منعت الرئاسة اليمنية المقيمة في العاصمة السعودية الرياض، وفدا صحافيا مصريا، كان في طريقه العاصمة عدن، لتغطية بعض الفعالية، عقب تلقيه دعوة رسمية من محافظ العاصمة السيد أحمد حامد لملس، وموافقة جهاز الأمن القومي.
وقالت مصادر يمنية مقربة من الرئاسة إن مدير مكتب الرئيس، الإخواني عبدالله العليمي، وجه شركة طيران اليمنية، بمنع سفر ثلاثة صحافيين مصريين، كانوا في طريقهم إلى عدن، بدعوة رسمية من المحافظ أحمد حامد لملس”.
وأشارت المصادر إلى ان قرار المنع، لم يكن موفقا على الاطلاق وانه النزعة الاخوانية في اليمن تجاه الموقف المصري كان العامل الأبرز في منع أي صحافي مصري من دخول عدن؛ الأمر الذي قد يثير التساؤل حول مواقف اخوان اليمن من الاشقاء في جمهورية مصر العربية، البلد التي تحتضن اليمنيين وتساعد في علاج المرضى والجرحى”.
وكان الصحافي محمد محمود الطيب، والصحافية ولاء عبدالله عمران، والصحافية شيماء منير مطر، قد تلقوا دعوة رسمية بتاريخ الـ5 من يونيو الجاري، لتغطية العديد من الفعالية من بيها انعقاد الجمعية الوطنية، والحملة الأمنية ضد حمل السلاح، وفعاليات مدينة وحقوقية أخرى، وزيارة بعض المناطق التي طالتها الحرب المدمرة في الجنوب، ورصد بعض القصص الإنسانية في عدن والمدن الجنوبية المجاورة”.
وحصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة من الدعوة وتصريح الدخول الى عدن”.
وقالت مصادر ملاحية “انه لم يصدر أي تعليمات من التحالف العربي بمنع الوفد الصحافي من الدخول إلى عدن، وانما مدير شركة طيران اليمنية تلقى اتصالا من الإخواني عبدالله العليمي، مدير مكتب هادي، يطلب منه منع الصحافيين من الصعود على متن الخطوط الجوية اليمنية التي كانت في رحلة صباح الثلاثاء الـ14 من يونيو الجاري، وقد اخبر العلمي مدير اليمنية بان المنع من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الا انه بعد عودة الصحافيين الى منازلهم في القاهرة تبين لمدير شركة طيران اليمنية ان التحالف العربي لم يصدر أي منع، وانما المنع كان من عبدالله العليمي مدير مكتب هادي، الذي دائما ما يستخدم نفوذه في الرئاسة على المسؤولين الحكوميين، فالذين لا ينفذون أوامره سيجدون انفسهم خارج المنصب وربما الوظيفة.
وذكر مصدر في الرئاسة اليمنية ان الرئيس هادي لا يعلم بكل هذه التوجيهات، وانه حين علم عن طريق الاعلام بقرار المنع تواصل مع السفير اليمني في القاهرة د. محمد مارم الذي على الفور نفى ان تكون السفارة قد منعت الصحافيين المصريين من الدخول الى عدن، وبين له ان قرار المنع جاء من الرئاسة وان السفارة “الجهة المسؤولة”، لا تعرف أي شيء، وانه كان من المفترض من مكتب الرئيس ان يخاطب السفارة باي إجراءات لمنع سفر أي وفد صوب عدن”.
وقال مصدر في السلطة المحلية ان قرار منع الوفد الصحافي من الدخول إلى العاصمة الجنوبية، لا يمثل انتهاكا واستهدافا لحق الصحافيين في الحصول على المعلومة وتسهيل تنقلاتهم، خاصة وانهم سيقومون بتغطية صحافية إنسانية في المقام الأول، ولكن قرار المنع هذا قد تترتب عليه موافق دبلوماسية، خاصة وان المتحكم بقرار الرئاسة اليمنية “هم الاخوان المسلمون”، الذين لهم مواقف عدائية من القاهرة.
وحاولت سفير هادي في القاهرة، مداراة الفضيحة المدوية، لكنها تحسب عليه كنقطة فشل في مسيرته الدبلوماسية القصيرة، بعد ان نجح عبدالله العليمي، نائبه في مكتب هادي، في عزله وابعاده عن الرئاسة اليمنية وشؤونها.
ونجح عبدالله العليمي، وهو من القيادات الإخوانية التي لها مواقف متطرفة تجاه العديد من البلدان العربية التي رفضت مشروع فوضى الربيع العربي، في عزل مدير مكتب هادي، عبدالله العليمي وحل مكانه، قبل ان يرسله إلى القاهرة كسفير لليمن.
ونفى السفير محمد مارم ما قال انها أكاذيب حول منع سفر الصحافيين المصريين الى عدن، والحقيقة ان الثلاثة الصحافيين الذين كان من المقرر ان يكونوا يوم الـ14 من يونيو الجاري في عدن، قد عادوا من مطار القاهرة الدولي، عقب رفض طيران اليمنية الصعود على متن الرحلة التي كانت في طريقها إلى عدن”.
وقال صحافيون في عدن إن السفير اليمني في القاهرة محمد مارم حاول مداراة فضحة سفارته بالكذب، بعد ان نفى منع الصحافيين المصريين، وهذا يؤكد انه لم يعد يعلم أي شيء، فالصحافيون بات من المؤكد انهم عادوا من سلم الطائرة اليمنية بفعل وجود منع من التحالف العربي، تبين لاحقا انه من مدير مكتب هادي.
وعبر مارم عن استغراب سفارته عن ما قال انها أكاذيب لا تستند إلى دليل، فهل عودة الصحافيون من المطار ومن سلم الطائرة، ليس دليلا كافياً، فما هو الدليل الذي يحتاجه مارم لكي يتأكد له ان نائبه السابق أصبح يتدخل في كل شيء بما في ذلك مهامه كسفير لليمن في مصر.
وعبر يمنيون عن غضبهم حيال الإدارة الفاشلة للسفير اليمني في القاهرة، والذي قالوا انه أصبح رهن تحكم اشخاص أخرين، وانه لا يستطيع البت في الكثير من القضايا المتصلة باليمنيين دون الرجوع الى اشخاص يعملون في السفارة”.
ويبدو ان مداراة الفضيحة الدبلوماسية لمارم بنفي منع صحافيين من العودة الى عدن بتأكيد السلطة المحلية في العاصمة عدن، بقرار المنع، قد كشفت عن “ضعف شخصيته”، ونقطة فشل دبلوماسية في مسيرته الطارئة على العمل الدبلوماسي.
فالعلاقة التاريخية بين مصر واليمن، لا تحتاج الى تبريرات السفير الكاذبة، فالمفترض انه يقر بواقعة المنع للصحافيين المصريين، ويكشف عن الأسباب والتدخلات في عمله كسفير لليمن، اما الإساءة للعلاقة المصرية – اليمنية، فقد تم الإساءة للقاهرة من قبل إخوان اليمن الذين تدخلت قيادات التنظيم اليمني، في الشأن المصري، بالتحريض على التظاهرات ومناهضة نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي انقذ بلاده من السقوط في فوضى ربيع الاخوان المدمر، وحافظ على مصر من ان تصبح كسوريا واليمن وليبيا وغيرها البلدان التي سقطت في قبضة فوضى الربيع الاخواني.
قد يهمك ايضا:
الانتقالي الجنوبي يعلن رفضه قرار الرئاسة اليمنية إقالة اللواء فضل باعش قائد القوات الخاصة
الرئاسة اليمنية تعلن عن خطوة هامة سيتم اتخاذها في عدن خلال أسبوع
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر