صنعاء - خالد عبدالواحد
فُجع اليمنيون مجددا بأطفالهم نهاية هذا الأسبوع في تعز، ثالث أكبر مدن اليمن. قال ناشطون إن ميليشيات الحوثي وصالح قصفت عشوائيا حيا سكنيا مما أسفر عن مقتل 3 أطفال – كان 2 منهم يلعبان كرة القدم - وإصابة 9 آخرين بجروح خطرة. في اليوم نفسه، في الجانب الآخر من العالم، كان "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة في جنيف يناقش ما إذا كان سيُجري تحقيقا دوليا في انتهاكات جميع الأطراف في النزاع المسلح في اليمن.
وأسفرت الحرب عن خسائر فادحة في تعز. على مدى أكثر من عامين، أطلقت ميليشيات الحوثي وصالح المدفعية عشوائيا على المدينة. وثقت "هيومن رايتس ووتش" هجمات متكررة أصابت أحياء المدينة المأهولة، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، بينهم أطفال. تمثل الهجمات التي وثقناها جزءا صغيرا من القصف المميت الذي عانى منه سكان تعز. رأينا القائمة تلو القائمة، صورة بعد صورة، وفيديو بعد الآخر عن الهجمات الفتاكة التي وثقها نشطاء محليون. أوضح "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة أن القصف الذي تعرضت له تعز كان "بلا هوادة".
وأصاب هجوم مدفعي شنته قوات الحوثيين-صالح هذا البيت في حي سكني في تعز، اليمن يوم 15 سبتمبر/أيلول 2017. هذا الهجوم، وآخر حدث بعد ظهر ذلك اليوم، قتلا 3 أطفال وأصابا 9 آخرين بجروح خطيرة. © 2017 ماهر العبسي، ولا يزال العالم صامتا في مواجهة انتهاكات قوانين الحرب هذه والعديد من جرائم الحرب المحتملة. ليس على الحكومات في جنيف أن تنتظر هجوم يوم الجمعة على المدنيين اليمنيين لكي تحظى معانتهم باهتمامها، أو للعمل على محاسبة الجناة من كلا الجانبين.
وفشل مجلس حقوق الإنسان حتى الآن في الاتفاق على البدء في تحقيق دولي مستقل في انتهاكات الحرب، رغم وجود أدلة كثيرة على أن قوات الحوثيين-صالح والتحالف الذي تقوده السعودية - الذي تسبب بمقتل ما لا يقل عن 33 طفلا في 6 غارات جوية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وانتهكوا قوانين الحرب مرارا وتكرارا.
على المندوبين في جنيف في المرة المقبلة التي يسيرون فيها بجانب "الكرسي المكسور"، وهو (نصب تذكاري لضحايا الألغام الأرضية والذخائر العنقودية خارج الأمم المتحدة) أن يتذكروا اليمن، ويتذكروا تعز. تعز، حيث ما تزال الألغام الأرضية منتشرة بعد أن زرعتها قوات الحوثيين وصالح، حيث فقد فتى يبلغ من العمر 12 عاما يرعي الأغنام، أم لستة أطفال، وغيرهم الكثير، أطرافهم وأحباءهم. حيث أدت غارات التحالف إلى محو أسر بأكملها. حيث يستمر القصف العشوائي دون هوادة. يحتاج الأطفال اليمنيون إلى أكثر من ذلك بكثير. لا يمكن لمجلس حقوق الإنسان أن يخفق مرة أخرى.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر