنواع من المشروبات الساخنة.
وتابعت "إلى جانب ذلك، هناك أنواع وأصناف من الولائم المعدّة في مطاعم مشهورة، تقدم في العزاء، والبعض يستعين بأشخاص متخصصين لتجهيز ديكور خيم وقاعات العزاء، وابتكار هدايا صغيرة توزع على المعزين، وتوفير مفارش طاولات وكراسي تحمل اسم المتوفى، وبعض الأدعية له بالرحمة والمغفرة، كما لاحظت أن البعض يجهز كعكة كبيرة، تقطع وتوزع على المعزين، لاسيما في مجالس النساء".
وقال ناصر محمود، وهو صاحب شركة الخيم العربية في الشارقة، إن طلبات تجهيز خيام العزاء تتمثل في توفير كراسي للمعزين، وأشخاص لتحضير وصب القهوة والمشروبات الساخنة بأنواعها، مثل الزعتر، والشاي بأنواعه (الأخضر، وبالنعناع، والحليب)، إلى جانب مشروبات أخرى، مثل الحبة الحمراء بالحليب، وجميع هذه المشروبات توزع على المعزين، كل حسب طلبه، كما يطلب أهل المتوفى أحياناً توفير عدد محدد من الكراسي الوثيرة والفخمة، ذات مواصفات خاصة، تكون لكبار الشخصيات الذين يزورونهم لتقديم العزاء، قيمة استئجار الكرسي الواحد تصل إلى 3400 درهم لليوم الواحد، وتكون لخيمتي الرجال والنساء".
وأكد المواطن مبارك العامري، من مدينة العين، أن "التنافس بين العوائل والقبائل هو الذي أوجد الغلو الواضح في العزاء، إذ لاحظنا أخيرا وجود العطور ومباخر العود والبخور، التي تصف في صوانٍ ذهبية، ويخصص لها أشخاص يقدمونها للمعزين عند مغادرتهم خيمة العزاء، فضلاً عن أن عدد من الذبائح يراوح بين 15 و20 ذبيحة في اليوم الواحد من أيام العزاء، وعادة يتكفل أحد الجيران أو أقرباء المتوفى بتوفيرها".
وتابع "ظهرت أخيراً حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، معظمها لنساء، تعلن عن الاستعداد لتجهيز قاعات وخيم العزاء، كما في مناسبات الأفراح وحفلات الزفاف، إذ يوفر أهل المتوفى خيمة العزاء فقط، بينما يتولى أصحاب هذه الحسابات، خلال ساعات قليلة، تجهيزها بالمفارش والملاعق والمناديل وقناني المياه، التي تحمل جميعها اسم المتوفى، وبعض الأدعية بالرحمة له"، مشيراً إلى أن "البعض بدأ يطبق أخيراً نظاماً جديداً في العزاء، وهو تجهيز طاولة تكون عادة عند مدخل الخيمة، توضع عليها حلويات مختلفة، وكعكة مكتوب عليها آيات قرآنية وأدعية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر