لندن _ كاتيا حداد
يعتبر "العلاج الطبيعي بالغابات" هو أحدث جنون بالصحة والرفاهية في المملكة المتحدة، إنه استيراد من اليابان، وقد تم استقباله بحماس متساوٍ مثل السوشي عندما وصل إلى الشواطئ البريطانية، ويعني ببساطة استخدام جميع حواسك لاستقبال الجو الخاص للغابة، وهو مصطلح أوسع يصف الممارسة التي تجمع بين مجموعة من التمارين والمهام في بيئة خارجية، فقد تظهر تعاريف مختلفة لما يشتمل عليه العلاج الطبيعي كالعلاج بالحديقة، العلاج البستاني، أو حتى العلاج المحيطي كأشكال من العلاج الطبيعي.
ومن خلال كتب المساعدة الذاتية التي أدرجت مبادئ العلاج بالغابات في منتجع شيروود فورست الجديد، أصبحت قوة الشفاء في كل مكان موجودة. وتعتزم هيئة الغابات، التي تدير ما يقرب من مليون هكتار من الغابات في إنجلترا، إطلاق برنامج صحي بالغابات على مستوى البلاد في العام المقبل. وحتى سكان المدن يمكن أن يحصلوا على تجربة علاجية بحديقتهم من خلال "تجارب" الغابات التي تسترشد بها في الحدائق من لندن إلى نيويورك.
ولكن أليس هذه مجرد حيلة تسويقية لإعادة صياغة الفكرة البسيطة المتمثلة في السير في الغابات كعلاج بديل جديد؟ على ما يبدو لا. اليابان هي البلد الأكثر كثافة سكانية على وجه الأرض، مع مستويات الضغط العالي في المقابل. إنها أيضًا واحدة من البلاد التي توجد بها أكثر الغابات كثافة. في الثمانينيات قامت الحكومة اليابانية ببحوث علمية واسعة النطاق وجدت أن جلسة العلاج بالغابات لمدة ساعتين يمكن أن تقلل ضغط الدم، وتخفض مستويات الكورتيزول وتحسن التركيز والذاكرة. وتجاوزت النتائج التي توصلوا إليها لارتباطات معتادة بين الهواء النقي وممارسة الرياضة والرفاهية.
ووجد الباحثون أن المواد الكيميائية التي تطلقها الأشجار، والمعروفة باسم phytoncides ، يمكن أن يكون لها تأثيرًا مضادًا للميكروبات على أجسادنا، ما يعزز جهاز المناعة. نتيجة لهذا البحث، تم تقديم العلاج بالغابات، كبرنامج صحي وطني.
وكان أول موقع مخصص للعلاج في الغابات هو غابة أكاساوا الجميلة في محافظة ناغانو على طريق ساموراي القديم، حيث تعلو بساتين أشجار السرو اليابانية ارتفاع 35 مترًا وهو ماقد تجده في غابة ثورب في نورفولك بإنجلترا، على بعد أميال قليلة من ثيتفورد .
وكانت فورست هوليدايز، التي توفر أماكن الإقامة في كبائن الغابات الفاخرة في 10 مواقع في جميع أنحاء المملكة المتحدة، من بين الأوائل في المملكة المتحدة لتحديد إمكانات تنفيذ هذا الاتجاه. إلى جانب أنشطة الغابات التقليدية التي تقودها بعض الشركات، ويمكن للضيوف والزوار اليوميين في مواقع نورفولك وهامبشاير حجز تجربة الاستجمام بالغابات التي تستغرق ثلاث ساعات.
"إن الأمر لا يمثل تمرينًا تقليديًا، إنه ليس برنامجًا عاديًا"، يشرح الحارس تشارلي، الذي حضر دورة سكنية لمدة ثمانية أيام في فرنسا للتأهل كدليل علاج الغابات، ويضيف "إنه أقرب إلى علاج الذهن"، ويقوم تشارلي بقيادة مجموعات صغيرة إلى مساحة كبيرة في الغابة ويدعو لإغلاق أعينهم وإيقاظ حواسهم، والشعور بالأرض تحت أقدامهم، واستنشاق رائحة الصنوبر والاستماع إلى الريح وهي تتخبط بالأشجار، إن الأمر يشبه اليوجا أو التأملات اللطيفة، وهي مصممة لتهدئة العقل وتعميق الاتصال مع الطبيعة.
وتبلغ تكلفة الإقامة لثلاث ليالٍ في كابينة Forest Holidays Silver Birch مع حوض استحمام ساخن، حيث تبلغ تكلفة النوم لـ 4 أشخاص، 610 جنيهات إسترلينية. يتوفر برنامج Forest Bathing مرتين أسبوعيًا في غابة Thorpe في نورفولك وغابة Blackwood في هامبشاير وتبلغ تكلفتها 30 جنيهًا إسترلينيًا للشخص الواحد (forestholidays.co.uk)
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر