القدس المحتلة - ناصر الأسعد
كشف مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية، أن الشبهات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعززت في الفترة الأخيرة. وأكد المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، قوله أن الشبهات ضد نتانياهو تعززت بشكل كبير بعد الشهادات الأخيرة ضده. فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شهادة رجل الأعمال أرنون ميلتشين زادت الضغوط على نتانياهو في الملف الأول المعروف بالملف 1000، والمتعلق بشبهات حول تلقي هدايا ورشى.
وقال مصدر إسرائيلي إن الاعتقاد بتورط نتانياهو بتهمة "الاحتيال"، وربما "الرشوة" يعزز كثيرا بعد شهادة ميلتشين حول تلقي نتانياهو عدة هدايا مقابل تسهيل خدمات. وتحقق الشرطة الإسرائيلية حول ما إذا كان نتانياهو سعى فعلا لإقامة منطقة تجارية دولية في الحدود مع الأردن بعد طلب من ميلتشين، وإذا ما تدخل كذلك من أجل بيعه قناة تلفزيونية. كما تشتبه الشرطة أن يكون نتانياهو سعى لتعويض ميلتشين عن الهدايا القيمة التي قدمها له ولزوجته، وتفحص أيضا ما إذا كان نتانياهو قد تدخل لدى الإدارة الأميركية من أجل حصول ميلتشين على الجنسية الأميركية.
وخضع ميلتشين للاستجواب بعد معلومات مهمة قدمها آري هارو، المدير السابق لمكتب نتانياهو الذي وافق على الإدلاء بأقواله كشاهد إثبات بموجب اتفاق تسوية يتعلق باتهامات بالفساد وجهت إليه في قضية منفصلة.
وكان هارو مديرا لمكتب نتانياهو قبل أن يستقيل في 2015 وسط مزاعم بأنه أساء التعامل مع شؤون أعماله الخاصة. وجاء في وثيقة قضائية أن هارو سيكون شاهد إثبات في القضية، لكن يحظر عليه نشر أي تفاصيل عما سيقوله للمحققين أو عما سيشهد به.
ويتم التحقيق مع هارو منذ منتصف عام 2015 بشبهة استخدامه علاقاته مع نتانياهو لدفع مصالحه الشخصية، وقد أوصت الشرطة بتوجيه تهم إليه بالرشى وخيانة الثقة في القضية. وعزز التحقيق مع هارو موقف الشرطة من تورط نتانياهو في قضايا فساد، ومن بينها كذلك العلاقة بين نتانياهو وصاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، خصوصا بعد أن اكتشف المحققون تسجيلات على حاسوب هارو حول مباحثات تتعلق باتفاق غير قانوني يقوم بموجبه رئيس الوزراء بتقييد صحيفة "يسرائيل هايوم" المنافسة التابعة لشلدون أدلسون، مقابل تغطية إيجابية أكثر في صحيفة "يديعوت".
ويفترض أن تستأنف الشرطة الإسرائيلية بعد انتهاء الأعياد اليهودية التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى نتانياهو في القضيتين "1000" المتعلقة بالرشى ورجل الأعمال ميلتشين، والقضية "2000" المتعلقة بمحادثات نتانياهو مع مالك صحيفة "يديعوت".
ويخضع نتانياهو عمليا لملاحقة قانونية في ثلاث قضايا، ويتركز التحقيق في القضية "1000" على شبهات حول تلقي نتانياهو رشى، إضافة إلى "الاحتيال وخيانة الأمانة". وتبحث الشرطة ما إذا كان نتانياهو وزوجته "حصلوا على هدايا غير شرعية من رجال أعمال، أبرزها سيجار وشمبانيا بقيمة مئات آلاف الشواقل من منتج بهوليوود، ولد في إسرائيل يدعى أرنون ميلتشين".
أما القضية "2000" فتخص صفقة المقايضة بين نتانياهو وصاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت". فيما تحمل "قضية الغواصات"، اسم القضية "3000"، التي تبحث في صفقة يفترض أنها فاسدة لشراء مركبات بحرية من ألمانيا، ويمكن أن تؤدي إلى لوائح اتهام ضد مسؤولين رفيعين. وطالب مسؤولون إسرائيليون نتانياهو بالاستقالة فورا والذهاب إلى انتخابات مبكرة. وقبل أسابيع وصف وزير الدفاع السابق موشيه يعالون، الذي كان حليفا لنتانياهو، إسرائيل بدولة فاسدة تحت حكم نتانياهو، متهما إياه بتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة. وتستمر فترة نتانياهو الحالية حتى 2019، ولا يعرف ما إذا كانت التحقيقات ستطيح به قبل ذلك الموعد أو لا. وقد قال نتانياهو لمؤيديه مرارا إنه سينجو من هذه الاتهامات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر