آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أوبانغ تتميز باختلاف اللغات بين الرجال والنساء

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- أوبانغ تتميز باختلاف اللغات بين الرجال والنساء

بلدة أوبانغ
أوبانغ _ اليمن اليوم

يتحدث الرجال والنساء لغتين مختلفتين في بلدة أوبانغ، المجتمع الزراعي في جنوب نيجيريا، ويعتبرون هذا الاختلاف الفريد "نعمة من الله"، لكن مع زيادة عدد الشباب الذين يغادرون البلدة إلى المناطق غنية بالمراعي، وكذلك انتشار اللغة الإنجليزية، ثارت مخاوف من اندثار هذا التميز الفريد.

ونادى رئيس البلدة، أوليفر إيبانغ، على اثنين من أطفاله لاستعراض لغتيهما المختلفتين. ويمسك إيبانغ بقطعة من البطاطا ويسأل ابنته ماذا يطقلون عليها. فتقول الطفلة دون تردد إنها "إيروي". ولكن في "لغة الذكور" في أوبانغ يطلق على البطاطا، وهي من الخضروات الرئيسية في نيجيريا، "إيتونغ".

واختلاف اللغات بين البشر يؤثر على إدراكهم للألوان، وهناك مصطلحات أخرى كثيرة من هذا القبيل، مثل كلمة ملابس التي تعني "نكي" في لغة الإناث و"أريغا" في لغة الذكور. وليس من الواضح نسبة الاختلاف بين الكلمات في اللغتين. وتقول عالمة الأنثروبولوجيا، تشي تشي أوندي، التي درست ثقافة البلدة، إن "الأمر كما لو كان بمثابة قاموسين مختلفين".

وتضيف "هناك قدر كبير من الكلمات التي يشترك فيها الذكور والإناث، وكذلك هناك كلمات أخرى مختلفة اختلافا جذريا بناء على جنس المتحدث. فهي لا تبدو متشابهة، إذ لا تكتب بنفس الأحرف، وتختلف اختلافا كاملا".

وتقول أوندي إن الاختلافات أكبر بكثير، على سبيل المثال، من الاختلافات بين النسختين البريطانية والأميركية من اللغة الإنجليزية. ومع ذلك، يتمكن الذكور والإناث من فهم بعضهم بعضا بصورة تامة. وأوضح إيبانغ أن الأمر ربما يعود إلى تكلم الصبيان لغة الإناث في مراحل نشأتهم الأولى، وذلك لأنهم يقضون معظم طفولتهم مع أمهاتهم أو مع نساء أخريات. ومع بلوغ سن العاشرة، يُتوقع أن يتحدث الصبيان "لغة الذكور"، كما يقول إيبانغ.

ويتابع "هناك مرحلة سيكتشف فيها الرجل أنه لا يستخدم اللغة الصحيحة لجنسه. لن يخبره أحد أن عليه تغيير لغته إلى لغة الذكور". وعندما يبدأ (الفتى) تحدث لغة الذكور ستعلم حينها أنه بلغ سن الرشد". ويقول إيبانغ إنه إذا لم يتحول الطفل إلى اللغة الصحيحة عند مرحلة معينة، سينظر إليه على أنه "غير طبيعي". ويفتخر شعب أوبانغ بشدة باختلافه اللغوي ويرى أنه علامة من علامات التفرد.

لكن ثمة نظريات مختلفة حول كيفية حدوث الأمر. ويقدم غالبية شعب أوبانغ روايات من الكتاب المقدس لهذه النظريات. ويقول إيبانغ "الرب خلق آدم وحواء وكانا أصل شعب أوبانغ (في البداية)". ويوضح أن نية الرب في البداية كانت إعطاء كل جماعة عرقية لغتين، لكنه بعدما خلق لغتي أوبانغ أدرك أن اللغتين غير كافيتين.

وأضاف "لذلك توقف. وهذا هو السبب وراء تميز أوبانغ باللغتين، فنحن مختلفون عن الشعوب الأخرى في العالم". أما أوندي فلديها نظرية أنثروبولوجية لهذا الأمر، حيث تقول إن "هذه ثقافة ثنائية الجنس".

وتابع "الرجال والنساء يعملون في مجالات مختلفة للغاية. فهم يعيشون في ما يشبه عالمين مختلفين، لكن يجتمع هذان العالمان أحيانا، وهذا النمط يمكن أن تراه في اللغة أيضا". وتشير أوندي إلى أن نظريتها لا تملك جميع الإجابات.

وتعترف قائلة "أطلق عليها نظرية، لكنها ضعيفة.. لأن في نيجيريا عددا كبيرا جدا من النظم ثنائية الجنس، لكن ليس لدينا هذا النوع من الثقافة اللغوية". وثمة مخاوف من احتمال إندثار لغات مختلفة في نيجيريا. ولا تدون لغة الإناث أو الذكور، ومن ثم فإن مستقبلهما يعتمد على استخدام جيل الشباب للغتين. لكن عددا قليلا من الشباب اليوم يتحدثون لغتهم الأصلية بطلاقة. ويرى ستيفن أوتشوي، المعلم في المرحلة الثانوية، أن "الأمر يرجع إلى الشباب". ويضيف "إنهم بالكاد يتحدثون لغتي أوبانغ دون مزجها بكلمات إنجليزية".

ففي عام 2016، قالت الهيئة اللغوية في البلد إن 50 لغة من إجمالي اللغات المحلية في البلاد - البالغ عددها 500 لغة - قد تختفي في السنوات القليلة القادمة إذا لم تتخذ إجراءات شديدة للحفاظ على تلك الثقافة.ةوتعد لغات يوروبا وإغبو والهوسا، إضافة إلى الإنجليزية، أكثر اللغات استخداما لتعزيز الوحدة في دولة تُعرف بتعدد جماعاتها العرقية.

وتدرّس اللغات الثلاث في المدارس في إطار سياسة البلاد الوطنية للتعليم، التي تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ على الثقافة.ةوتنص هذه السياسة على أن "كل طفل عليه أن يتعلم لغة البيئة المحيطة به". ولكن هذا لا يحدث في أوبانغ، حيث لا يشجع الأطفال، بل ويعاقبوا، على الحديث بلغتهم الأم في المدرسة.

وقال أوتشوي إنه قلق من التداعيات التي تخلفها سياسة "التنفير" من الحديث باللغة الأصلية في محاولة لتشجيع الطلاب على الحديث باللغة الإنجليزية بدلا منها. وأضاف "في مدرستي الطلاب يعاقبون، من خلال الضرب وأحيانا بدفع غرامات، بسبب حديثهم بلغتهم الأم".

ويقول أوتشي إن ينبغي بذل الكثير من الجهد للحفاظ على اللغات المحلية في أوبانغ. ويضيف "نحتاج إلى كتب وروايات وفن وأفلام بلغات أوبانغ، ويتعين أن يسمحوا لنا بتدريس اللغتين في المدارس". وتتفق ستيلا أدوبي، الطالبة في أوبانغ، على أن هناك كثيرا من الجهد لبذله لإيقاف اندثار اللغات. وتقول إن "الآباء يشجعون أطفالم على دراسة المجتمعات المختلفة الأخرى، ولا يبذلون الجهد لتعليمهم لغتهم الأصلية".

لكنها تقول إنها من بين كثير من الشباب داخل أوبانغ الذين يخططون لنقل لغاتهم إلى أطفالهم حتى في حالة مغادرتهم المنطقة. ويحلم إيبانغ بأنه يوما ما سيبني مركز لغات في البلدة، لتسليط الضوء على التميز اللغوي في مجتمع أوبانغ. ويثق إيبانغ في أن لغات أوبانغ ستبقى، قائلا "إذا ماتت لغتاها، فلن يبقى شعب أوبانغ حينها".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوبانغ تتميز باختلاف اللغات بين الرجال والنساء أوبانغ تتميز باختلاف اللغات بين الرجال والنساء



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen