بوخارست وجهة سياحية لتمضية أجازة فيها كل المتعة والجمال

يروي نهر الدانوب البديع طبيعة ساحرة تحبس الأنفاس، وتاريخ يرويه عبق الماضي، وتراث يعود للعصور الوسطى التي مازالت دلائله تقف شامخة في رومانيا بشكل خاص، وفي اوروبا بشكل عام، كل ذلك تجده في مدينة بوخارست العاصمة الرومانية، او "باريس الصغيرة" هكذا كانوا يطلقون عليها في ثلاثينات القرن العشرين قبل أن تخضع للمعسكر الشيوعي. حيث سقطت الشيوعية بسقوط جدار برلين  وعادت بوخارست إلى أحضان أوروبا الليبرالية، لتكون وجهة سياحية يقصدها الكثير، لتمضية أجازة فيها كل المتعة والجمال.

وتنصح صحيفة "ذا تايمز" بزيارة بوخارست وتمضية أجازة نهاية الأسبوع فيها، حيث شوارعها الواسعة وقصورها التي تعود للقرن التاسع عشر التي تجلب إلى الذهن رائحة باريس. كما تختفي منها الكنائس المليئة بالفسيفساء في زوايا تدخرها مشاريع البناء الشيوعية.

تستطيع في كثير من الأحيان انفاق بالكاد أكثر من جنيه استرليني لمشروب نصف لتر، مع وجبة غداء مضاعفة بـ 4 جنيه استرليني، و لا يمكنك أن تنفق أكثر من 1.50 جنيه استرليني على اوبر.

حاول الوصول يوم الجمعة، الأمور تكون هادئة يوم السبت، عندما يتوجه السكان المحليون إلى الجبال. إذا كنت تقيم في فندق هيلتون - وترى أنه يمكن أن يكلفك أقل من 80 جنيه استرليني في الليلة، يمكنك أيضا - اذهب إلى الزاوية الرومانية حيث بوفيه الإفطار توجد الفاصوليا المهروسة والباذنجان المهروس، والشمندر وجبن فيتا مثل تيليما. ثم اذهب إلى ساحة الثورة، حيث ألقى  نيكولاي شاوشيسكو رئيس رومانيا الاسبق في 21 ديسمبر 1989، خطابه الأخير. لم يسير على ما يرام. تم القبض على الدكتاتور وزوجته ايلينا، هربا من طائرة هليكوبتر، بعد أيام، وفي يوم عيد الميلاد، أطلق النار عليهما بالرصاص، وتعد لحظة تاريخية فارقة في القرن العشرين.

اتخذ أول سيارة أجرة مخفضة السعر إلى البرلمان الروماني، لا يمكن أن تفوته نه ثاني أكبر مبنى إداري في العالم، بعد البنتاغون، وبفضل كل الرخام، يعد أثقل ما في العالم. وقد تم بناء غرفه البالغ عددها 1000 غرفة، معلقة على 2800 ثريات، بواسطة 20،000 عامل.

يمكنك القيام بجولة قياسية لمدة ساعة  من المكان الذي استقبل به مايكل جاكسون حشدا كبيرا خلال جولته عام 1992.  احصل على الفندق الخاص بك بالحجز هاتفيا حتى اليوم السابق على موقع  (cic.cdep.ro).

أحد الناجين البارزين من نظام تخطيط مدينة تشاوشيسكو هو دير أنتيم في القرن الثامن عشر (الدخول مجانا). يوجد وراء  كتل سكنية ترجع للثمانينات، انه ملاذ للوحات الجدارية النابضة بالحياة والمنحوتات المعقدة. إذا كان ذلك جميلا جدا، فإن هناك لقطة من الوحشية التي لا تتزعزع تنتظر في جامعة كارول I الوطنية، حيث يصور إفريز من العصر الشيوعي - بشكل انتقائي للغاية - تاريخ رومانيا العسكري. ويحدد سوق المزارعين خطواته في معظم الأيام، مع الخضروات الشعبية في البلاد، والخبز والدهون من نباتات بالينكا.

بعد الظهر يبدو جيدا مثل أي وقت لزيارة أكبر قاعة للبيرة في أوروبا الشرقية. في أبريل، غنت ناتالي إمبروغليا بيراريا، في حانة "Beraria H" على ضفاف بحيرة هيراستراو.

يمكنك زيارة قوس النصر الذي أنهى بناءه عام 1922 ، كأول قوس في بوخارست والمصنوع من تريومف من الخشب والمكرس للجنود الرومانيين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى . في عام 1936 ، أعيد بناؤه من الجرانيت والمصمم من قبل المهندس المعماري بيتري أنتونيسكو بإرتفاع 27 مترا .

والتجول في البلدة القديمة التي تعد واحدة من أقدم المستوطنات في بوخارست، والتي تعود تاريخ الهياكل إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر. على مر الزمن، كانت مقر الامراء الرومانيين، ومركز التجارة، ومكان للعبادة، ومفترق طرق للمسافرين. وتمكنت من البقاء في ثمانينيات من القرن الماضي في مدينة تشاوسيسكو والتي كانت تجتاح خمس المدينة لرؤية العاصمة الاشتراكية الجديدة. وقد تم ترميم الكثير من البلدة القديمة وتجديدها، كما قد تم ترميم المباني التاريخية، إلا أنها لا تزال مميزة بالعقارات الأخرى التي تنتظر عملية تجميلها. التباين يعطي سحر أكثر بكثير مع الممرات المشاة والشوارع المرصوفة بالحصى والمحلات والمسارح والمطاعم والمقاهي.

الموقع: بين كاليا فيكتوريي إلى الغرب ، بوليفاردول براتيانو إلى الشرق ، نهر دامبوفيتا إلى الجنوب ، وريجينا إليزابيتا إلى الشمال.

صباح اليوم الثاني يمكنك الاستمتاع بوجبة الافطار في مطعم "برانش" الذي يقدم قائمة من السجق الألماني والبيض والجبن والبصل الأخضر مع تكاليف تصل إلى 6.50 جنيه استرليني بما في ذلك القهوة.

بعد الظهر اذهب إلى الحانة القديمة في البلدة القديمة، و ستجد الكثير من السكان المحليين يشربون الجعة ويتقاسمون الاطباق المحلية من فيليه لحم الخنزير، سكراتشينغز، والجرذان، والهلام والدهون (£ 8.50). السلطات والحساء، أيضا في (carucubere.ro).

أبرز مبنى في المدينة، على حافة البلدة القديمة، هو قصر CEC، المقر الرئيسي للمصرف المملوك للدولة، حيث جاء العمال، في ظل الشيوعية، لجمع أجورهم. لا يمكنك الذهاب داخل المبنى الذي يعود إلى القرن 19، ولكن من الخارج، مع سقفه القبة الزجاجية، يمكن أن يكون معرضا فنيا باريسيا. اتجه إلى زاوية 180 درجة، وقم بمشي الخطوات إلى المتحف الوطني للتاريخ الروماني.

يوفر فندق أثيني باليس هيلتون راحة رجال الأعمال في ساحة ريفولوتيون، مع بوفيه إفطار رائع ومعدلات جيدة في عطلة نهاية الأسبوع (يبدأ من 78 جنيه استرليني، hilton.com). في البلدة القديمة.