فتحت الانتخابات الروسية وقضية تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وسباق التسلح الجديد، قريحة شريحة واسعة من الروس الذين لم يجدوا أفضل من النكات ليستعينوا بها في التعبير عن التذمر من واقعهم السياسي، أو توجيه انتقادات مبطنة إلى السلطة بشكل فكاهي اعتادوا عليه منذ زمن الحكم الشمولي في عهد القياصرة والشيوعيين.
وحازت انتخابات الرئاسة على حصة الأسد من التندر وعلى عكس السلطات التي حذرت من تدخل أطراف أجنبية في سير الانتخابات، لم ينشغل الروسي البسيط بهذا الموضوع، بل قال أحد الظرفاء "إذا كنا نحن الروس غير قادرين على التأثير في انتخابات الرئيس، فكيف يمكن لدول خارجية التأثير في النتائج".
ويجيب أنصار الرئيس فلاديمير بوتين على اختياره بأنهم صوتوا للاستقرار، وللرجل القوي وإنجازاته في الاقتصاد والسياسة. وفي وقت حصل بوتين على نحو 77 في المئة من أصوات الناخبين، لا تتعدى نسبة الروس المقتنعين بأنهم يعيشون في حياة رفاهية 20 في المئة حسب آخر استطلاع الرأي. ويعلق بعض الظرفاء بأن "الروس اختاروا الاستقرار في 18 آذار /مارس وإن اختاروا استقرارًا في طريق مجهول".
كما تساءل أحد الروس "إذا كان بوتين أبا الأمة، فلماذا نذهب إلى الانتخابات؟ المعروف أننا لا نستطيع اختيار والدينا", ورد آخر "ربما نتمنى، لكن القدر أقوى، وفي الانتخابات يمكنك اختيار من تريد، أما النتائج، فهي من اختصاص لجان الفرز والإرادة العليا".
و نفى أحدهم أن يكون الهدف هو التزوير، كما يدعي الغرب، لأن الموضوع ببساطة يكمن في أن "روسيا استطاعت تطوير خدمات أفضل من الغرب، فاللجان الانتخابية قررت عدم إرهاق المواطنين والتصويت عنهم".
و يقترح الروس تنظيم مسابقة للخاسرين بعد أسبوعين، على غرار الألعاب "بارأولمبية" لذوي الاحتياجات الخاصة,في محاولة لتطييب خاطر المرشحين المشاركين في "مسرحية" الانتخابات.
تزامُن الانتخابات مع أزمة تسميم العميل المزدوج سكريبال، أطلق العنان لنكات من نوع آخر. أحدها ينقل تفاصيل مكالمة افتراضية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وبوتين تعاتبه فيها أن جواسيسه حاولوا قتل سكريبال، وحينها يقاطعها بوتين ويتأكد بسؤال "حاولوا أم قتلوا؟ فتجيب ماي بأنهم حاولوا. وحينها يجيب بوتين: هؤلاء ليسوا عملائي".
وتقول إحدى النكات إن "بوتين استطاع أن يجد متسعاً من الوقت في الاستراحات بين ضرب أوكرانيا وضم القرم، والتدخل في الانتخابات الأميركية، والحرب في سورية، لإعطاء أوامر بتصفية سكريبال".
وذكرت إحدى النكات أن "بوتين أمهل بريطانيا 24 ساعة من أجل شرح ملابسات وفاة ستيفين هوكينغ,رفضًا لمبدأ التهديدات وضرورة التعامل بالمثل"
تقول إحدى النكات إن ترامب حاول التباهي أمام بوتين بأن محرك البحث "غوغل" استطاع تصميم سيارة قيادة ذاتية، فيرد بوتين بالقول: "ما هذا؟ هل هذا إنجاز دونالد؟ في استديوهات سويوزموسفيلم ابتكرنا صاروخًا عابرًا للقارات بمحرك نووي"، في إشارة إلى أنواع الأسلحة التي عرضها بوتين بداية الشهر في خطابه أمام المجلس الاشتراعي.
ومع توقع الروس إطلاق بوتين مزيدًا من المفاجآت، مثل حربٍ في القوقاز عام 2008 والتي انتهت بسلخ أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا عن جورجيا، وضم القرم العام 2014، لمس بعضهم خروج بوتين مرتدياً سترة من نوع "ألاسكا"، في إشارة مبطنة إلى نيات توسعية جديدة، وقال أحدهم: "بوتين خرج إلى أنصاره بسترة ألاسكا. لا أريد أن ألمح إلى أي شيء ولكن كل شيء وارد في الحياة". المعروف أن الامبراطورية الروسية باعت ألاسكا للولايات المتحدة في العام 1867 في مقابل نحو 7.2 مليون دولار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر