آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بدأ رحلة بحثه عنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي

مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا

مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا
القاهرة - اليمن اليوم

اللحظات التي سبقت لقاء الشاب اليمني محمد ماريش بمدرسه المصري، الذي انتهت إعارته لليمن منذ أكثر من 30 عاماً، كانت أشبه بقطرات مطر صيفية ناعمة تلهب مشاعره التي تنافس حرارة شمس الظهيرة، بالعاصمة المصرية في يونيو (حزيران) الجاري، وتبارك عبارات الترحيب والود والامتنان التي أعدها سلفاً بسبب الارتباك؛ لكنها سرعان ما تحولت إلى أمطار رعدية غزيرة على سلاسل الجبال في قريته اليمنية، عندما لمح أستاذه قادماً متكئاً على عصاه.

مشهد قدوم المعلم المصري من بعيد، نقل ماريش على حين غرّة من واقعه الحالي كصحافي يبلغ من العمر 40 عاماً، ليعيده طفلاً في عامه العاشر، يجلس في فناء المدرسة بقريته، بينما أستاذه يمسك بعصاه القصيرة التي يحملها معه طوال الوقت.
في عام 1985، انتقل المدرس المصري الشاب محمد عبد النعيم الكومي للعمل بمدرسة «ابن خلدون» بمنطقة الصفة (200 كيلومتر جنوب العاصمة اليمنية صنعاء)؛ حيث كان يقوم بتدريس جميع المواد الدراسية للمرحلة الابتدائية، وتأثر بالحياة اليمنية لدرجة أنه كان يرتدي الزي اليمني طوال فترة عمله حتى عام 1990. وتعلق بتلاميذه إلى حد أنه عندما عاد إلى قريته بمحافظة سوهاج (جنوب مصر) أطلق على أول أبنائه اسم «نشوان» (اسم أحد تلاميذه بالمدرسة).
رحلة المدرس المصري للبحث عن تلاميذه اليمنيين بدأت قبل بضعة أشهر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تمكن من التواصل مع عدد منهم يعيشون في دول كثيرة بسبب الحرب، وتوالت الاتصالات إلى أن حقق أمنيته بلقاء الذين يعيشون في القاهرة.
المدرس المصري محمد عبد النعيم الكومي (61 عاماً)، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قضيت أجمل سنوات عمري في اليمن، وأحببت الحياة هناك، وتعلقت بتلاميذي حتى أني أطلقت اسم أحد تلاميذي على نجلي الكبير، ومع بداية الانقلاب الحوثي كنت قلقاً عليهم جداً». ويضيف: «بدأت منذ فترة البحث عنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخبرني بعض الشبان الذين يجيدون التعامل مع الإنترنت، أنه يمكنني أن أبحث عن المدرسة على موقع (فيسبوك) أو مجموعات خاصة بالتلاميذ، وبالفعل تمكنت من التواصل مع مجموعة من تلاميذي، وأرسلت لهم صورنا معاً في اليمن، وفوجئت بأنهم جميعاً يتذكرونني جيداً، ولمست سعادتهم بالتواصل الذي أدى إلى وصولي إلى مجموعات أخرى من التلاميذ».
تمكن الكومي من التواصل مع بعض تلاميذه الذين يعيشون في القاهرة، وحصل على أرقام هواتفهم، وكانت سعادته لا توصف لدرجة أنه سافر من محافظة سوهاج إلى القاهرة مسافة 600 كيلومتر للقائهم. كما عرف خلال الاتصالات مع تلاميذه أن مدير المدرسة الشيخ عبد الحكيم بن يحيي، يجري عملية جراحية بمستشفى «قصر العيني»، فقام بزيارته والتقى عنده بعض تلاميذه أيضاً، وبينهم نشوان، نجل المدير.
اللقاءات التي تأتي دوماً بعد فترة كبيرة من الفراق والبعد، تكون استثنائية ومليئة بالمشاعر المتناقضة. الصحافي اليمني محمد ماريش، روى لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل لقائه بمعلمه في القاهرة، قائلاً: «انتابني كثير من المشاعر الفياضة التي تحولت إلى بكاء متواصل من كثرة الفرح، وظللت أعانق معلمي بشكل متواصل، كأنني أتعلق بملابسه كما كنت أفعل في صغري، وعندما جلسنا ظللت فترة طويلة غير قادر على الحديث من هيبة الموقف، وظللت أنظر إلى عصاه التي ذكرتني بواحدة تشبهها؛ لكنها كانت أقصر قليلاً؛ حيث كان يحملها معه دائماً ويلوح بها خلال شرح الدروس».
ويضيف ماريش: «قبل أن يتصل بي أستاذي هاتفياً في مصر، كنت قد تلقيت اتصالاً من شقيقتي الكبرى التي ما زالت تعيش في اليمن، وقد كانت أيضاً تلميذة بالمدرسة نفسها، وأخبرتني أن مدرسنا المصري تواصل معها عبر صفحتها على موقع (فيسبوك) وطلب رقم هاتفي عندما علم أنني أعيش في القاهرة، وبعد أن تحدثنا هاتفياً فوجئت به يبلغني أنه قادم إلى القاهرة».
ويلفت: «عرضت عليه ذهابي إلى صعيد مصر، لرؤيته هناك، حتى لا يتأذى من مشقة السفر؛ لكنه أصر على المجيء للقاهرة بنفسه، وتقابلنا عدة مرات بها، استعدنا فيها الذكريات الجميلة التي عشناها سوياً، وكلما تحدثنا أجدني أعود إلى طفولتي، وأتذكر كثيراً من قصص الصغر التي كنت أعتقد أنني نسيتها، وخصوصاً ذكريات الدراسة والأصدقاء، ولا يمكنني أن أنسى أنني مدين لأستاذي بكل ما تعلمته في طفولتي».

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

جامعة بريطانية تُؤكِّد أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي لا تضر بـ"المراهقين"

دانا مارديني تكذب إحدى الصحف عبر مواقع التواصل الاجتماعي

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا مدرس مصري يعثر على تلاميذه اليمنيين بعد 30 عامًا



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي

GMT 17:32 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

مسؤول يمني يتوقع اتفاقاً مع الحوثيين حول الأسرى خلال أيام

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ورشة عمل حول تطوير التعليم العالى في جامعة الفيوم

GMT 11:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "بايكال" تشهد انخفاضًا كبيرًا في الأرصدة السمكية

GMT 13:15 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حامل اللقب واريورز يخسر مباراة القمة أمام رابتورز
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen