بكين ـ علي صيام
أرسلت الصين قواتها، إلى القرن الأفريقي لإقامة أول قاعدة عسكرية دولية لها هناك، حيث أبحرت السفن من مدينة تشان جيانغ الجنوبية على بعد حوالى 260 ميلا غرب هونغ كونغ إلى جيبوتي الأفريقية الصغيرة يوم الثلاثاء، في تحرّك أثار بعض القلق لدى الجيش الأميركي لأنه يعتبر الخطوة الأولى للصين تجاه القوة العسكرية الدولية، كما أن القاعدة الجديدة تقع على بعد 4 أميال فقط من معسكر ليمونييه في الولايات المتحدة.
وتظهر صور القمر الصناعي ، المباني قيد الإنشاء في قاعدة ضخمة، بما في ذلك ما يبدو أنه مهبط للطائرات، مبيّنة حجم القاعدة الذي زاد بشكل كبير، بين بداية نيسان/أبريل ونهاية حزيران/يونيو، وبدأ البناء في القاعدة في فبراير/شباط 2016، وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة، أن القاعدة تأسست بموجب اتفاق بين الصين وجيبوتي بعد "مفاوضات ودية واتفاق مصلحة مشترك لشعبي الدولتين، "ستضمن أداء الصين لبعض البعثات مثل المرافقة وحفظ السلام والمساعدات الإنسانية في أفريقيا وغرب آسيا".
وأشارت الصين إلى أن القاعدة الساحلية ستستخدم لتزويد السفن البحرية المشاركة في عمليات حفظ السلام والبعثات الإنسانية قبالة سواحل اليمن والصومال، في موقع مثالي لمصالح الصين، يمنحها موطئ قدم في كل من البحر الأحمر والمحيط الهندي، مما يجعلها في متناول اليد من الشرق الأوسط، بيد أن موقع القاعدة قد ازعج القائمين في معسكر ليمونييه الذي يقع أيضا في جيبوتي على بعد 4 أميال فقط، وهي واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في الخارج، وهي موطن لنحو 3 آلاف عسكري أميركي.
وأوضح قائد "أفريكوم" للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، الجنرال توماس فالدهاوسر، مارس/آذار الماضي، أن لديه مخاوف، وأنه التقى مع رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيله، وأعرب عن قلق الولايات المتحدة إزاء بعض الأمور بشأن ما لا ينبغي أن يفعله الصينيون في ذلك الموقع".
وقال والدوسر إنه يتوقع ان تكون القاعدة مفتوحة في الصيف، ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة والصين دفع رؤوسهما إلى بحر الصين الجنوبي، وتزعم الصين أن المحيط بكامله - مياه دولية – ومن الممكن استخدام الجزر الاصطناعية والقواعد العسكرية في الجزر الواقعة طبيعيا لمصلحة مطالبتها، وقد قامت الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية بإبحار سفنها من خلال المياه التي ادعتها الصين - بما في ذلك تلك التي تقترب من قواعد الجزيرة - للاعتراض على ذلك، وعلى الرغم من أن جيبوتي على بعد 200 ميل مربع من نيو جيرسي، فهي ليست فقط تهدد قواعد الولايات المتحدة ولكن أيضا تهدد القواعد الفرنسية واليابانية، ووافقت في بداية العام على السماح للمملكة العربية السعودية بفتح قاعدة على أراضيها.
وأفاد أفك إنزيدر إن الصين والسعودية قد زودتا البلاد بأموال في السنوات الأخيرة، حيث وضعت الصين وحدها 14.4 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية، وفي الوقت نفسه، توفر الولايات المتحدة حوالي 3 ملايين دولار كمساعدات غذائية للبلاد كل عام، وقد أثار موقف جيبوتي على حافة المحيط الهندي مخاوف في الهند بشأن تأثير الجيش في المنطقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر