يعتقد كثيرون أنَّ تناول الأغذية الغنية بالبروتين هي مفتاح التمتع بالصحة والرشاقة والمحافظة على قوة الجسم، الأمر الذي دفع المسوقين إلى ابتكار منتجات تدعي وجود نسب عالية من هذه المادة فيها.
ومع ارتفاع نسبة البدانة في العالم وسعي الجميع لبناء العضلات، ارتفع استهلاك البروتين عالميًا، علمَّا أنَّ خبراء الصحة ينصحون بأنَّ الإنسان البالغ يحتاج إلى 0.75 غراما يوميًا من البروتين مقابل كل كيلو من وزن الجسم، في حين أنَّ استهلاك البروتين في بريطانيا مثلًا يفوق المتوسط المطلوب الطبيعي بنسبة 39 في المائة.
وقال أخصائي التغذية جيمس كولينز "إنَّ البروتينات مهمة في بناء أجسامنا وتقوية وإصلاح العضلات والعظام والأعضاء الرئيسية، فضلًا عن كونه عنصرًا مهمًا في تشكيل الأنزيمات والهرمونات وتعزيز المناعة ضد الفيروسات".
وتنتج البروتينات بشكل طبيعي من قبل الجسم، في حين تؤخذ تسعة أنواع منها عبر الأغذية مثل اللحوم والأسماك والأجبان والكينوا والمكسرات والبقوليات.
وقال دراسة خاصة بشركة الأبحاث "مينتل":"يميل المستهلكون البريطانيون إلى إضافة المزيد من البروتينات إلى نمطهم الغذائي، مما يجعل شركات الأغذية التي تقدم منتجات غنية بالبروتين تحقق ارتفاعًا كبيرًا في مبيعاتها".
اقرأ أيضا:
مادة كيميائية في مسحوق الكاري تقاوم الأورام السرطانية
وأشارت أخصائية التغذية صوفي مدلين إلى أن تنامي الإقبال على البروتين مرّده الاعتقاد الخاطئ بأن تناول الأغذية الغنية به لا يزيد الوزن، في حين أن الحقيقة تقول بتعادل السعرات الحرارية لكل غرام بالنسبة للكربوهيدرات والبروتين.
وحذرت مدلين من خطورة دور وسائل التواصل الاجتماعي على الجيل الشاب عندما يتعلق الأمر بالتغذية، إذ يقدم كثير من المؤثرين الذين لا تتوفر لديهم معلومات تغذية صحية، نصائح أو حميات خطيرة يقتدي بها الآلاف.
أضرار البروتين
وللمبالغة في تناول البروتين أضرار على الجسم وخصوصًا الكلى، التي تتولى مهمة تكسير الفائض منها، كما أنَّ دراسات حديثة أشارت إلى خطورة الإكثار من أكل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم، التي يُروج لها كمصدر للبروتين، كونها تسبب أمراضًا خطيرة مثل السرطان والأزمات القلبية.
وخلافًا لما يظنه كثيرون حقيقة مسلم بها، فإنَّ الفائض من البروتين يتحول إلى دهون وليس لعضلات، بنفس الطريقة التي يتخلص بها الجسد من فائض الكربوهيدرات.
وجدت دراسة أجرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية عام 2010، أن المزاعم بأن بروتين مصل اللبن يعزز كتلة العضلات لا أساس لها من الصحة.
وتنصح مدلين من يود الحصول على أعلى نسبة ممكنة من البروتين اللجوء إلى البروتينات النباتية المتوفرة في البقوليات كالفول مثلا، مشددة على أن كبار السن هم من في أمس الحاجة للبروتين إذ تقل الكتلة العضلية لديهم مع تقدمهم في العمر.
وقد يهمك أيضا :
دراسة جديدة تؤكد أن أدوية الحموضة قد تفاقم حدة أمراض الكبد
التوصل إلى “جين رئيسي” لعلاج أمراض الكبد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر