لندن ـ ماريا طبراني
أثبت باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية من خلال التجارب على الفئران أنه يمكن التلاعب بالخلايا والقضاء على البروتينات الزائدة التي تسبب أعراض المرض المدمر، وقام الباحثون بذلك عن طريق تجويع الفئران وخضوعهم لفترة صوم، مما جعل الخلايا المتأثرة بالمرض تبدأ في إعادة تدوير البروتينات القاتلة، وأكّد الدكتور المشارك في الدراسة، دايل مارتن، أنّه متفائل بشأن الآثار نتائج أبحاثهم الجديدة، مؤكدًا على أنّ هناك حاجة لمزيد من الدراسات، وموضحًا أنّه "ربما شيء بسيط مثل الجدول الغذائي المعدل يمكن أن يوفر بعض الفوائد للمرضى ويمكن أن يكون مكملا لبعض العلاجات الموجودة حاليا في التجارب الحية".
ومرض هنتنغتون هو اضطراب وراثي تقدمي مرتبط بحركات لا يمكن السيطرة عليها ، ومشاكل عاطفية ومشكلات في التخاطب وتحدث هذه الأعراض بسبب تراكم بروتينات هنتنغين "mHTT"، التي تلعب دورا هاما في صحة الخلايا العصبية في الدماغ، وهذا هو الجانب من المرض الذي استطاع الباحثون استغلاله في تجاربهم على الفئران، ووجد العلماء أنه يمكنهم تحفيز عملية تسمى "البلعمة الذاتية" في الفئران بتجويعهم لمدة ست ساعات مرة واحدة في اليوم، وتصف عملية البلعمة الذاتية بأنها عملية تبدأ فيها الخلايا بإعادة تدوير البروتينات خلال الفترات التي لا يأكل فيها المريض.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور داجمار ايرهنوفر، الذي كان يعمل طبيبًا في مركز "يو بي سي" للطب الجزيئي والعلاجي : "نعرف أن جوانب محددة من الالتهام الذاتي لا تعمل بشكل صحيح لدى مرضى هنتنغتون، ولكن تشير نتائجنا إلى أنه على الأقل في تجاربنا على الفئران ، عند تعرّضهم للصيام ، أو تناول الطعام في أوقات محددة للغاية دون تناول وجبات خفيفة بين الوجبات، يبدأ الجسم في الوصول لآلية بديلة، لا تزال تعمل بطريقة تلقائية والتي يمكن أن تساعد على خفض مستويات بروتين هنتنغين في الدماغ".
ويمنع تدمير هذه البروتينات، الأعراض المنهكة لمرض هنتنغتون من التطور. وإذا كان الأمر كذلك ، فإنه يشير إلى طريقة جديدة محتملة لعلاج مرض هنتنغتون إلى جانب مهاجمة جينات المرض ، والتي كانت النهج التقليدي حتى الآن، وستحاول الأبحاث في المستقبل إعادة اختبار هذه النتائج على البشر، وربما سيكون ذلك صعباً، حيث يتصرف مرض هنتنغتون بشكل مختلف في أجسام الفئران مقارنة بالبشر، لكن التغلب على هذه العقبة الثانوية سيجعل العلاج أسهل لاستهداف الخلايا البشرية المتأثرة بالمرض.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر