تتميز مدينة موستار البوسنية، بالطراز المعماري للقصور العثمانية، حيث جعل منها الوجهة المفضلة للسياح الباحثين عن رحلة في ثنايا التاريخ والحضارات.
وتتلألأ جواهر معمارية في سماء المدينة الشهيرة أيضًا بجسرها التاريخي، لتحمل الزوار في رحلة عبر الزمن، ويطلعون خلالها على أسرار الحقب السابقة.
وكان من أبرز الآثار العثمانية في منطقة البلقان، قصور "بيسيفتش" و"موسليبيغوفيتش" و"كاجازاز"، والتي تعتبر من أهم الأماكن السياحية التي يزورها السياح في البوسنة والهرسك.
وعلى الرغم من المظهر الخارجي المتواضع للقصور العثمانية الثلاثة، إلا أن داخلها يعتبر بمثابة كنز ثقافي، حيث تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل وأسرار الفترة التي بنيت فيها، بل إن مؤرخين يعتبرونها بمثابة مجلد يستعرض إحداثيات الحياة في فترة معينة.
وتحمل القصور زوارها من خلال طرازها المعماري، في رحلة عبر تاريخ المدينة التي تضم أيضا معالم من العمارة الإسلامية في البلقان، مثل جسر "موستار" الذي صممه المعماري خير الدين، طالب وتلميذ المهندس المعماري العثماني الشهير معمار سنان.
كما تضم المدينة البوسنية أيضا معالم عثمانية أخرى مثل مسجد “قره غوز بيك”، ومدرسة “قره غوز بيك”.
وقال ميلي بيجافيكا، وهو مرشد بوسني يعمل في قطاع السياحة، في حديث خاص إلى وكالة "الأناضول"، "إن السياح يزورون بكثافة قصر “بيسيفتش” الكائن وسط مدينة موستار".
وأضاف أن السياح يفضلون احتساء كوب من القهوة داخل القصر الذي بني عام 1635، والتمتع بمنظر تدفق مياه نهر “نرتوا” ذات اللون الأخضر الزمردي.
وأشار بيجافيكا إلى أن أشعة الشمس التي تتسلل إلى داخل القصر من النوافذ، أصبحت مصدر إلهام للكثير من الروايات والأفلام.
ولفت إلى أن القصر تعود ملكيته إلى زوجين يدعيان أحمد وزهراء، لكن، وبوفاتهما، ورثه أقارب لهما لعدم إنجابهما لأطفال.
ووفق "بيجافيكا"، يستخدم القصر مكتبا سياحيا، كما أن هناك جزءًا من القصر لحق به الضرر، معربا عن أمله في أن يتم ترميمه في أقرب وقت ممكن.
أما "قصر موسليبيغوفيتش"، فيعتبر قصرًا عثمانيًا آخر في مدينة موستار، وقد بني قبل ثلاثة قرون، وتم افتتاحه أمام الزوار عقب الحرب البوسنية.
وقال تاج الدين موسليبيغوفيتش "إن القصر يعد تذكارا لأسرته، وأنه يحتوي على مكان مخصص للرجال وآخر للنساء"، مبينًا أن هذا التقسيم لم يكن موجودا خلال فترة بناء القصر.
وتابع أن الجزء الأوسط من القصر تم ترميمه عام 1871، لافتا إلى أن المهندسين الذين تفحصوا القصر أكدوا أنه يعتبر من أجمل الآثار العثمانية في منطقة البلقان.
وتابع "لحسن الحظ أن القصر لم يتضرر إبان حرب البوسنة (1992- 1995)، وحافظ على نسيجه التاريخي".
وأوضح أن الجزء الأوسط من القصر تعرص فيه وثائق أرشيفية للدولة العثمانية، كما تعرض فيه مقتنيات شخصية للعائلة.
ويستخدم القصر فندقا، منذ 2010، ويحظى بإعجاب شديد من قبل الزبائن الذين يستمتعون بالإقامة في معلم عثماني.
وبُني قصر "بيت كاجازاز"، قبل أربعة قرون في مدينة موستار، وهو يعتبر من أهم الآثار العثمانية في البوسنة والهرسك.
وذكر أديس كاجازاز، وهو أحد أفراد أسرة كاجازاز، فإن القصر يعتبر إرثا لأسرته، وقد حافظ على حالته بشكل جزئي لغاية اليوم، في حين تعرض جزء منه للضرر.
وأضاف إلى وكالة "الأناضول"، أن القصر يتألف من جزئين متماثلين، وهو يشبه الكتاب المفتوح عند النظر إليه من الخارج، مشيرا إلى أن القسم الخلفي من المنزل احترق إبان الحرب البوسنية.
وبنى القصر قاضي مدينة موستار في تلك الفترة، وقد تم إنشاء حمام في كل غرفة منه، ما يدل على مدى الأهتمام الذي أبداه الناس للنظافة خلال تلك الفترة، وفق المصدر ذاته.
وأضاف كاجازاز أن هناك غرفا للخدم، ما يعد مؤشر على كون أصحاب المنزل أثرياء.
كما أكد أن قصر كاجازاز يقع تحت حماية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، وأصبح مادة تتناولها الروايات، ويقصده الكثير من السياح سنويًا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر