صنعاء - اليمن اليوم
استهجان وردود أفعال واسعة عقب إصدار مليشيا الحوثي قرارًا بعدم قبول أي بحث لرسالة ماجستير أو دكتوراه قبل عرضها على المشرف الذي تم تعيينه مؤخرًا.القرار أكد على عدم تمرير أي عنوان رسالة بحثية قبل أن يتم اعتمادها من "مستشار رئيس جامعة صنعاء للشؤون الثقافية"، وهي تسمية جديدة تم ابتكارها من قبل الذراع الإيرانية للتضييق على الباحثين من الطلبة.
الأمر الذي قوبل باستهجان من قبل العديد من دكاترة الجامعة، كون ما يجري مخالفاً لكل القوانين المعمول بها في الأبحاث العلمية والأكاديمية داخل الجامعات.واعتبر البعض أن هذا التعامل الذي يأتي في إطار ما أسموه "الحفاظ على الهوية الإيمانية" إضافة إلى 9 نقاط أخرى تضمنها القرار جميعها تعمل على تدمير ما تبق من العملية التعليمية داخل أروقة الجامعة.
أكاديميون اعتبروا القرار إهانة لعقول الباحثين وللعمل المؤسسي، كما أنه يهندس لمسخ العمل الأكاديمي برمته، وأنه يأتي في إطار التعامل مع محلات الملبوسات التي تم مصادرتها خلال الأيام الماضية دون التفريق ومراعاة الحريات.
مراقبة الكتب
من ضمن النقاط التي تضمنها القرار مراقبة محتوى المكتبات، وهذا ينزع إلى التفكير الأحادي بمعنى أنهم سيقومون بمصادرة كل الكتب التي لا تتوافق مع مشروعهم العقائدي وثقافتهم و"هويتهم الإيمانية" التي يسعون من خلالها إلى قولبة المجتمع بشكل عام.
في ذات السياق حذر مراقبون وأكاديميون من استمرار إصدار مثل هذه القرارات التي ستكلف التعليم العالي الكثير وستؤثر على آلاف الطلاب.
وتشير التقارير إلى أن هذه القرارات أو الخطوات التي تم فيها ابتكار "المستشار الثقافي" لرئيس الجامعة وتعيين شخص مؤهله بكالوريوس تأتي بعد أن كان هناك مشرف ثقافي يقوم بالتحكم بكل قرارات الجامعة.
وبحسب قوانين الجامعة، فإن هذه القرارات تأتي من أجل تغيير كافة لوائح وهيكلة النظام الجامعي من رئيس ونواب وعمداء ونواب عمداء واستبدالهم بخريجي ثانوية وغيره كما حديث في جامعة ذمار وجامعة صنعاء وغيرهما.
خطورة هذه القرارات
تجدر الإشارة إلى أن خطورة هذه القرارات بأن لها تبعات كارثية على العملية التعليمية برمتها سواءً في المراحل الأساسية أو الثانوية أو الجامعية.
خاصة وأن هناك توجها واضحا من قبل الجهات التعليمية في الدول العربية المجاورة وعديد من دول العالم بعدم اعتماد شهادات الجامعات اليمنية.
ناهيك عن بدء بعض الدول بعمل اختبار قبول للوافدين الذين يسعون لمواصلة التعليم الجامعي وحتى الذين في المراحل الأساسية من طلاب الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة.
أمام كل ردود الأفعال هذه وتصنيف التعليم والعملية التعليمية في اليمن بأنه فاشل، فإن ذراع إيران لم تتخذ أي إجراء، بل إنها تعمل على تعقيد المشكلة أكثر.
وهناك توجه كشف عنه بعض العاملين في وزارة التربية والتعليم بأن الحوثيين في طريقهم إلى تغيير شامل لمناهج التعليم الأساسي، وأن هناك تغييرات في بعض المواد وصلت إلى 80% حتى الآن، الأمر الذي قد يدفع بالآباء إلى العزوف عن إرسال أبنائهم إلى المدارس.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر