آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد

المسجد الأموي في حلب
واشنطن ـ رولا عيسى

دُمّر المسجد الأموي في المدينة السورية حلب، إثر الحرب الدائرة في البلاد، بعد أن كانت أرضية فناءه مصقولة بشكل جميل، حيث اعتاد الأولاد على لعب كرة القدم بالجوار لكنهم حاليا يلتقطون أكياس الرمل المكدسة من المكان المدمر، وبالنسبة لهم فقد تحوّل المكان القديم من مكان للعبادة إلى ملعب في المكان، وأوضح يامن سعيد، 14 عامًا، أنّه "يبدو المكان أكبر الأن ربما لأنني لم أراه منذ فترة طويلة"، وكان الأولاد قبل الحرب يذهبون إلى المدرسة إلا أن معركة حلب جعلتهم يكبرون بين عشية وضحاها، وأشار محمد شيني "14 عامًا"، إلى أنّه "رأيت رأس إنسان ذات مرة، وذات مرة كنا نمشي ثم فوجئنا بصاروخ وقٌتل الناس، أحاول أن أنسى لكنك لا تستطيع نسيان شيء كهذا".

تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد

ويتّجه الأطفال إلى منازلهم في الأيام العاصفة عبر الشوارع الضيّقة ليتجنبوا الصلب العالق والمواد الخرسانية المتساقطة، وسيطر المتمردون على النصف الشرقي من حلب عام 2012 وسط انتفاضة على مستوى البلاد ضد حكومة بشار الأسد، وفي السنوات التالية سيطرت جماعات مختلفة  في حالة حرب مع بعضها البعض  ومع قوات الأسد على المدينة، وشنت موسكو في سبتمبر/ أيلول 2015 غارات جويّة في سورية بداية من حمص وحماة، وبعدها ساعدت القوات الجوية الروسية في القتال ضد مختلف الجماعات المناهضة للحكومة من خلال القصف المستمر على شرق حلب، وفي ظل العديد من الخسائر البشرية تم السماح بالهدنة في ديسمبر/ كانون الأول 2015 لإجلاء بعض المواطنين المحاصرين فيما ظل البعض مما ليس لديهم أي مكان للذهاب إليه ليقضوا حياتهم وسط الدمار.

تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد

ويصطف الرجال والنساء في طابو منذ العاشرة صباحا في حي الشعار الذي دمرته التفجيرات حاملين الأواني في إنتظار ممثل المؤسسة الخيرية التي تسلمهم الطعام، وبحلول نهاية حصار حلب كان هناك حوالي 40 ألف شخص من السكان يعيشون هناك بينما كان عدد السكان قبل الحرب نحو مليون شخص، وانتقل البعض إلى الغرب مبكرا أو إلى مكان آخر في سورية أو غادروا البلاد، ولا يعرف أحد عدد القتلى الفعلي، وتضيف أم أحمد "اعتاد الشوارع أن تكون مملوءة ولكن الأن ليس هناك سوانا وبعض العائلات القليلة، قُتل زوجي هنا، وقبل 4 سنوات أصيب بجروح عند مغادرة المسجد الذي يعاني من ثقب كبير في قبته"، ويعيش ابنها أحمد وأطفالها الخمسة مع جديه في شقة صغيرة أكثر سلامة لكنها تفتقر إلى النوافذ وأجزاء من الشرفة، بينما توضح "أم فاردل" إحدى الجيران القليلات الباقيات في المنطقة ضاحكة على حظها السيء "كل شيء بنيته مع زوجي منذ 20 عامًا ذهب في طرفة عين، لماذا يجب أن أحزن أنا لست الوحيدة، سرق أحدهم سيارة زوجي الأجرة لذلك فهو يظل في المنزل دائما ليعتني بي وأنا أستمر في اكتساب المزيد من الوزن"، وتضيف جارتها وصديقتها أم أحمد "نحن نضحك ونبكي في الوقت نفسه".

تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد

ويعد الفرق شاسعًا عندما تتحرّك من شرق سورية إلى غربها حيث تتحول البلاد إلى مدينة صاخبة سليمة، ويعتبر غرب سورية، العاصمة الاقتصادية للبلاد حيث يوجد مئات المتسوقين الذين يشترون من أكشاك السوق التي تبيع كل شيء، كما تزين الأضواء الأشجار خارج الحانات والمطاعم حيث يدخن الزبائن ويطلبون زجاجات من Jack Daniel، ويمكنك مشاهدة شجرة برتقال مثمرة تمتلئ فروعها بالفاكهة، ولكن في الحرب تم قطع معظم الأشجار في الشرق، وبعد انتهاء الحصار في حلب ذهب الفتيات المتجولون حول المسجد الأموي للنظر إلى الغرب فوجدوا الحياة في المدينة مستمرة من دونهم، ويضيف يامن " في شرق حلب لم يكن هناك معنى للحياة ولكن في الغرب كان هناك حياة، لكننا الأن نحاول استعادة حياتنا".

ولا تخلو الحياة في الغرب من المشاكل  حيث يحتاج السكان هناك إلى شراء المياة والكهرباء، ونظرا لانخفاض قيمة العملة السورية عما قبل الحرب فربما تستهلك هذه الاحتياجات ثلث الراتب بسهولة، وفي بازار في أحد الفنادق في غرب حلب يقف معلم الفن "عبيدة قدسي" ويعطي زوار معرضة ملصقات مضيئة في الظلام تساعدهم في العثور على الهاتف النقال في منتصف الليل عند توقف عمل المولدات، ويخبر قدسي المارة بفخر أنه صانع أكبر مشبك ورق في العالم، والذي تم الكشف عنه في مركز التسوق في دبي عام 2004، إلا أنه هناك مشبك ورق روسي بطول 9 أمتار  عام 2010 تجاوز مشبك قدسي الذي يبلغ طوله 3 أمتار فقط، ولم يتحمل قدسي الحياة في حلب وكان بإمكانه الذهاب إلى الإمارات العربية المتحدة لكنه قال " إنه وطني، إذا ذهب الجميع من سيبقى"، ولكن ربما كان سيختار خيارًا آخر إذا عاش في شرق حلب.

تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد

ويتم تعيين الصحافيين الذين يذهبون إلى المنطقة التي يسيطر عليها الأسد في سورية مع متابعة حكومية لعم، حيث يجرون المقابلات ويعدون التقارير ويقدمونها إلى وزارة الإعلام، وتم افتتاح مدرسة وسط هذا الدمار للأطفال الذين ظلوا مختبئين في المنازل لسنوات ، إلا أن المدرسة لا تحتوي على الماء، وتشكو المعلمة ريهام الحمود من تباين القدرات في صفها في عمر الثامنة، فالعديد من الأطفال في شرق حلب ذهبوا إلى المدرسة الدينية أو لم يذهبوا للمدارس على الإطلاق، مضيفة "هناك أطفال عدوانيون وليس لديهم رغبة في التعليم، لقد عاشوا في ظل الحرب، وقضوا حياتهم في مشاهدة الاشتباكات وقصف الطائرات ولم يكن لديهم فرصة للعب"، وتسعى حمود إلى تعليم الأطفال الألوان الحقيقية للعلم السوري ثم تعديل سلوكهم.

وتقول حمود إنّ "الأطفال مهملون للغاية ويلقون القمامة في الحديقة وعلمتهم آلا يفعلوا ذلك"، وترع حمود ذلك إلى الآباء المتأثرين بمن وصفتهم بأصحاب العقول السوداء، وأردفت حمود "ناقلات الأسلحة والمعارصة المسلحة وهؤلاء الناس  جميعها ألفاظ يستخدمها الناس للإشارة إلى الجماعات المتمردة، ولكن لم يتحدث أحد عن الفظائع التي تعرضوا لها خلال الحرب"، وتحاول جومان ماكي رئيسة منظمة Orphaned Girl في غرب حلب عدم تذكرة الطلاب بالقص المأساوية للحرب مضيفة " نحن لا نفتح القصص القديمة معهم، ولكن يجب علينا إغلاق ستائر الماضي وعدم النظر إلى الوراء، وينجح هذا النهج 90% من الوقت، ولكن بنسبة 10% نحن نثابر حتى ينسوا أو على الأقل آلا يذكروا الماضي"، ولا يعلم معظم سكان حلب ماذا يحمل لهم المستقبل، حيث أعربت أم محمد عن ارتياحها لأن عائلتها استطاعت تأمين غرفتين في مخيم جبرين للاجئين ويخططون للبقاء هناك حتى يروا ماذا يجب القيام به، إلا أن حياة العائلة لم تتوقف حيث تزوج الإبن "18 عامًا" من فتاة "13 عامًا"، وأوضحت أم محمد  عن سبب الزواج مبكرا أن ابنها الأكبر قتل لكونه جاسوسا حكوميا وأنها تأمل في أن يولد صبي جديد في العائلة، ومع اقتراب الغسق يصفر هواء حلب من غبار المباني المتساقطة حيث يعم الضباب على المسجد الأموي في الشرق بينما يسير السائقون في طريق عودتهم إلى المنزل في الغرب ويمسحون زجاج السيارة بالفرشاة توفيرا للمياة، بينما يغطي الغبار كل شيء في الشرق والغرب ما يوحد نصفي المدينة.

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد تدمير المسجد الأموي في حلب بسبب الحرب الدائرة في البلاد



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen