بكين - مازن الاسدي
تعدّ علاقة الأم وابنتها من أقوى العلاقات، ولكن هناك ما هو أقوى منها وهي علاقة الطفلة "وانغ آنا" والتي تبلغ من العمر خمسة أعوام بجدتها وبجدة أبيها، حيث يعيشون في الجبال البعيدة عن مدينة تسونيي جنوب غرب الصين.
وعندما كانت آنا تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، حكم على والدها بالسجن، وترك والدتها مع أمه وجدته. لكن والدتها تزوجت بعد ولادتها لآنا، وتركت الطفلة والنساء الكبار معًا. ثم أصبحت آنا هي الركيزة الأساسية للأسرة، وتولت مسؤولية طهي الطعام وتنظيف ورعاية المسنين الاثنين.
ورعاية اثنين من الجدات ليست مهمة سهلة، تستيقظ آنا في وقت مبكر في صباح كل يوم لإعداد وجبات الطعام للجدات. وتقف آنا على كرسي، وتشب بقدر ما تستطيع للوصول إلى الموقد وتطهي الخضار.
وجدة آنا مصابة بالتهاب المفاصل، المعروف أيضا باسم التهاب المفاصل المعدي، الذي يسبب الألم خلال أي حركة للمفاصل المتضررة. والجدتان الكبيرتان طريحتا الفراش تقريبًا، ويقومان بنشاط محدود للغاية. وتبذل الطفلة قصارى جهدها لنقلهم إلى المرحاض أو أي مسافة قصيرة بالقرب من المنزل. وأنها تقوم بكل الأعمال المنزلية كالكنس والتخلص من القمامة.
أثرت قصة هؤلاء الثلاثي في الجيران بشكل كبير، مما دفعهم إلى السماح لآنا بدخول مزارعهم واختيار الخضروات الطازجة كلما همت بإعداد الغذاء. وعندما سألها مراسل صحيفة "الديلي ميل"، عما تتمني، ابتسمت وقالت له إنها تريد أن تعتني بهم كل يوم، وتتمنى لهم الصحة الجيدة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر