لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن النساء اللاتي تعرضن لاعتداءات جنسية أو مضايقات أكثر عرضة للمعاناة من قلة النوم والقلق وارتفاع ضغط الدم وأعراض الاكتئاب، في حين أن الدراسة لا يمكن أن تثبت أن الأحداث وراء الاحتمال الأكبر لمثل هذه المشاكل الصحية.
وقالت البروفيسورة ريبيكا ثورستون، وهي أوّل مؤلفة للدراسة من جامعة بيتسبرغ إن "التعرض للتحرش الجنسي أو الاعتداء لا يؤثر فقط على على جودة حياتك وأدائك الاجتماعي وأدائك الوظيفي، لكن أيضًا على صحتك العقلية والجسدية".
وحللت الدراسة التي نشرت في دورية "جامع الطب الباطني" مقابلات مع 304 نساء من بتسبيرغ تتراوح أعمارهن بين 40 و60 عاما بشأن تجاربهن في التحرش الجنسي والاعتداء، وتم قياس ارتفاع الوزن وضغط الدم لدى النساء، في حين تمت ملاحظة علامات الاكتئاب والقلق ومشاكل النوم عن طريق فحص الاستبيانات.
وتكشف النتائج أن 19٪ من النساء تعرضن للتحرش الجنسي في العمل، في حين أن 22٪ عانين من الاعتداء الجنسي في مرحلة ما، والأرقام التي يقول الفريق إنها أقل من تلك الموجودة في جميع أنحاء البلاد، ربما لأن الباحثين استبعدوا النساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية مختلفة مثل التدخين، وبعد أخذ العوامل بما في ذلك السن والأدوية بعين الاعتبار، وجد الباحثون أن النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي كان لديهن أربعة أضعاف احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأكثر من ضعف احتمالات اضطرابات النوم، كما كان لدى أولئك الذين عانوا من الاعتداء الجنسي فرصة أكبر للأرق بنسبة أكبر بأربعة أضعاف معدل النساء اللاتي لم يتعرضن للاعتداء الجنسي، وكانوا أكثر عرضة لأعراض القلق والاكتئاب.
تأتي هذه النتائج بعد أشهر قليلة من دراسة أخرى أظهرت أن أربعا من بين كل خمس بنات مراهقات يتعرضن لاعتداء جنسي تبين أنهن يعانين من مشاكل نفسية في الأشهر التالية، وقالت جيمما أولشويسكي، الرئيس التنفيذي لجدول الأعمال، وهو تحالف من الجمعيات الخيرية العاملة مع النساء والفتيات الضعيفات، إن المجتمع أصبح أكثر إدراكا لانتشار المضايقات والإساءات ضد النساء في أعقاب حركة #MeToo، لكن تداعيات مثل هذه التجارب لا تزال قادرة على وضع تقدير كامل، وقالت: "غالبا ما يتم تجاهل التأثير الدائم الذي يتركه على صحة المرأة العقلية، حيث يُطلب من النساء التماسك أو التغلب عليه".
وقال أولشويسكي "إنه يجب سؤال جميع النساء اللاتي يطلبن المساعدة في قضايا الصحة العقلية بشأن ما إذا كن قد تعرضن لإساءة المعاملة أو العنف، وتقديم الدعم لهن. هذا البحث يعطي المزيد من الأدلة على تأثير العنف وسوء المعاملة على الصحة العقلية للمرأة"، وأضافت: "لكن خدمات الصحة العقلية غالبا ما تفشل في إدراك هذه الصلة، أو حتى سؤال النساء عن تجاربهن من الإساءة"، وفي منشور ثانٍ في المجلة، أفاد باحثون في ألمانيا عن دراسة بشأن سوء السلوك الجنسي التي عاشها الأطباء والمتخصصون والجراحون في مستشفى كبير في برلين في عام 2015، ووجد الفريق جميع الأشخاص الأربعة الذين تم تحديدهم كمتحوّلين جنسيا أو ثنائيي الجنس أو غير عاديين، وأفادوا بأنهم تعرضوا لسوء السلوك الجنسي، في حين أظهرت نتائج 737 من الرجال والنساء أن ما يزيد قليلا على 76٪ من النساء ونحو 62٪ من الرجال لديهم مثل هذه التجارب، وأن معظم الجناة هم زملاء.
وقالت سابين أورتيل بريجيون من المركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا والتي شاركت في إعداد التقرير، إن الفريق شجع الرجال والنساء على حد سواء للمشاركة، وإن الدراسة أجريت قبل حركة #MeToo، لكنها قالت إن الدراسة تكشف أن التحرش الجنسي يمكن أن يؤثر على أي شخص في مكان العمل ويمكن أن يؤثر على قدرة الأفراد على العمل، وأضافت "إنها قضية تنظيمية وثقافية تجب معالجتها على نحو كبير وواسع".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر