نيروبي ـ منى المصري
تشهد حركة المرور في نيروبي ازدحامًا مشهورًا بسوء السمعة، حيث تدخل الحافلات الصغيرة في معركة الحافلات الشهيرة مع السيارات والدراجات البخارية والعربات اليدوية، مما يتسبب في الازدحام.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه من خلال هذه المعركة المرورية، يظهر أشخاص يحبون التحدي والجرأة ويستخدمون الأحذية ذات العجلات في المدينة الكينية، ويسيرون بها ببراعة بين المركبات المتحرة، ويمسكون بالحافلات لدفع أنفسهم بشكل أسرع، كما يقفزون من فوقها، وعادة ما يرتدي هؤلاء المتزلجون في الشوارع ملابسهم الأنيقة ونادرا ما يرتديون معدات السلامة، ويستمتعون بالمغامرة برياضتهم والمزاج الجيد مع من يرافقهم.
وبلغت ذروة التزلج في الشوارع في الدول الأوروبية منذ أكثرمن 20 عاما، وبعد تلاشي شعبيتها تم تجبأة أحذية التزلج في الخزائن أو التبرع بها للأعمال الخيرية، وفي السنوات الأخيرة شقت طريقها إلى شرق أفريقيا، مما أثار جنون التزلج على الطرقات.
ويتجول آلان أيغاه وأصدقاءه حول منعطف مروري وطريق ثيكا السريع في نيروبي، ويبدو أنهم هادئين ومصممين على ذلك، وبينما يعمدون إلى سعيهم وراء السرعة ، من الواضح أن المتزلجين الثلاثة اعتادوا على ذلك، حيث يسيرون بمفردهم، بينما تسير السيارات بسرعة تزيد على 70 ميلا في الساعة (110 كم في الساعة).
وربما يكون التزلج على الطرق الرئيسية خطير، ولكن نقص المرافق والشوارع سيئة الصيانة يعني أن على المتزلجين الكينيين يمكنهم القيام به، وغالبا ما تكون أفضل الأماكن للتزلج هي الأكثر ازدحاما.
ويقول أيغاه، وهو أحد المتزلجين منذ عام 2007:" يُنظر إليه على أنه رياضة الشباب، فالرجال الأكبر سنا يميلون إلى اعتباره خطرا."
وهو مثله مثل معظم أقرانه الذين تعلموا التزلج بأنفسهم، بعد أن تعلموا عبر مقاطع الفيديو على Google وYouTube، وعلى طول الطريق يتعين عليه التعامل مع الإصابات والاعتقالات لكسر قوانين المرور، ورغم ذلك لا يظهر أي علامة على التوقف عن ممارسة هذه الرياضة.
ويعطي هو وأصدقاؤه العديد من الأسباب التي تجعلهم يستمرون في التزلج على الرغم من المخاطر، ومن بينها اندفاع الأدرينالين، وفرصة مقابلة الفتيات، ولكن هناك أمر واحد يتفق عليه الجميع وهو الشعور بالحياة الاجتماعية التي توفرها هذه الرياضة، حيث يقول إيغاه:"يمكنك مقابلة حوالي 20 شخصا في اليوم الواحد، تتبادلون الاتصال والعلاقات، إنها رياضة تدعو للوحدة."
ويسيطر الذكور على هذه الرياضة، فمن بين مجموعة كبيرة للرجال المتزلجين، كان هنا فتاة واحدة، أنغيلا مارتا، 20 عاما، وتقول:" نعم هذا السبب الرئيسي لتواجدي هنا."
وساعدت الثقافة الشاملة للتزلج في كينيا على زيادة شعبيتها،حيث يسافر عدد متزايد من الأندية في جميع أنحاء البلاد للتنافس مع بعضها البعض، ومع الأداء القوي لفريق كينيا في بطولة التزلج على السرعة الأفريقية عام 2018، يأمل الكثيرون أن تأخذ الحكومة الرياضة في النهاية على محمل الجد.
قد يهمك أيضًا: "نويروريتر" يثق في الفوز بميدالية للمرة الرابعة
توقّف حركة المرور أمام ماسبيرو بعد انفجار ماسورة مياه
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر