لندن ـ كاتيا حداد
يعشق الغالبية العظمى من زوار جنوب غرب أيرلندا الطعام الغربي في كورك، ولكنهم يغفلون عن القيمة الأكبر والبقعة الأكثر سحرا لتلك المنطقة وهي، شبه جزيرة بيارا الجميلة بشكل مذهل، تلك الجوهرة المخبأة في أعماق أيرلندا. فبيارا مختلفة، إذ يحيط بها المحيط، ولكنها ليست وديعة ومسالمة كباقي شبه الجزر في العالم، إنها وعرة إذ تحيط بها سلاسل جبال كاها وسيلف ميسكيش الهائلة التي تمتد على طول العمود الفقري كثير الحدبات لبيارا، وتنحت الساحل الكاسح المتعوج، والشواطئ المهجورة هي في معظمها حصى وحجر. هناك كثير من الأحيان شعور دائم بالعزلة والفراغ هنا. تشعر أنك على حافة شيء، بلد، قارة، وحتى الثقافة.
وبسبب هذا، بيارا تجذب دائما الناس الذين يعيشون على الهامش، الهيبيين، الفنانين، الشعراء، والرواد البيئيين، ونوع معين من الزوار المغامرين، والمهتمين بالمشي، وركوب الدراجات، والتاريخ، والفنون. وتضم غلينغاريف، وهي قرية مرتفعة في درجة الحرارة بسبب مياه تيار الخليج، باعتبارها واحدة من أشمس وأكثر البقع محمية في أيرلندا، والمعبر الغير رسمي إلى شبه جزيرة بيارا التي نصبت نفسها بنفسها. تقع على رأس خليج بان، وتحيط بها التلال المشجرة والوديان الجليدية لغلينغاريف، وتقدم مناحي النهر ونواطير بانورامية بين الطحالب والسراخس وغابات البلوط في محمية طبيعية قريبة.
يمكنك الإقامة هناك في فندق كيسي (الغرفة الزوجية بـ78 يورو)، إنه مريح، وتديره عائلة، من فئة الثلاث نجوم، ويقدم اللحوم المحلية والجبن. ومن غلينغاريف، يمكنك المشي للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة على طول 137 ميل في طريق بيارا، والطريق الذي يعانق سفوح الجبال والسواحل، ومسارات مذهلة مثل طريق يكلو. ويمكن لراكبي الدراجات التمتع بجولة على طول 85 ميل.
وبالسير لساعات، تصل إلى قرية صغيرة تدعى لاراغ، والتي تحتوي على مقهى محلي رائع يقدم الطعام محلي الصنع، وتأجير الدراجات، ومكتب بريد. وخذ الطريق الساحلي إلى ديرين، ذات المقهى الجديد الأنيق الذي يستضيف واحدة من الحدائق الأكثر سحرا في أيرلندا. الغنية بالأزاليات وسبل شجر السرخس النيوزيلندي العملاق، مما يجعلك تشعر بأنك تسير وسط مشهد من الهوبيت.
وتوجد أردجروم إلى الغرب على طول الحافة الشمالية لبيارا، هي بقعة أخرى مهيبة، حيث تحتوي على أكثر من 600 موقع أثري، من التمثايل الحجرية إلى المقابر الصخرية والحصون الدائرية، وهناك دائرة الحجر الاحتفالية التي عمرها 3000 عاما، إنها واحدة من أروع تسعة أعمدة باقية على قيد الحياة في البلاد. وفي "العاصمة" بيرا، توجد كاسل تاون بير، أكبر ميناء سمك أبيض في أيرلندا، ولكن بار ماكارثي هو المكان الأكثر عفوية، حيث الشراب، والحديث، والغناء والرقص، إنه نصف حانة ونصف متجر بقالة، إنه مركز كامل للحياة الاجتماعية في البلدة. وقد تم التصويت عليه كالحانة الأيرلندية للعام 2016. إنها مكان قد تكون لم تسمع به من قبل، ولم تكن تخطط لزيارته يوما، ولكن إذا ما أخذت تلك الخطوة لن تندم عليها، بل سوف تبحث عن الكيفية التي تجعلك تقضي أياما أطول هناك، إنها شبه الجزيرة الكاملة التي تشبع جميع رغباتك في طبيعة خلابة، وحياة اجتماعية غنية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر