آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تلقّى تهديدات بالقتل من "داعش" واستدعي للخدمة العسكرية لكنَّه تمكّن من الهرب

راقص الباليه أحمد جودة ينجو من الحرب السوريَّة وينتقل إلى أمستردام

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- راقص الباليه أحمد جودة ينجو من الحرب السوريَّة وينتقل إلى أمستردام

راقص الباليه الفلسطيني أحمد جودة
أمستردام ـ عادل سلامة

قبل عام ونصف العام، كان راقص الباليه الفلسطيني أحمد جودة يعطي دروس الرقص للأطفال اليتامى في دمشق التي مزقتها الحرب. بينما هو الآن قد ظهر لأول مرة على مسرح الباليه الوطني الهولندي حيث يدرس في أكاديمية الباليه في أمستردام. يتحدث جودة عن رحلة وصوله الى حلمه الذي بدا في يوم من الايام صعب المنال، ويقول "استغرق الأمر مني شهرًا كي استوعب أنني  حقا في أمستردام، ما زلت لا أستطيع التصديق.راقص الباليه أحمد جودة ينجو من الحرب السوريَّة وينتقل إلى أمستردام

لسنوات، وبعدما اشتعلت الحرب من حوله، حاول جودة - الفلسطيني المقيم في سورية - تغطية نفقاتهم عن طريق تدريس الباليه للأطفال، وتلقى تهديدات بالقتل من "داعش". وعندما وصله استدعاؤه للقيام بالخدمة العسكرية لثلاث سنوات، بدأ الراقص البالغ من العمر 26 عامًا بالإعتقاد بأن تلك هي  نهاية الحلم الذي  مهّد له منذ الطفولة مرحلة الطفولة.

لكن حياته تغيرت جذريًا في أغسطس/آب 2016 عندما قدَّم الصحفي الهولندي فيلمًا وثائقيًا عنه. ظهر جودة أمام الكاميرا وهو يرقص على الأنقاض التي كانت يومًا مخيم للاجئين الفلسطينيين والمسمي بمخيم "اليرموك"، حيث تربى. وقال لقد رقصت في مكان تحلق فيه أرواح خمسة من أفراد الأسرة الذين قتلوا هناك'.

بعد ذلك بوقت قصير تم تصويره وهو يرقص في المسرح الروماني القديم تدمر – وهو "الموقع الذي شهد قبل بضعة أشهر، الإعدامات الجماعية التي نفذتها داعش". وقال جودة إن الرقص في مسرح تدمر كان أسلوبي في محاربة "داعش". كنت أقول لهم، يمكنكم أن تسلبونا الحياة لكنكم لن تستطيعوا منعنا من الرقص.

عندما تمَّ عرض الفيلم الوثائقي على شاشة التلفزيون الهولندي، جذب جودة انتباه تيد براندسون، المدير الفني لفرقة الباليه الوطنية الهولندية. فقرر على الفور انشاء صندوق يسمى "الرقص من أجل السلام" لتمكين جودة من المجيء إلى هولندا للرقص والدراسة.راقص الباليه أحمد جودة ينجو من الحرب السوريَّة وينتقل إلى أمستردام

وقال براندسون: "قصته أثرت فيَّ بعمق، أعجبت بقوة ارادته للذهاب والرقص، على الرغم من المخاطر والتهديدات". في نهاية الفيلم الوثائقي عندما قال انه سيتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية، شعرت أنني يجب أن أفعل شيئا من أجله. وفي صباح يوم الاثنين جئت الى المكتب وقلت لمدير عملنا: علينا مساعدة هذه الراقص السوري كي يستطيع المجئ إلى أمستردام. وقال "فكرة عظيمة!"

لم يكافح جودة فقط من أجل البقاء على قيد الحياة خلال الحرب السورية، إلا أنه خاض أيضًا حربًا صعبة، لتحقيق حلمه. لم يكن والده يسمح له بالرقص كما يقول. وقال انه من العار أن أرقص الباليه، وكان يريد منه أن يدرس اللغة الإنجليزية أو الطب. فاضطر الى تعلم الرقص سرًا. عندما عرف والده كان يضربه بعصا خشبية. اعتاد أن يضربني ويؤذي ساقي بشدة، لم أتمكن من الرقص لعدة أيام. ولكني لم استسلم وقلت الرقص أو الموت ".

كتب جودة تلك العبارة في وشم على رقبته عندما تلقى تهديدات بالقتل من قبل داعش. وقال إن الرقص يمنحه الشعور بالحرية. ويقول جودة "كوني لاجئًا فلسطينيًا، ولدت في المخيم، شعرت دائما أنني أدنى من الآخرين. ولكن عندما أرقص، أشعر وكأني ملك. عندما كان عمره 17 عاما، طرده والده خارج المنزل وطلق والدته لأنها دعمته. ومع ذلك، واصل جودة تعليمه في مسرح الرقص والمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. استغرق الأمر منه سبع سنوات بدلا من أربع كي يتخرج. لم يكن من الممكن العمل والدراسة في نفس الوقت. لذلك اضطررت للعمل كراقص ومدرّس لمدة سنة ومن ثم الدراسة للعام المقبل، وهكذا حتى تخرجت.

حالفه الحظ عام 2014 عندما دعي للانضمام إلى النسخة العربية من برنامج "سو يو ثينك يو كان دانس" في لبنان. ويقول وصلت الى الدور نصف النهائي. ولكن بعد ذلك قيل لي أنني لن أتمكن من الفوز، لأني كفلسطيني ليس لدي جنسية. وكان ذلك ضربة قاسية. ولكن كان لي جمهور وأحبني الناس. بعد ذلك طُلب مني القيام بسلسلة من تصميم الرقصات لمهرجانات الرقص في دار الأوبرا في سورية".

وفي الوقت الذي قدَّم الفيلم الوثائقي، كان عمل جودة لكسب العيش كمدرس للرقص. في وقت فراغه كان يعلّم أيتام الحرب والأطفال الذين يعانون من "متلازمة داون" مجانًا. ويضيف بعد ذلك وصلتني هذه الدعوة للحضور إلى أمستردام،. قلت لأمي: لن، أستطيع أن أتركك. فأجابت: كنت سوف تتركني على أية حال. إما أنك سوف تذهب إلى الجيش، أو أنك سوف تذهب إلى أمستردام. فمن الأفضل لك أن تتبع أحلامك. ''

في الآونة الأخيرة، زار جودة والده، الذي يعيش في مركز طالبي اللجوء في ألمانيا. وكان لم يراه منذ 11 عامًا. لقد كرهت والدي بسبب ما فعله. لكني الأن أردت أن أبدأ حياة جديدة بدون كراهية. لم يكن اللقاء سهلاً، في الحقيقة لم أشعر أنه والدي وانني مفتقده، أحضرت له عود هدية، لانه كان يحب ان يعزف في الماضي، وكأنني أقول له، أنك حاولت أبعادي عن الفن وانا اقدمه لك.

جودة الآن يضع كل طاقته في دراسته، كما يقول. "أريد أن أثبت بأنني أستحق الفرصة التي حصلت عليها. مسؤولية ضخمة. أفعل قصارى جهدي. لا وقت لفعل أي شيء الا الرقص. لأنني الأمل الوحيد لطلابي ولعائلتي في سورية، الذين يقولون أن الأخبار الجيدة الوحيدة التي يسمعونها هي أخباري.

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راقص الباليه أحمد جودة ينجو من الحرب السوريَّة وينتقل إلى أمستردام راقص الباليه أحمد جودة ينجو من الحرب السوريَّة وينتقل إلى أمستردام



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen