باريس – العربي الجديد
خضع الاف الفرنسيين لتدريبات على الاسعاف وكيفية الاستجابة في حال وقوع هجمات، في الوقت الذي تتعرض فيه دول اوروبية لاعتداءات دامية ينفذها تنظيم الدولة الاسلامية المتظرف.فأمام مبنى المجلس البلدي لمدينة باريس، ووسط السياح وفناني الشارع، قام عناصر من الصليب الاحمر والدفاع المدني وجهاز الطوارئ الطبي واجهزة الاسعاف العسكرية بالاجابة على اسئلة المواطنين حول كيفية التصرف في الحالات الطارئة.
وفي هذه الدورة الاولى من البرنامج الذي اطلقته بلدية باريس، بعد حوالى اربعة اشهر على الاعتداءات التي ضربتها في تشرين الثاني/نوفمبر، شارك ثلاثة الاف و500 شخص في هذه التدريبات التي اكتسبت اهتماما متزايدا من الفرنسيين بعد ايام على هجمات بروكسل الدامية.
وقال دميان بلانشار البالغ 29 عاما لمراسل وكالة فرانس برس "تعلمت كيفية انعاش القلب وبعض الامور التي يمكن ان تنقذ حياة مصابين".وقد بدأ هذا الشاب تدريبا على التمريض في الخريف الماضي، وهو يرى انه "من الضروري ان يتعلم المرء كيفية انقاذ من هم حوله، وليس من الضروري لذلك ان يكون المرء على اطلاع على معارف كثيرة".
ويقول "المهم هو المحافظة على الهدوء ومعرفة كيفية التصرف".في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر شهدت فرنسا اعتداءات اسفرت عن مقتل 130 شخصا، ومنذ ذلك الحين شعر كثير من المواطنين بحاجة الى تعلم ما ينبغي فعله في ظروف كهذه.
ومع الاعتداءات التي ضربت بروكسل الثلاثاء واوقعت 31 قتيلا، تعزز هذا الشعور لدى الكثيرين.وازاء الطلب المتزايد من المواطنين، لبت اجهزة الانقاذ الفرنسية رغبتهم وبدأت باقامة تدريبات عامة منذ كانون الثاني/يناير.
- الاسعاف في حالة الحرب -
يقول الكابتن غيوم فريس المتحدث باسم اجهزة الانقاذ العسكرية "في شهر شباط/فبراير وحده، تلقى 74 الف شخص تدريبات، وفي باريس نتلقى 200 طلب تسجيل في التدريبات اسبوعيا".ويضيف "الهدف هو تعليمهم كيفية انعاش القلب ووقف النزيف واخراج الجرحى من بين الركام".
وبحسب طبيب الطوارئ باتريك بولو، فإن هذه التدريبات ترمي الى اعداد المواطنين لمواجهة الخطر في حال وقوع هجمات.ويقول هذا الطبيب الذي سبق ان عمل ايضا في مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة التي تعرضت لهجوم دام في كانون الثاني/يناير 2015 "نعيش في مرحلة حرب، نحن نعمل على تطوير القدرة على الانقاذ في باريس، وهو امر ضروري".
ومن المشاركين في تلقي التدريبات اليزابيت البالغة من العمر 68 عاما، وهي تكتشف مع زوجها الدور الذي تقوم به اجهزة الانقاذ المختلفة.وتقول "لم اكن اعرف مثلا ان الرقم 15 هو رقم جهاز الطوارئ الطبية".اضافة الى ذلك، تمكنت من تحديث معلوماتها في الاسعاف التي تلقتها قبل اربعين عاما.
وتضيف "لا شك ان هذه المهارات مهمة في حال وقوع هجوم، ولكنها ايضا قد تكون مفيدة في ظروف اخرى، في المنزل مع احفادنا مثلا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر