لندن ـ كاتيا حداد
وجدت دراسة جديدة أن الحساسية ضد المكسرات أمر مبالغ فيه، نظرًا لأن العديد من اختبارات الدم والجلد لا يمكن الاعتماد عليها، فقد ثبت أن وجود رد فعل تحسسي قوي لنوع واحد من المكسرات، قد لا يعني أنه من الضروري التخلي عن جميع المكسرات، كما وجد الباحثون، ومن بين الناس الذين لديهم حساسية من نوع واحد من المكسرات، 50 في المئة منهم مرورًا بتحدي الغذاء عن طريق الفم، حيث تناولوا غير الجوز من المكسرات دون رد فعل.
ويشمل التحدي الغذائي عن طريق الفم تناول قطعة صغيرة من الجوز بأمان في بيئة طبية خاضعة للرقابة، ونظرت الدراسة الحساسية للمكسرات الأخرى مثل اللوز والكاجو والجوز والبندق، وقال مؤلف الدراسة الدكتور كريستوفر كاوتش من كلية الطب في جامعة ميشيغان: "في كثير من الأحيان، يقال للناس أنهم يعانون من حساسية من المكسرات على أساس اختبار الدم أو وخز الجلد، وإنهم يأخذون النتائج بالقيمة الإسمية ويتوقفون عن تناول جميع المكسرات، عندما قد لا تكون في الواقع لديهم حساسية، وقد فحصنا سجلات 109 شخصًا معروف أن لديهم حساسية من الجوز".
وأضاف: "تم اختبار حساسيتهم لمكسرات أخرى لم يأكلوها قبل استخدام اختبارات الدم أو وخز الجلد، على الرغم من إظهار حساسية للمكسرات الإضافية، أكثر من 50 في المئة من أولئك الذين تم اختبارهم لم يكن لديهم رد فعل في تحدي الغذاء عن طريق الفم"، وخلال تحدي تناول الطعام عن طريق الفم، المريض يأكل كميات صغيرة من الطعام مع زيادة الجرعات على مدى فترة من الزمن، تليها بضع ساعات من المراقبة لمعرفة ما إذا كان لديهم رد فعل.
وأوضح الكاتب أن تحدي الطعام عن طريق الفم يجب أن يتم فقط تحت رعاية أخصائي طبي، وليس شيئا يجري تجربته في المنزل بمفردك لأنه يمكن أن يؤدي إلى رد فعل شديد ومهدد للحياة، وقال المؤلف المشارك الدكتور ماثيو غرينهاوت: "الدراسات السابقة اقترحت أن الناس ذوي الحساسية ضد الجوز، وكذلك أولئك الذين يعانون من حساسية الفول السوداني، كانوا في خطر من الحساسية لمكسرات شجرات متعددة، ووجدنا حتى أن اختبار الجلد أو اختبار حساسية الدم، ليس كافيًا في حد ذاته من أجل التشخيص الدقيق لحساسية الجوز، إذا كان الشخص لم يأكل أبدًا الجوز، ولا ينبغي تشخيص حساسية الجوز إلا إذا كان هناك اختبار إيجابي أو تاريخ تطور للأعراض بعد تناول الجوز".
وأضاف الدكتور غرينهاوت: "إن تجنب كل من الفول السوداني وباقي المكسرات بسبب حساسية واحدة ضد الجوز قد لا يكون ضروريًا"، وقالت رئيسة الخدمات السريرية في شركة الحساسية البريطانية أمينا وارنر، إن تحديات الطعام عن طريق الفم كانت "المعيار الذهبي" لاختبار الحساسية، ولكنها ليست متاحة دائمًا، وأوضح المتحدث باسم الجمعية البريطانية للعلم الدكتور طارق الشنواني: "نصيحة عامة جيدة هي أنه إذا كنت تتناول الطعام وتتحمل بعض المكسرات، ثم لا تبدأ في تجنبها، تجنب المكسرات التي تزيد في الواقع من خطر الحساسية لهذه المكسرات أيضًا"، ويمكن تقديم اختبار التحدي الغذائي الرسمي باستخدام البروتوكولات المعمول بها في بيئة المستشفى، ومع ذلك، حتى اختبار تحدي الغذاء في المستشفى يحمل خطرًا، ولا يتم تنفيذه إلا إذا كان هناك شعور بأن هناك توقع معقول عند الخضوع للاختبار".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر