دمشق ـ اليمن اليوم
رحل الباحث الآثاري السوري محمد محفل عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد مسيرة علمية حافلة قضاها في البحث والتأليف والتدريس.وقال مدير عام مديرية الآثار والمتاحف محمود حمود، إن "الراحل الكبير هو أحد قامات سورية العلمية، وأعطى الكثير وتربت على يديه أجيال كثيرة في الجامعات وكان ضليعا في اللغات القديمة ومنها الآرامية والإغريقية واللاتينية وقام بتدريسها في قسم التاريخ في جامعة دمشق، وله الكثير من المؤلفات والأبحاث ونال احترام كل من عرفه".
أقرا أيضًا :القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر التراثية القديمة
وأضاف، "تميّز الفقيد بعمق علمي فريد وتواضع كبير حتى أنه ظل يعطي حتى آخر لحظة من حياته فقبل رحيله بأسبوع ألقى محاضرته الأسبوعية المعتادة في معهد شايو التابع لكلية العمارة في جامعة دمشق، كما كان عضوا في مجلس الآثار ويحضر اجتماعاته الدورية".
سيرته الذاتية
ولد الراحل في حلب عام 1928، وتعلّم وحصل على إجازة في التاريخ عام 1949، وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس عام 1953، أوفدته وزارة المعارف إلى جامعة "السوربون" في فرنسا لنيل الدكتوراه في التاريخ القديم فدرس اللغة والتاريخ الآراميين وانتسب إلى معهد اللوفر لدراسة هذه اللغة، كما درس اللغتين اللاتينية واليونانية ليغادر فرنسا عام 1956 بعدما طلبت منه السلطات الفرنسية ذلك بسبب تأييده الثورة الجزائرية بوجه الاحتلال الفرنسي.
تابع الراحل دراسته في جامعة جنيف في سويسرا، وسجّل أطروحة الدكتوراه في التاريخ القديم بعنوان: "دور الرقيق في انحطاط الإمبراطورية الرومانية"، ومنحته جامعة الدراسات الإسلامية في كراتشي درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
عمل أستاذًا في جامعة دمشق لتدريس اللغات الكلاسيكية والآرامية والتاريخ القديم وأستاذًا زائرًا في جامعة عمان.
أسهم الراحل في تأسيس لجنة كتابة تاريخ العرب وترأس تحرير مجلة "دراسات تاريخية"، كما أشرف على تنظيم ندوات ومؤتمرات سورية وعربية ودولية، وانتخب عام 2008 عضوا في مجمع اللغة العربية، وحاز عام 2012 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة لإنجازاته العلمية المهمة.
وكان من مؤلفاته "تاريخ الرومان"، و"تاريخ اليونان"، و"المدخل إلى اللغة الآرامية"، و"تاريخ العمارة"، و"الدولة والمجتمع في المغرب ودمشق، وغيرها الكثير.
قد يهمك أيضًا :روبرت فيسك يرصد آثار "داعش" المُدمرة وجرائمه في سورية
الجيش العراقي يتقدّم نحو الموصل والقوات الحكومية السورية تستعيد تدمر الأثرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر