ستوكهولم ـ منى المصري
اكتشف باحثون أستراليون، نوعًا جديدًا من مرض السيلان مقاوم للمضادات الحيوية، ما يصعب الشفاء منه، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن العلماء وجدوا ولأول مرة كيف أن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الشائعة يمكنها التغلب على جهاز المناعة في الجسم، إذ
يمكن أن يؤدي الاكتشاف الجديد إلى تطوير علاج جديد لقتل البكتريا، التي أصبحت بسرعة مقاومة للمضادات الحيوية في الفترة الأخيرة.
وسجلت المملكة المتحدة لأول مرة سلالة من مرض السيلان وصفت بأنها "الأسوأ في العالم" في وقت سابق من هذا الأسبوع، وحذر مسؤولو الصحة من أن النوعين الأكثر شيوعًا من المضادات الحيوية المعطاة للمرضى المصابين بمرض السيلان لم يتمكنوا من القضاء على المرض المنقول بالاتصال الجنسي.
وأشارت الـ"ديلي ميل" إلى أن الرجل المصاب بالمرض الأخطر في العالم كان له شريكة يمارس معها الجنس بشكل منتظم في المملكة المتحدة، لكنه التقط العدوى بعد لقاء جنسي مع امرأة في جنوب شرق آسيا، وذكرت هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن هذه هي المرة الأولى التي لا يمكن فيها شفاء العدوى باستخدام الخيارات الأولى من المضادات الحيوية.
وأعلنت الصحة العامة في إنجلترا أنها أول حالة مسجلة للأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي مقاومة لدواء السيفترياكسون والأزيثروميسين، وتقدم أبحاث جديدة، يشرف عليها باحثو جامعة موناش، أملًا في الشفاء وسط طفرة في حالات السيلان المقاومة للمضادات الحيوية، إذ اكتشف العلماء مرض السيلان الفائق، والذي يمكن أن يصيب النساء بالعقم إذا لم يعالج، ما يجعل خلايا المناعة في الجسم تموت.
وقال الدكتور توماس نادرير، المشرف الرئيسي على الدراسة، إن أبحاثهم توفر فهمًا جديدًا للآلية التي تعمل بها بكتيريا السيلان المسببة لموت خلايا الجهاز المناعي، وأضاف "قد يؤدي هذا إلى إستراتيجيات لمكافحة عدوى السيلان وأعراضه"، ونظرت الدراسة في بكتريا السيلان الجديد، ووجدت أنها تخلق حويصلات صغيرة مرتبطة بغشاء للهجوم على الخلايا المناعية. ورأى العلماء هذه الحويصلات التي تؤدي إلى موت الخلايا الهامة التي تقتل عادة الغزاة مثل البكتيريا، وبدونها، يمكن لمرض السيلان أن يزدهر، حسبما أوضح الباحثون في مجلة PLOS Pathogens العلمية.
ويذكر أن السيلان، وهو المرض الذي يُشار إليه أحيانًا باسم 'قرقعة' ، يسبب النزف أو الألم عند التبول. وهو من أعراض المرض لدى الكثير من المرضى، يعد ثالث أكثر الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي شيوعًا في المملكة المتحدة، وبدأت المخاوف بشأن النوع الفائق من المرض عندما اجتاحت بريطانيا في عام 2016 ، مع تأكيد الحالات في لندن وويست يوركشاير وويست ميدلاندز والشمال الشرقي، لكن هذه الحالات اشتملت شكل من أشكال مرض السيلان، حيث لم يكن بوسع أحد العلاجات سوى تناول دورة واحدة من الأقراص، من المضاد الحيوي أزيثروميسين.
ولكن تم تطور الحالة حيث لا يمكن معالجة المريض البريطاني، الذي تم حجب اسمه وموقعه من قبل مسؤولي الصحة، بالمضاد الحيوي أو سيفترياكسون، وهذا يعني أنه يحتاج الآن إلى حقن يومية بشكل آخر من المضادات الحيوية، وهو أقل استخدامًا، ويجري مراقبته عن كثب من قبل مسؤولي الصحة.
وكانت الطبيبة سالي ديفيز قد حذرت سابقًا من أن مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدًا مثل الإرهاب، والخوف هو أن المزيد من المضادات الحيوية، بما في ذلك العديد من العقاقير الأخيرة، سيتم التغلب عليها من قبل مرض السيلان الفائقة لأنه يتطور بسرعة، وتوفر الدراسة الجديدة آمالًا لحلول بديلة، قد تفتح الطريق للعلاجات التي تمنح النظام المناعي القدرة على السيطرة على البكتريا وقتلها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر