لندن ـ ماريا طبراني
يعد هاروود هاوس، أحد أجمل القصور التي بُنيت منذ 250 عامًا، في مدينة ليدز في إنجلترا، كما كان له سحرًا مميزًا لسلسلة أجزاء المسلسل التليفزيوني "فيكتوريا"، التي صورت بداخله، ما أعطى حسًا وتاريخًا لشخصية المسلسل "الملكة فيكتوريا".
ووفقًا لصحيفة "التليغراف" البريطانية، فقد ملكته عائلة لاسيلس منذ عام 1738، حيث فتح العقار الذي يبلغ مساحته 4500 فدان، أبوابه لفريق عمل مسلسل "فيكتوريا"، في الشتاء الماضي 2016، حيث فخامة القصر وأناقته جعل صناع الفيلم ينسجمون فيه ويقومون بأدوارهم المميزة بأداء باهر، وعلى أضواء الشموع عبرت الملكة "فيكتوريا" عن حبها للورد "إم"، ليخرج عمل ممتع يبهر المشاهدين.
وديفيد لاسيلس، إيرل الثامن من هاروود وحفيد لاسيلس الذي لا يزال يمتلك القصر الفاخر، لم يكن غريبًا على طاقم عمل "فيكتوريا"، بل كان هو منتج المسلسل نفسه،
وقد اعترف لاسيلس أن عندما عُرض عليهم التصوير في القصر، قد وافقنا، لكن كان هناك تحديات لا نظير لها قد واجهت صناع العمل، حيث لن نمكن أحد من تحريك أي قطعة من أثاث القصر الذي صنعه نجار الأثاث المشهور في إنجلترا "تشيبنديل"، مؤكدًا أن مشروع مثل "فيكتوريا" قد أدخل مكاسب لهذا المكان القيم".
ويضم المنزل وصفًا يحاكي نمط السكن في تلك الفترة ومعارض الفن الحديث، ويحيط به أكثر من 100 فدان من المساحات ذات الطبيعة الخلابة وحديقة طيور متميزة، وقد تم تصميمه من قبل المهندسين المعمارين جون كار، وروبر آدم، المشهوران بتصميماتهما على نهج "بالاديو" وتم بنائه لإدوين لاسيلس، أول بارون لهاروود من العصر الجورجي بين عامي 1759، و1771، وتم تصميم حدائقه الطبيعية من قبل كابابيليتي براون المعماري البيئي.
ولكن سكان هاروود الفيكتوريين لم يكونوا راضين عن التصميمات الجورجية، حتى وصلت السيدة لويزا ثين، زوجة إيرل الثالثة، وطلبت على وجه السرعة من السير تشارلز باري، المهندس المعماري الذي أعاد بناء قصر وستمنستر، ببناء طابق علوي جديد يخصص للخادمات والطهاه.
وقد أظهرت أناقة غرف القصر، عظمة عصرهم، حيث تم تصميم قاعة المدخل بدعامات ملونة بلون الشيكولاتة، أما السقف فكان مصنوعًا من خشب الجوز والسيراميك، أما غرفة الاستقبال فكانت مطلية باللون الأصفر، حيث عكست كلاسيكية هذا العصر، التي أضافها صانع الأثاث تشيبنديل، كما ضمت عددًا من التماثيل المطلية باللون الأبيض للحكام الجورجيين.
أما غرفة النوم الرئيسية التي عاشت فيها شخصية المسلسل "الملكة فيكتوريا"، تميزت بستائرها الحريرية الخضراء التي تنسدل على السرير المذهب الموجود في الحجرة، وحسبما ذكرت الصحيفة، لم يتم اختيار هاروود كموقع لتصوير المسلسل بسبب الديكورات الداخلية، ولكن لأن الأميرة فيكتوريا قد زارته في عام 1835، وقضت فيه وقتًا رائعًا، حيث كتبت عنه في مذكراتها واصفة حدائقه الرائعة، والمنظر المبدع عندما كانت تطل من نافذة غرفتها، وتناولها للعشاء في صرح به عدد من اللوحات الفنية الثرية.
والتحدي الحالي أما ديفيد لاسيلس، هو المحافظة على هذا القصر الشامخ الثري الذي يعد من أشهر المعالم في إنجلترا، وإبقائه على قيد الحياة بعيدًا عن أيدي العابثين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر