واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة جديدة أنّ المراهقين يمرون بأفضل الأوقات لتعلم مهارة جديدة، فقد اكتشف العلماء زيادة نشاط بمنطقة من الدماغ تسمى الجسم المخطط لدى الذين تتراوح أعمارهم بين 17-20 سنة من العمر، مما يعزّز الطريقة التي يتعلمون بها من التغذية المرتدة، وتشير النتائج إلى أن مرحلة المراهقة هي مرحلة حياتية فريدة من نوعها لزيادة أداء التغذية المرتدة، وأظهرت الدراسات السابقة أن زيادة النشاط في منطقة الجسم المخطط يزيد من روح المخاطرة لدى المراهقين، ولكن في الدراسة الجديدة، بيّن باحثون من جامعة ليدن في هولندا أن هناك أيضا جانبا إيجابيا لهذه الحساسية.
ودرس الباحثون حالة أكثر من 230 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين ثمانية إلى 25 عامًا، أكمل كل مشارك مهمة تعلم بالتغذية الراجعة، حيث تم مكافأة الأداء الجيّد بتقديم ردود فعل إيجابية، خلال هذه المهمة، خضع المشاركون للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لتحليل نشاط الدماغ, تم تحليل كل مشارك 3 مرات، وأظهرت النتائج أن النشاط في الجسم المخطط استجاب للتغذية المرتدة، وأن هذه الاستجابة كانت أقوى بين الذين تتراوح أعمارهم 17-20, وكلما كان الفرد أكثر حساسية لردود الفعل أثناء التعلّم، كلما كان أداءه التعليمي الحالي والمستقبلي أفضل.
وكتب الباحثون في الدراسة التي نشرت في ناتشر، بقيادة الدكتور سابين بييترز، أنّ "النتائج المعروضة هنا تظهر أن النشاط المخططي الذي يشير إلى الحساسية المتزايدة لإشارات التعلم يصل ذروته في مرحلة المراهقة المتأخرة، وأن النشاط المعزز يمكنه التنبؤ بمستقبل أفضل ومستقبل أداء تعلم أفضل كذلك ".
وتظهر النتائج مجتمعة أن زيادة الحساسية للمكافأة التي ترتبط عادة بالسلوكيات السلبية في مرحلة المراهقة يمكن أيضا أن تفيد إيجابيا، ويمكن أن تستفيد بالفعل من التعلم، وأضاف الباحثون أنّ "السؤال المهم المتبقي هو كيف يرتبط الجسم المخطط بمناطق الدماغ الأخرى لدعم أداء التعلم المعزز." ويخطط الفريق حاليا لإجراء دراسات متابعة للتحقيق في ذلك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر