بدء عرض رأس مُحنط للمفكر الاجتماعي غريب الأطوار، جيريمي بنثام لأول مرة منذ عقود في جامعة لندن.
وقد كان بنثام معروفا لعاداته غير العادية و فلسفاته الرائدة. كما سيتم اختبار الحمض النووي له لمعرفة ما إذا كان مصابا بالتوحد.
فقد أصر المصلح الاجتماعي غريب الأطوار بنتام قبل وفاته عام 1832، على أن يحتفظ بجسده كـ"رمز تلقائي" ليتم عرضه في الحفلات إذا كان اشتاق إليه أصدقائه.
وتم الاحتفاظ بجسم بنثام في حالة زجاجية في جامعة كاليفورنيا لأكثر من 160 عاما بعد أن تم التبرع بها للجامعة في عام 1850.
ولكن بسبب خطأ في عملية التحنيط، تم قطع رأسه وأبقيت في مكان آمن بعيدا عن العرض بسبب المخاوف من أنه قد يُخيف أفراد الجمهور.
وقد تم إزالة الرأس مرة واحدة فقط كل عام للتحقق من أن الشعر والجلد لا يتساقط. لكنَّه سيظهر الآن في معرض جديد في الجامعة يسمى "ماذا يعني أن يكون الإنسان؟"، الذي يستكشف الموت وعمليات التحنيط.
كما يجري اختبار موضوع دماغه لمعرفة ما إذا كان لديه توحد، وهي نظرية نشأت في عام 2006 عندما اقترح الخبراء أن شخصيته الغريبة كانت مدفوعة بالإصابة بمتلازمة أسبرجر.
وكان الفيلسوف غريب الأطوار بشكل خاص، حيث أطلق على إبريق شاي اسم "ديكي"، وعلى ممسكة عصا المشي "دابل".
وقال سوبهادرا داس، أمين المجموعات في مؤسسة " UCL Culture": "أعتقد أن بنثام قد وافق بالتأكيد على عرض رأسه للجمهور.
هذا ما كان ينويه". كما سمح للعلماء باختبار الحمض النووي لمعرفة ما إذا كان مصابا بالتوحد.
وأوضح داس: "نريد استكشاف ما دفع بنثام للتبرع بجسمه، ولكن أيضا لمواجهة تحديات وضع هذا النوع من المواد في العرض."
وكان بنثام الفيلسوف الرائد و المفكر الاجتماعي في القرن 18 وأوائل القرن 19، وكان من أبرز المنظرين في الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي.
وكان مشهورا بفكرته عن "بانوبتيكون" –وهو مقترح للسجن الذي يمكن فيه مراقبة كل نزيل من قبل حارس في برج مركزي.
كما ساعد على تأسيس أول قوة شرطة في بريطانيا -شرطة نهر التايمز في لندن -في عام 1800.
وعمل بنثام داعية في وقت مبكر لإضفاء الشرعية على زواج المثليين وحقوق المرأة.
وكان ملحدا قويا وعارض دفن المسيحيين، واصفا تعاليم الكنيسة بأنها "هراء".
ولكن بعد وفاته، تمت عملية تحنيط رأسه بطريقة خطأ.
واستخدمت طريقة قديمة مستوحاة من الممارسات الأصلية في نيوزيلندا، والتي تنطوي على استخدام مضخة الهواء وحمض الكبريتيك في "سحب" السوائل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر